• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الرغبة والغربة

سليم ساعد المقعي السلمي


تاريخ الإضافة: 24/3/2009 ميلادي - 27/3/1430 هجري

الزيارات: 9721

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بحثتُ عن الرغبةِ والغُربة في مُعجمِ مقاييس اللغة، فوجدتُ التعريف ينصُّ بقولهِ: الإرادةُ وطلبُ الشيء والحصول عليه، بينما عن الغربةِ وجدتُ التعريف ينص بقولهِ: البُعد عن الوطن.

وأنا لستُ جاهلاً بهذين التعريفين من قبل، وإنما كانت في مُخيِّلتي قبل النظر في هذا المُعجم، وعندما بحثتُ عنها وجدتُ هذا المُعجم ينصُّ على ما في جَعْبَتِي من كلماتٍ مرصوفةٍ فيه؛ لذلك عرفتُ بأنّ حدوث الحدث أو الشيء هو الذي يُحدث الإبداع، ومعرفة الأحداث قبل وقوعِها.

ومن هُنا لا شك أن الرغبة والغربة لهما صلة ببعضهما، وبينهما عداوة كبيرة، تعتدي بها الغربة على أُختِها الكبرى. ولكن الرغبة تحمل التواضع والحب والاستقرار والطمأنينة، بينما الغربة تحمل العدوانية والمشقة والوحشية والكآبة..

فكلُّ مُتغربٍ عن أهلهِ ووطنهِ يُقاسي متاعب الحياة البعيدة، التي لا ترحم هذا الإنسان المُتعذب في المكان البعيد عن الوطن.

ومن عداوة الغربة: إنها لا تتجاوب معي حينما أسألها، بل تعاديني ولا تتركني في حالي، وإن جاءت بالإجابة فهي في تمرُّدٍ واستهتارٍ وتهكمٍ وسخريةٍ، قائلةً: لماذا تترك بلدَك الذي نشأت فيه؟ ألم تعرف بأنني عنيدة بكلِّ صراحةٍ؟ هذا من طبعي الدائم الشريف الذي أعمل به، ألست عارفاً بهذا الأمر؟

فقلت: أتيتُ عن طريق الرغبة، وهي أُختك الكبرى.

فقالت: إذَن اصبِر وصابر على أذى المتمردة العدوانية الأخت الصغرى المسماه (بالغربة).

فقلت لها: تباً لكِ...!

ومن ثمَّ عدتُ فسألت الرغبة قائلاً: لماذا أُختك الصُغرى تعاديني هكذا بدون سبب؟

فقالتْ: تحمَّل هذه المشقة حتى تنال ما لأجلِهِ أتيت.


فقلت: نعم وهو كذلك. فهذه إجابة المتواضع.

فلذلك أنا جمعت بين الرغبةِ والغربةِ، فالرغبة هي التي أنبتت في قلبي البعد عن الوطن لنيل العلم، والغربة هي التي تعاديني في ذلك المكان الذي اتخذته مستقراً لطلب العلم، فإحداهما تُرحب والأخرى تعادي.

فقلت: يا شعر ما رأيُك في هذا الأمر؟

فقال على لسان الشافعي - رحمه الله تعالى -:

مَا فِي  المقَام  لِذِي  عَقْلٍ  وَذِي  أدبٍ        مِنْ  رَاحَةٍ،  فَدَعِ  الأَوْطَانَ   وَاغتَربِ
سَافرْ   تَجِد   عِوضاً   عَمّن    تُفَارِقُهُ        وانصَبْ، فإنَّ لذِيذَ العَيْشِ في  النَّصَبِ(1)
إنِّي   رأيتُ   وُقوفَ    الماءِ    يُفسدُهُ        إنْ سَاحَ طابَ، وإن لمْ يَجرِ لَمْ يَطِبِ
والأُسْدُ لولا فراقُ الأرضِ ما افْتَرَسَتْ        وَالسّهُمُ لولا فراقُ  القوسِ  لم  تُصِبِ
والشَّمسُ لو وَقفَتْ  في  الفُلكِ  دَائمةً        لَمَلَّها  النَّاسُ  من  عُجْمٍ  ومن  عَرَبِ
والتِّبرُ(2)   كالتُّرْبِ   مُلقًى   في   أَماكِنِهِ        والعُودُ  في  أرضِهِ  نَوْعٌ  مِنَ   الحَطبِ
فإنْ    تَغَرَّبَ    هذا     عَزَّ     مَطلَبُهُ        وإن   تَغرَّبَ   هذا    عَزَّ    كَالذَّهبِ
 

 

------------------------------------------
  1 النصب: التعب.
  2 التِّبر: فتات الذهب أو الفضة قبل أن يُصاغا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أحسنتَ يا شيخ
أبو سعيد - مصر 24-03-2009 12:09 PM

جزاكم الله خيرا يا أخي الفاضل

صدقت يا أخي، الإنسان دائما بين أمل وألم --- بين رغبة وغربة ---- بين وعد وعدوّ --- بين مَثابة ومهابة....

ثم يا أخي أنت لست في غربة.. أنت في الأردن بلدك أيضا.. ما غريب إلا الشيطان..!!!

تقبل حبي واحترامي لك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة