• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لحظة خشوع

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 2/6/2013 ميلادي - 24/7/1434 هجري

الزيارات: 5809

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لحظة خشوع


كالعادة؛ يَغوص يومي في قاع كتابي، وعلى مَضض يلحق بالماضي المحفور بالذاكرة، وتزدحم سحابات الفكر بغيمٍ أحسبه يختزل العمر في لحظة، وتُمطِر اللحظة وابلاً من أسئلة حائرة على جدار العمر، فغُربة النفس مع غَرابة الواقع تُغرِي فلسفة الحرف أن تحاول تكوينَ كلمة ترسُمني، وتُثرِي اللحظة هالاتٌ من صفاءٍ أرجوه، وطُهرٍ أتمناه، وما بين ثنايا اللحظة تلهو دمعةٌ حائرة، وتَسخر من تشبُّثي بغربتي، وكأنني أسبح خارج الماء، وأطير على الأرض، كنسمةٍ حائرةٍ وسط فيافي أفكاري، تبحثُ عن وُريقاتٍ خُضر تترعرع على ضفاف شُطآني، ومع أنَّ الشاطئ عندي تغمُره أيامي، إلا أنَّ عيوني ترمُقه - كما الصقر - مُشتاقًا لخُطى أقدامي، فما تكاد أولى خُطواتي تُولَد، إلا وصُراخ بطعم المِلح يناديني: أَقبِل وجفِّف مآقي السُّهد، وانظُر لأعلى واصرُخْ: يا رب.

 

ثمَّة أشياء تُعجِز الوصف أن يرسمها، وتضرِم النارَ في أحشائي، وأنا أرى سلة مُهملاتي حُبلى بثمينِ آمالي وأشجاني، وكأنَّ اللحظة تُغريني بالتطبيع والخنوع والخضوع قهرًا أمام سهام أحلامي، تمامًا كما فعل مَن غرَّته الأماني! ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾ [الحجر: 3 - 5].

 

أوَّاه يا نفسًا أغرقَتْها شلالاتُ أيامي.. فأمطرَتْني وابلاً من سهام أحلامي!

 

اصمُد يا فتى بقراءة القرآن.. أخشى عليك ثورة البركان!

 

يقولون: إنَّ النفس كالطِّفل.. فما لطفلي لا يريد فطامي؟!

 

تُهديني اليوم جرحًا.. وغدًا تُهديني جرحًا ثانيًا!

 

يا ألله!

إنها اللحظة الثائرة كما النفس، إنها إشراقات الحُروف كما الشمس!

 

مَرحى يا لحظة خشوعي..

 

مرحى يا أجمل اللحظات!

 

دعيني أنثر أحلامي على بابك!

 

ما أروعَ حلمًا أصوغه في رحابك!

 

لا تفارقيني يا أجمل اللحظات!

 

فَجِراح الخَدِّ تنطقُ بالعَبرات!

 

اللَّهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللَّهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة