• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الحصان ضد القطار

فضيل سندس


تاريخ الإضافة: 30/6/2013 ميلادي - 21/8/1434 هجري

الزيارات: 11445

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحصان ضد القطار


ذات مساء أبصر قطار حصانًا يتأهَّب لعبور السكة الحديدية، فصرخ في وجهه: "مَن سمح لك أيها الحصان عديم الفائدة، بعبور هذا الطريق المخصَّص لسير سيدك القطار؟!"، ثم أضاف ساخرًا: "لقد ولَّى زمانك، ولم تَعُد تنفع في شيء، فأنت تأكل من التبن الكثير، ولا تَحمِل من المتاع إلا القليل، والقدر الضئيل الذي تستطيع حمْله لم يَعُد يفيد الناس اليوم"، قال القطار ذلك وانصرف ضاحكًا...

 

حزن الحصان حزنًا شديدًا، وهجره النوم، وفقَد شهيَّته في الأكل، أطلَّت الشمس فرأته على هذه الحال، فسألته: "ما بك يا صاح؟ ماذا حَلَّ بك؟!".

 

رفَع الحصان رأسه، ودموعه تَنهمِر بغزارة، ثم أجابها: "لقد نبَّهني القطار البارحة إلى حقيقةِ من أكون".

 

فقالت له: "هيا أخبِرني ماذا جرى معك"، فحكى لها قصتَه كاملة.

 

ضحكت الشمس ثم قالت: "آه، كم أنت طيب يا صديقي! وكم هو ناكر لدورك في الحياة، ذاك القطار المغرور!".

 

فقال والدموع تُبلِّل وجنَتَيه: "أي دور بقي لي بعد أن ظهرت هذه الوسائل الحديثة، أيتها الصديقة الطيبة ؟!".

 

قالت الشمس: "أبعِدْ عنك هذا الوهمَ الذي استبدَّ بك وكاد يقضي عليك، وثِق يا صديقي أنك ما زلت قادرًا على أداء أدوار كثيرة في هذه الحياة، وبعد هذا أنت حرٌّ في اختيارك، صدِّقني أنا أو صدِّق القطار"!

 

حين أحسَّت الشمس أن الحصان لم يَقتنِع بكلامها قالت له: "إذا أردت أن تتأكَّد من صحة رأيي وصِدق قولي، فإني أشير عليك بالذَّهاب إلى ذلك القطار لتطرح عليه بعض الأسئلة، وتستمع إلى إجابته".

 

رد الحصان: "أنت تقولين لي: اذهب لسؤاله، وأنا غير قادر حتى على رؤيته؟!".

 

أجابت الشمس: "ثِق في نفسك وفي كلامي، فأنت أقوى مَن أن تستسلم بهذه السهولة، هل يستطيع القطار أن يَحُل محلَّك في سباق الخيل وفي لُعبة البارود، حيث يَسعَد الناس بخفتك ورشاقتك؟ وهل يَقدِر على التنقل وسط الحقول والغابات، وفي الشعاب والوديان؟ وهل بوسعه مطاردة اللصوص وحراسة الحدود والدنيا ظلام؟!".

 

وفي هذه اللحظة أدرك الحصان المغزى من أسئلة الشمس، فأشرق وجهه ولمعت عيناه، ودبَّ في جسمه النشاط والحيوية من جديد، فودَّع الشمس بعد أن قال لها: "شكرًا لك أيتها الشمس، لقد نفختِ فيَّ الرُّوح من جديد، لن أنسى جميلك ما حييتُ"، ومضى مسرعًا يطلب لقاء القطار ليلقي عليه تلك الأسئلة، وليُثبِت له بالبرهان أنه لا يزال له دور في الحياة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جميل
مريم عبد الرحمن - الجزائر 01-07-2013 08:47 PM

قصة جميلة.. شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة