• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بحثنا عنها فلم نجدها!!

بحثنا عنها فلم نجدها!!
عمر سالم محمد باوزير


تاريخ الإضافة: 24/4/2013 ميلادي - 14/6/1434 هجري

الزيارات: 4669

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بحثنا عنها فلم نجدها!!


قرَّر أبو الشمقمق من يومه أن يصبح عَلمًا، يُشار إليه بالبنان والأيدي والأرجل، وأراد أن يَسلُك أقصر الطرق وأسهلها لنيل المراد، فما كان منه إلا أن لبس قميصًا أبيض فَضفاضًا، ولفَّ العِمامة حول رأسه، وجعل لها ذيلاً قصيرًا كعِمامة السندباد، وأَمسَك المسبحة بيديه، وخرج على التو مُتَّجهًا إلى مسجد ناءٍ عن الديار في قرية صغيرة بسيطة، لا يكاد يَصِل إليها العلم إلا لمامًا.

 

بعد أن وصل إلى مبتغاه، أخذ يمشي الهوينى، وهو داخل إلى ضاحية المسجد، فجعلت الأعين تَسترِق النظرَ إليه، وتتهامَس الألسن أن المهدي المُنتظَر قد وصل!! أُقيمت الصلاة، وبعد الصلاة تسمَّر أهالي الحي كل في مكانه؛ علَّ هذا الرجل الغريب يقوم ويُلقي على مسامعهم خُطبةً عصماء، ولكن الرجل ما زال جالسًا، بدأ الأهالي في القيام، وعندها قام أبو الشمقمق أمامهم، فما كان منهم إلا أن رجعوا إلى أماكنهم.

 

وبعدها أخذ الشيخ القائم ينظر يَمنة ويَسرة، ويُحملِق النظر فيهم، وهو قائم مُطبق الشفتين لم يَنبِس ببِنت شفة، عندها اكتست الوجوه بملامح الاستغراب والتعجب، وبدأ الهمس بين الناس، وما تَداركهم إلا صوت الشيخ، وهو يقول بأعلى صوته: صلوا على النبي، فبُهِت القوم وارتجَّ بعدها المسجد بالصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- جال بعدها بناظريه، فرأى الأعين مُتَّجِهة إليه، والأعناق مشرئبّة نحوه، تريد المزيد، فما كان منه إلا أن زادهم من بحر عِلْمه الآسن، وأتى لهم بالفوائد والفرائد التي تَسُر السامعين، فمما قال: يا عباد الرحمن، إن الرسول الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - يقول: ((لتَتَّبِعُنَّ سنن من كان قبلكم حذوَ القُذَّة بالقذة، حتى لو دخلوا جُحْر ضبّ، لدخلتموه))؛ أخرجه البخاري ومسلم.

 

معنى الحديث: أن الضب دخل الجحر، ولكن الصحابيين البخاري ومسلم - رضي الله عنهما - أخرجاه من الجُحر، فمَن وجد ضبًّا داخل جحرٍ، فليخرجه من جحره، وله الجنة!! وأسهب بعدها يتكلَّم بانفعال حول سيرة الصحابي الجليل البخاري، وكيف آمن بالرسول؟ وكيف غزا معه الغزوات؟ وكيف مات شهيدًا مناضلاً في معركة 22 أيلول تشرين الأول؟! انتابت أبو الشمقمق حينها نَشوة العالم العارف، ورأى الحضور يريدون المزيد، فما كان منه إلا أن قال: أكتفي بهذا القَدْر، ولنا لقاء آخر مع أمير الشهداء الصحابي مسلم.

 

بعد الكليمات التي تفوَّه بها أراد الانصراف، فتحلَّق حوله جماعة أناس وجعلوا يُقبِّلون يديه، وصديقنا يُحِس بالزهو والفَخار يَكسوانِه من أعلى رأسه إلى أَخمص قدميه، وأَحَس أن الشهرة بدأت تَدُب إليه كدبيب النملة في عقله الخاوي، وانصرف راجعًا من حيث أتى، فأقبل عليه رجل يبدو من أول وَهلة أنه متعلِّم، فصافَح الشيخ، ولكن لم يقبِّله كما صنع من كان قبله، فأنِف الشيخ من هذا الرجل، فأسرَّها في نفسه، ولم يُبْدها له، وقرَّر في نفسه الانتقام، ولكن عدَل عن ذلك الخاطر بعدما سمع الرجل يقول له: "يا شيخ الغافلين، ما كل مرة تَسلَم الجرة"، فانصرف بعدها الشيخ وهو يُهرول فرارًا؛ لكيلا يفتضَح أمره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة