• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

صمت ميمون (قصة قصيرة)

محمد أمين الأزهر


تاريخ الإضافة: 2/12/2012 ميلادي - 18/1/1434 هجري

الزيارات: 4911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صمت ميمون


لم يَعُدِ الحزنُ يَجِد منفذًا إلى قلب ميمون، أصبح هذا الكائنُ الغريبُ كالمحمومِ لشدة الفرحِ، تكاد عيناه تزغردان من جرَّاء ذلك، ولاحظتِ القبيلةُ هذا التحوُّل، وبدأ الناسُ يتغامزون، ويتابعون حركاته وسكناته، فميمون الذي عَرَفوه بئيسٌ تعيس لا يعرف للابتسامة طعمًا أو لونًا، ورغم هذا التعقُّب فلا أحدَ يلوي على قشرة من حقيقة الخبر، وكان ميمون يتحرَّى الدقة في تعميةِ سرِّه، وإبقائه موصدًا أمام عيون المتطفِّلين؛ لعلمِه بأن العيونَ تطارده من كلِّ الجهات.

 

تحوَّل ميمون إلى لغزٍ منذ أن عاد إلى القبيلة من سفرتِه الطويلة إلى المدينة الكبيرة، مدينة الغرائب والأحلام، وكَثُرت الأقاويل والافتراضات، وتجرَّأ البعض إلى حدودٍ لا يقبلها العقل في تأويلاتهم وتفسيراتهم، وذاتَ يومٍ دُهش الجميعُ حينما خرج ميمون عن صمتِه ليكشفَ للناس سرَّ تحوله المفاجئ، ويشاركَ القوم سرَّ فرحته، وحين اجتمعوا.

 

قال لهم بصوت لا التواء ولا غموض فيه:

"اليوم قرَّرتُ أن أقولَ لكم شيئًا، طالما أردتُم معرفةَ حقيقتِه، فاعلموا أن السبب في تحوُّلي هو أني وجدتُ أخيرًا مَن يهتم بي ويكترث لأمري، يسأل عني في الأفراح، ويشعرني بأنه يفكِّر فيَّ كل لحظة"، تهامس القوم آنذاك: إن ميمون أصبح عاشقًا إذًا، وقريبًا سيتزوَّج لا محالة، وهذا يعني أن القبيلة ستعرفُ عرسًا وهرجًا ورواجًا، وأشياء عديدة ستصاحب هذا الحدث الكبير، انبرى صوتٌ من بين الجماعة ليطلب من ميمون: "مَن هي يا ميمون؟"، وتتابعت الأسئلة: صادفتَها في المدينة؟ هل هي أجمل من فتيات القبيلة؟ ما أوصافُها؟ أسئلة متعدِّدة عدد الرمل تهاوت على أسماع ميمون، وهو لا يستطيع أن يُجِيب على أيٍّ منها، طالت الأسئلة مدَّة ثم خفَتَ صوت الإلحاح، عمَّ السكون، وجاء جواب ميمون هادئًا، "منذ أن اقتنيتُ هاتفًا نقَّالاً، وصوته لا يتوقَّف عن الرنين، يخبرني بالجديد، وينقل إليَّ تحايا الأعياد، ويفتح عيوني على عوالِم أخرى ممكنة"، جاء الجواب صاعقًا، فما زال أهل القبيلة لا يقدرون قدرة العلم على معالجة أمراض نفسية واجتماعية كثيرة، منها: حالة ميمون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة