• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

(رحلة ياسمين: قصة مسلسلة للأطفال (4) الصغير والصديق)

جميلة بنت محمد الجوفان


تاريخ الإضافة: 22/3/2009 ميلادي - 25/3/1430 هجري

الزيارات: 10401

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
فكَّر الثُّعبانُ قائلاً لنَفْسِهِ: رُغْمَ أنّهُ طيرٌ صغيرٌ لا يُشبِعُ، إلاّ أنّهُ يَفِي بالغَرَضِ..
وأخذَ يتخيَّلُ كيفَ سيكُونُ مَذاقُهُ..
حرَّكَ لسانَهُ بشراهةٍ: أم.. أم.. لذيذٌ.. لذيذ.
هجمَ الثّعبانُ فاتحاً فمَهُ بأَقصَى اتِّساعِهِ ليَلْتَهِمَ الطَّيرَ الصَّغيرَ، ولكنَّ رأسَ الثُّعبانِ اصطدمَ بالشَّجرةِ اصطداماً أيقظَهُ مِن أحلامِهِ الجَميلةِ...
نظرَ إلى فمهِ الفارغِ! حرّكَ لسانَهُ، و قالَ لنفْسهِ: هل الطَّيرُ صغيرٌ لهذهِ الدَّرَجةِ! لدرجةِ أنِّي لا أُحِسُّ بهِ؟!
لا، غيرُ معقولٍ! هلْ هُوَ بِلا طَعمٍ أَيضاً؟ هل تحوَّلَ إلى هَواءٍ؟!
وحينَها أدرَكَ أنّ الطَّيرَ الصّغيرَ أفْلَتَ منه! وأنّ طعامَهُ طارَ مِن بين يدَيهِ!!

ولكنْ كيف؟!
 تساءلَ الثّعبانُ بغضَبٍ، وأخذَ يبحثُفي المكانِ ويقلِّبُ بصرَهُ يَميناً ويَساراً، وظلَّ يتلوّى بغَيظٍ ويُهسهِسُ بحَنَقٍ، صارِخاً: أينَ أنتَ أيُّها الصّغير؟!
ودارَ حوْلَ الشجرةِ، ودار... وقالَ مهدِّداً الصّغيرَ: أينَ ستهرُبُ.. أينَ ستهربُ منِّي؟!
وأخذَ يُدمدِمُ: سآكُلُكَ أيُّها الصَّغِيْرَ إنْ عاجِلاً أوْ آجِلاً! سآكُلُكَ.  أُقسِمُ على هذا..
أسَمِعتَنِي..سآكُلُكَ!!
وحِينَما يئسَ وتَعِبَ، وَلَّى وذهبَ..

وفي أَعْلَى الشَّجرةِ قالتْ "سَنْجُوبَةُ" للطَّيرِ الصَّغيرِ: ماذا تفعَلُ - يا صغيرِي - في الغابَةِ وَحْدَكَ؟! لقَدْ كادَ هذا الثُّعبانُ أنْ يلتهِمكَ!
فتحَ الصَّغيرُ عينَيهِ بدهشةٍ، ونظر للأسفلِ، حيثُ الثُّعبانُ المَقهُورُ، ثمَّ نظرَ إلى سنجوبة، وقالَ لها: مَن أنتِ؟ وكيف وصلتِ إلى هنا؟ ألمْ يأكُلني الثُّعبانُ؟ آه.. لا.. ما زلتُ حيًّا.. ما زلت حيًّا. وأخذَ يضحَكُ بسُرورٍ..
ثم قال: حمداً للهِ، حمداً لله. ولكنْ مَن أنتَ؟ وكيفَ نجوتُ مِن الثُّعبانِ؟
قالتْ "سنجوبةُ": أنا اسمِي سنجوبة، أعيشُ على الأَشجارِ، ولقدْ سمعتُكَ تصرُخُ مُنادياً أُمَّكَ.. وحِينَما نظرتُ رأَيتُ الثُّعبانَ يهجمُ عليكَ ليأكُلَكَ، فالتقطتُكَ، وحمَلتُكَ بسُرعةٍ للأَعلى. أمّا الثُّعبانُ فاصطدَمَ رأسُهُ بالشَّجرةِ.

قال الطّير: شكراً لكِ - سيِّدتي -، لقد أنقَذتِ حياتي، شكراً لك.
قالت "سنجوبة": لا عليكَ. والآنَ أخبِرني لمَ لسْتَ في عُشِّكَ أيُّها الصَّغيرُ؟ هلْ سقطتَ منهُ؟
قالَ الطَّيرُ بخجَلٍ: لا، و لكني خرجتُ مِن العشِّ.
قالتْ "سنجوبة" بتعجبٍ: خرجْتَ مِن العشِّ! ماذا تقصِدُ؟ هلْ تقصِدُ أنَّكَ خرجْتَ مِن عُشِّكَ عامِداً لِهذِهِ الغابةِ المُخيفةِ؟!
- نعمْ.. آه.. كنتُ أحاولُ أنْ أطِيرَ فقطْ.
قالتْ"سَنجُوبةُ" باستغرابٍ، وهِيَ تُحاولُ أنْ تُخفيَ ضَحْكَتَها: أوه.. تطِير؟؟!!

ثُمَّ تابعَتْ:
كُلُّ الطيور - يا صغيري – تطيرُ، هذهِ حقيقةٌ لا جِدالَ فيها، لكنَّكَ ما زلتَ صَغيراً على الطَّيَرانِ!
قالَ الصَّغيرُ بنَدَمٍ: نعمْ، نعم، لقدْ عرفتُ الآنَ.
نظرَتْ إليهِ سنجوبة، وقالتْ: أوه.. انظُرْ إلى جناحِكَ أيُّها الصَّغيرُ، هل جَرَحْتَهُ أثناءَ مُحاولَتكَ الطَّيرانَ؟
هَزَّ الصغيرُ رأسَهُ وأطرَقَ، وترقرقَتْ دُموعهُ على خدَّيهِ..

مسحتْ "سَنجوبة" على رأسهِ بحنانٍ، وقالتْ: لا عَليكَ، لا عليكَ. هيَّا - يا صغيري - لا تَبْكِ..
أرَى أنَّكَ تعلَّمتَ درْسَكَ جيِّداً، وهذا يكْفِي. ثُمّ نظرتْ إليهِ ثانيةً، وتابعتْ:
نعمْ لقدْ تعلَّمتُ، لكنّ الثمنَ كان غالياً.
- أوه.. لا بأسَ.. فأنتَ ما زلتَ حيًّا. أليسَ هذا جميلاً يا صغيري؟ ستُشفَى بسرعةٍ بإذْنِ الله، و...
 قاطعَها الصَّغيرُ باكياً:
-ولكنّي أُريد أمي، أريدُ العَودةَ للبيتِ، لمْ أعُدْ أرغَبُ في الطَّيَران، لا أُرِيدُ أنْ أَطيرَ بعدَ اليومِ، لا أريد.
.. وأخذَ يبكِي بحرقةٍ.

قالتْ "سنجوبة": هيّا، هيّا يا صغيري، ستعُودُ إلى أُمِّكَ، وستنامُ في عشِّكَ الليلةَ بإذنِ اللهِ. هيّا لا تبكِ أيُّها البَطَلُ.. هيّا انظُرْ إليَّ.. انظر إليّ..
رفعَ الصّغيرُ رأسَهُ، ونظر إلى سنجوبة التي قالَتْ له مبتسمةً:
-لقد نجوْتَ مِن الثُّعبانِ، أليس كذلك؟ هاه قُل لي؟ 
هزَّ الصغيرُ رأسَهُ أنْ نعَمْ.
-نعمْ أنتَ شجاعٌ قويٌّ لا تنسَ ذلِكَ. ويكْفِي أنّكَ عرفْتَ خطأَكَ. ستعُودُ لأُمِّكَ بإذنِ اللهِ، أعِدُكَ بذلِكَ، وسَتطِيرُ عالياً في السَّماءِ.
-لا.. لا.. لا أريدُ أنْ أطِيرَ..
-بلَى، بلَى.. ستطِيرُ، ستطير.. وستأتِي حينَها لتحِيَّتِي في بَيتي بأَعْلَى الشَّجَرةِ.. هيَّا عِدْنِي أنَّكَ لنْ تَنْسى ذلِكَ..
ضَحِكَ الطَّيرُ الصّغيرُ وقال: أعِدُكِ سنجوبة.
ضحكتْ "سنجوبةُ" أيضاً، وقالت: نعمْ هكذا، ابتسِم واضحَكْ أيُّها الصَّغِيرُ، فالسّماءُ في انتظارِكَ..

رَفعَ العصفورُ الصَّغِيرُ رأسَهُ ورَأَى السَّماءَ الزَّرقاءَ الصّافيةَ..
خُيِّلَ إليهِ أنَّها تُحَيِّيهِ قائلةً له: أينَ أنتَ يا صديقي العزيز.
فابتسَم لَها في سُرورٍ..
وَتمتمَ في ضَعفٍ: سآتيكِ قريباً أيّتُها السّماءُ. سآتيكِ قريباً يا صديقتي.
 وضعَ الطّيرُ الصّغيرُ رأسَهُ المتعَبَ، ونامَ في حِضْنِ "سنجوبة"...

فكيفَ سيعُودُ الطّيرُ الصَّغيرُ إلى أُمِّهَ؟ وهل سيكُونُ طريقُ عودَتهِ سَهْلاً؟




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اطفالنا الجيل القادم
عبد العزيز الادريسي - المغرب 24-03-2009 05:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا اخوني الاحباب علي حرصكم علي ابنائنا وبناتنا حتي لا يتيهو امام الافلام والخرفات هدا هو البديل ان شاء الله تعالى فجزاكم الله خيرا اخوتي واحبابي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة