• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

المؤمن القوي (حكايات أنس – 3)

فرج الظفيري


تاريخ الإضافة: 14/2/2009 ميلادي - 19/2/1430 هجري

الزيارات: 29725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عندَ الإشارةِ الضوئيّةِ، كان هناك فتًى يوزِّعُ منشوراتٍ إعلانيّةً. أعطى الفَتَى لوالدِ أنس منشوراً. مدَّ والدُ أنس المنشورَ لأنس، وقال له: اقرأْ هذا الإعلانَ.
قرأَ أنس الإعلانَ - بصوتٍ واضحٍ - لأبيهِ الّذي انطلقَ بالسَّيّارةِ بعدَ أنْ أضاءتِ الإشارة لونَها الأخضرَ:

- يُعلن النادي الرياضيُّ عن إقامةِ دَورةٍ في فنِّ الدِّفاعِ عن النفْس (الكاراتيه) لمدّةِ ستّةِ أشهرٍ. أسعارُ الدورةِ رمزيّةٌ لطلاّب المدارسِ. بادِروا بالتسجيلِ. الدَّورةُ بإشرافِ مدرِّبينَ متخصِّصينَ.

قال الأب: إنَّها دورةٌ جميلةٌ!

سأل أنس: هلْ تعتقدُ أنّها مفيدةٌ يا أبي؟

أجابَ الأبُ: طبعاً يا أنس، كثيرٌ من الألعاب الرياضيَّة مفيدةٌ.. لأنّها تقوِّي الجسمَ، وتحقِّقُ الوصْفَ الّذي يليقُ بالمؤمنِ، كما قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّمَ: (المُؤمِنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِن المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كُلٍّ خيرٌ).. بلْ توجدُ ألعابٌ رياضيةٌ شاركَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وتابعَها، مثلَ الجَرْيِ والمبارزةِ بالسُّيُوفِ والمُصارعَةِ العربيَّة والفُرُوسيَّة، وغيرها.

قال أنس: إذَنْ، هلْ تنصحُنِي بالمشاركةِ في هذه الدورة؟

قال الأب: بكلّ تأكيدٍ، لأنني أريد أنْ تكون قويًّا، ولكنْ بشرطٍ، ألاّ يؤثِّر ذلك على حفظِكَ للقُرآن الكريمِ.

في المساءِ سجَّل أنس اسْمَهُ ودفعَ رسومَ الاشتراكِ في الدورة.
* * *


واصلَ أنس التدريبَ في الأيام التاليةِ، وتعرَّفَ إلى مجمُوعةٍ مِن زُمَلائهِ، كان بَعضُهُم مِن حلقاتٍ أُخرى. وتوثَّقتْ علاقتُهُ بفتًى في مِثْلِ سنِّهِ، اسمُه زياد. وكان الاثنان مسرورَينِ لأنَّهُما كانا يتعلَّمانِ يوميًّا حركاتٍ جديدةً،
وبعد أسابيعَ، كان الاثنانِ قد حصَلا على الحزام الأصفرِ.

وفي إحدى الأُمسيات خرج الاثنان مِن النادي، في انتظار مَن يأخذُهُما إلى البيت. وفي هذه الأثناء مرَّ صبيَّان بالقُرْبِ مِنهُما، وكان الصبيّان يتندَّرانِ بأنس وزياد، ويضحكانِ عليهِما بدون سببٍ. غضب زياد وأنس من سُلُوك هذَينِ الصَّبييَّنِ.

نظر زياد إلى أنس، وفهمَ أنس ما يفكِّر فيه زياد، وفجأةً انقضَّ الاثنانِ على الصَّبِيَّيْنِ، وبدَأا يطبِّقانِ علَيهما ما تعلَّماهُ من حركاتِ الكاراتيه.

تفاجأَ الصبيَّانِ ووَجدَا نفسيهِما يتلقيانِ الضَّربات بصورةٍ عنيفةٍ. أمّا أنس وزياد فقد واصلا الضربَ لأنّهما اعتبرا نفسيهِما في موقفٍ حقيقيٍّ لتطبيقِ التدريباتِ.

ارتفع صُراخُ الصبيينِ وكانا يصرخان بعباراتِ الاعتذارِ، لكنّ أنساً وزياداً لمْ يتوقّفا.

وفجأةً، وجدَ أنس وزياد نفسيهما معلَّقَينِ في الهواءِ. فقد تدخَّل المدرِّبُ بعد أنْ سمعَ صرخات الاستنجاد من الصبيين.

قال المدرِّب: ما الّذي تفعلانهِ؟

قال زياد: لقد كانا يتندَّرانِ بنا، فعاقبناهُما، حتى يعرِفا أننا أقوياء.

قال المدرب: القوّةُ ليستْ في ضرب الآخرينَ فقطْ، بَلِ القويُّ هو الّذي يَملك نفسه عِندَ الغضَب ألم تتعلّما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيْس الشَّديد بالصُّرَعَةِ، ولكن الشّديد مَن يملكُ نفسَهُ عند الغضَب).

حاولَ أنس أنْ يتكلَّمَ، لكنّ المدربَ قال له: أعرفُ أنك ستقولُ إنّ المؤمنَ القويِّ خيرٌ من المؤمن الضعيف، هذا صحيح، لكن المؤمن أيضاً حليمٌ ولا ينفعل بسرعةٍ، بل يصبر ويتحمَّلُ، وإذا أعطى الله المؤمن قوةً فإنه يستعمِلُها في طاعة الله وفعلِ الخير، ولا يستعملها في الشرِّ.

قال زياد: لقد اعتدَيَا علينا بكلامِهِما وتندُّرهِمَا!

قال المدرب: هل حاولْتُما نصحهما بأدبٍ؟

نظر الاثنان إلى بعضهما، فهُما لم يفعَلا ذلك بل هجما عليهما دون أن يتكلَّما بكلمة.

قال المدرب: أنتما استعمَلْتما القوة مع أنه لا داعي لاستعمالها.

خجل أنس وزياد، واعتذرا من الصبيين. وفي المقابل اعتذرَ الصِّبيانُ عن سوءِ تصرُّفهما.
* * *


في طريق العودة قال أنس لوالده بعد أن حكى له ما حدث:
- اليوم تعلَّمت معنى أن يكون المؤمن قويًّا.

قال الأب: بارك اللهُ فيكَ يا أنس.
(تَمّت)




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- مبدع الى ابعد حد ..
يوسف الجيزاني - أبوأحمد - السعودية 17-02-2009 11:39 AM
في الحقيقة مبدع يا شيخ فرج هذا الأسلوب الرائع للتعليم ولا سيما إذا كان وفق

منظور إسلامي و يسقى من نبع الشريعة الغراء هذا النبع الزلال الصافي الذي لا

يخالطه كدر ولا قذر

أحيي فيك هذا الأسلوب الرائع الفذ الفريد سر يا شيخ فرج وعين الله ترعاك

اخوك المحب

يوسف الجيزاني - أبوأحمد
1- ليت
متابع - السعودية 14-02-2009 03:40 PM
ليت الناس يتّخذون هذا الأسلوب منهجاً في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر دوماً
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة