• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المتمم والمهجور ( قصة )

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 7/7/2013 ميلادي - 28/8/1434 هجري

الزيارات: 4312

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المتمم والمهجور (قصة)


أعلنت دار الإفتاء أن اليوم هو المتمم؛ فاهتزت الدار فرحًا وغبطة، وَكبَّر الأولاد، وارتشفت الوجوه أريج الفرحة ونسائم الخيرات، واجتمع الكل حول الأم الرؤوم والأب الحاني (وهذان في الدنيا هما الرحماء)؛ كما قال أمير الشعراء شوقي، يستعرضون الهيئة التي سيكونون عليها خلال الشهر الكريم.

 

فتلك أمُّهم قالت من قبلهم: سنحتاج إلى بعض الأشياء التي يحتاجها المطبخ، وأيام الصيام، وأمسكت بورقة التقويم التي عليها يوم الثلاثين من شعبان، وجعلت تكتب ما يعِنُّ لها من لوازم الإفطار الرائع، ومتطلبات المنزل خلال الفترة القادمة.

 

فلما لم تستوعبِ الورقة ما تراود على ذاكرتها وسرى بمخيلتها - بصفتها مدبرة شؤون المنزل - قالت لزوجها: ولا تنسَ العصائر الجاهزة؛ فإن الصومَ في الصيف آتٍ.

 

الأبُ يهزُّ رأسه بالموافقة غير معترض ولا معارض، حتى ولو لم يأت بما كُلِّف به كله، فإن كلمة (حاضر) تريح الجميع، ويبدو كما المطيع ينصاع للأوامرَ وإن بدت في صورة طلب أو رجاء، هكذا علَّمته الأيام، وألانَتْ عريكتَه المشاحناتُ القديمة على دخول الدار، ومستلزمات الأبناء، فإن سن الأولاد - الخريج والبنت التي أوشكت على الزواج - دليلٌ على عِشرة طيبة ووُدٍّ لم ييبس بإذن الله.

 

(علي) الابن الأكبر: سوف أعتكف هذا العام - بإذن الله - في العشر الأواخر من رمضان، فنادم أنا على التفريط فيه العام المنصرم، وسوف أعاون أصدقائي في القرية في توزيع التمور والعصائر ساعة الإفطار على الطريق وفي المساجد.

 

(سلمى الأخت الوحيدة): سوف أصلي الفجر حاضرًا من الليلة يا أمي، لا تنسَ أن تذكِّرَني يا أبت.

 

الأم: أليس بهاتفك الجوال منبه؟ فاجعليه على توقيت يسبق الإمساك؛ حتى تتمكني مِن تناول بعض الطعام؛ ففي السحور بركةٌ؛ كما أخبر الصادقُ المصدوق - عليه الصلاة والسلام.

 

سلمى: سأفعل إن شاء الله.

 

الابن الأوسط: سأذهب من الليلة في تجهيز حقيبة رمضان التي يُعِدُّها إخوة لنا في البلدة لمعاونة الأُسَر الفقيرة بما لا يخدش حياءهم، ولا يجرَح تعفُّفَهم، ولكي نرسم على وجوههم ابتسامةً تسبِقُ العيد وفرحتَه.

 

فجأة رنَّ الهاتف الجوال (المحمول) الخاص بالولد الأوسط، فقال الأب مستنكرًا: غيِّر تلك النَّغمةَ يا بني؛ فعلى شهرٍ كريم نحن مقبلون.

 

الابن قانعًا: سأفعل يا أبتِ، ثم عمد إلى ابتهال ديني، فجعله نغمةً للهاتف.

 

فقال الأب: تمام، هداكم الله جميعًا.

 

وبينما هم يتسامرون، وعلى حين غفلة منهم، عمَد أصغرُ الأبناء - إذ لم يتجاوَزِ السَّابعةَ - إلى كرسيٍّ صغير، فاتخذه مصعدًا؛ ليصلَ إلى مكتبة الدار، مخرجًا منها المصاحف، فحمل ما استطاع أن يهبط به، ثم وضعهم في حجر أمه، وقال:

فلتُزيحي الترابَ عن هذه المصاحف المهجورة يا أمي؛ فقد جاء وقتها، وهذا أوانها.

 

خرجت الكلمة من الصغير مخرج السَّهمِ الطائش من قوس المبتدئ، تعلم الرماية، لكنه أصاب من الحضور الصدورَ.

 

هنالك اهتز الجميع، وأحسوا بالقطيعة بينهم وبين كتاب الله، فتوارى كلُّ واحد منهم بحكاية وقصة، كأن الكلمة لا تعنيهم، برغم كونها سهمًا أصاب صدر الغافلين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة