• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

آمنة وأبناؤها الأيتام ( قصة قصيرة )

آمنة وأبناؤها الأيتام (قصة قصيرة)
خالد حامد عمر


تاريخ الإضافة: 26/5/2013 ميلادي - 16/7/1434 هجري

الزيارات: 44980

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة من وحي المعاناة لأسرة أيتام

(آمنة وأبناؤها الأيتام)

من قناديل خافتة إلى قناديل مضيئة لآخرين


لم يتبقَّ في يد آمِنة سوى بضعة جنيهات، وهو آخِر مبلغ تركَه لها زوجها الجندي سعيد المتوفَّى في منطقة تلودي وهو يُدافع عن تراب الوطن ضدَّ المتمرِّدين، تُقلِّب آمنة هذه الجنيهات، وهي تنظر لأبنائها الأيتام (أحمد 8 سنوات ومنى 6سنوات) بشفقَة يَشوبها كثير من الخوف وهم يُقلِّبون التراب لعبًا على رؤوسهم فرحًا وبهجة ببراءة الأطفال، ثم يتجه بصر آمنة إلى اتجاه آخَر، وهو المنزل الذي قد حذَّرها الجيران والأقرباء بضرورة صيانته، وإلا سيقع هذا الفصلَ من الخريف، وستكون نهايته، وما هي إلا لحظات حتى سقطت أول قطرة من المطر مؤذنة بهطول الأمطار، ففزعت أم الأيتام، فأدخلت أبناءها داخل المنزل المتهالك، واشتدَّ المطر مع بعض الزوابع الرعدية، وبدأ سقف المنزل المُتهالك بالفرقعة محذِّرًا بالسجود، والأم تدعو قائلة: "لطفك يا الله"، فجأة أظلمت الدنيا في عيني آمنة ولم تُفِق إلا عند جارتها سمية قائلة لها: "حمدًا لله على السلامة" مُربِّتةً على كتفها، ثم صرخت آمنة قائلة: "أين أبنائي؟" فقالت: إنهم بخير، فجاؤوا إليها مسرعين: ماما، ماما، فاحتضنتهم وهي تبكي قائلة لهم: "مهما حصل لا تذهبوا مني بعيدًا"، ثم قالت لهم: هيا إلى المنزل، فقالوا لها: "أمي، البيت مخيف، ولم يتبقَّ فيه إلا جدار واحد فقط"، فردَّت عليهم: لا بد من العودة وبناء "راكوبة" ولملمة باقي العفش داخل الراكوبة"، فاقتنع الأبناء وعادوا إلى المنزل متأثِّرين وفي أمنيتهم أن يبقوا مع جيرانهم، لكنهم عادوا ولا توجد كسرة خبز في منزلهم، عادوا وثيابهم الرثة تُنبئ عن واقعهم الحزين.

 

وقفت آمنة على بقية حطام منزلها، وأطفالُها حولها ينظرون متسائلين، فنظرت إليهم نظرة حيرة وألم ثم قالت في نفسها: لا بد من العمل، فخرجَت سريعًا من المنزل مُستعيرة عباءة جارتها؛ فعباءتها قد ابتلعها حطام المنزل، وخرجت يَحدوها الأمل والتفاؤل، وفي نفس الوقت أعطت جارتها بضعة من الجنيهات موصية إياها بأن تقوم بإفطارهم فقط؛ فهي لا تملك شيئًا للغداء، وربما ستأتي لهم بالعشاء، وربما لا.

 

وأثناء بحثها عن عمل وكانت سائرة في الطريق، وتتمنى ألا تعود إلى أطفالها بدون شيء، وفي أثناء ذلك لاحظت إحدى النساء تلتحِف بحجابها واقفة أمامها تنتظر المواصلات، فحدثتها نفسها أن تقف بجانبها، فوقفت بجانبها فسلمت عليها، فردَّت عليها السلام، فارتاحت لها، فرَكِبَتا معًا المواصلات بجانب بعضهما البعض، وتحسَّست آمنة نقودها فلم تعثر على شيء، فقالت لجارتها بتلعثم وحرج: والله لا أملك نقودًا للمواصلات فأرجو أن تستريني ستر الله عليكِ، فقالت لها بكل رحب وسرور: أين تسكنين؟ فقالت: نحن نسكن في منزل عبارة عن خراب؛ فقد سقط المنزل وأُتلف ما تبقَّى من أثاثنا، ولا نملك قوت يومنا فنُفطِر ولا نتغدى، وهكذا، وتنهَّدت آمنة ودمعة حارقة تنزل على خدها، فقالت لها فاطمة: لا تخافي، سنكفل أبناءكِ، فقط أريد منك هذه المستندات، وقالت لها: أنا مُشرِفة على كفالة الأيتام وسأكفلهم لكِ بإذن الله، فقالت آمنة: شكرًا لك كثيرًا، نزلت آمنة من المركبة مسرعة إلى منزلها قائلة لأبنائها: أبشروا بالخير، فُرجت من الكريم الوهاب.. ففرحوا ليس لشيء إنما لفرح أمِّهم، ولم يأتِ اليوم التالي إلا وآمنة واقفة أمام المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية، وقد استقبلتْها المشرفة فاطمة بوجه بشوش مرحبة بها، وقد استلمت منها المستندات ووعدتها بالاتصال حال كفالة أبنائها، فتحشرَج صدرها بالحزن مشوبًا بالفرح، وسقطت دمعة صادقة كأنها تودع عين آمنة إلى الأبد، مودعة أيام الفقر والعوز إلى أيام الدعة والعيش الهنيء.

 

وما هي إلا شهور معدودة وقد صبَّت عليها النعم صبًّا بعد اتصال المشرفة فاطمة بها، وقد انقلبت حالها من بعد ضراء مسَّتها إلى نعيم، بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود الخيِّرين من المنظَّمة سابقة الذكر، وها هي منى مُحاضرة في جامعة الخرطوم تنشر قناديل العلم لتلاميذها، وما أن تقترب من منزل آمنة وأبنائها إلا وتسمع ذلك الصوت الجهوري من المسجد المُجاوِر للداعية أحمد وهو يبدِّد ظلام الشرك بنور التوحيد، وهناك بداخل المنزل تسمع دندنة الأرملة آمنة بعد أن احدودَب ظهرها واشتعل رأسها شيبًا وهي ترتل قوله تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].

 

♦ ♦ ♦


ما قرأتموه نموذج مُشرِق لأسرة يتيمة بعد أن وجدوا الرعاية الكاملة حتى أخرجَت قناديل من نور تُضيء لآخَرين، بعد أن كادت تنطفئ، فيا تُرى ماذا قدَّمنا للأيتام في بلادنا؟ أم كل واحد يقول: نفسي نفسي؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- أهمية كفالة اليتيم
خالد حامد - السودان 24-03-2018 08:57 PM

بارك الله فيك أختي الكريمة لذلك لا بد من التنبيه إلى أهمية كفالة اليتيم في رتق النسيج الاجتماعي للمسلمين بالإضافة إلى الفضائل لكفالة اليتيم بارك الله فيك

1- شكر وعرفان
سمية دومر - الجزائر 21-04-2014 01:40 PM

بسم الله الرحمان الرحيم
أولا أريد أن أشكركم جزيل الشكر على أعمالكم الفاضلة كما أريد أن أنوه بضرورة نشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية كفل اليتيم حتى لا ننسى هذه الشريحة من المجتمع فليس اليتيم من يحتاج إلى الشفقة ....لأنه جريح سينتفض في وجه الدنيا بأسرها لكن نحن من نحتاج إلى الشفقة إذا أهملنا بركات وجنات عدن فتحت بابتسامة يتيم.....إن كنت فقدت أبا أو أما لذلك سميت يتيم فكيف بمن فقد مجاورة الرسول عليه الصلاة و السلام في الخلد؟؟؟؟ كيف نسميه بربكم؟؟؟؟؟
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة