• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

العائد (قصة قصيرة)

العائد (قصة قصيرة)
عبدالحميد ضحا


تاريخ الإضافة: 22/11/2012 ميلادي - 8/1/1434 هجري

الزيارات: 10134

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العائد (قصة قصيرة)


قتلوا أمِّي بخَنْجر مسموم، خانوها، دسَّ الأعداءُ الخونةَ بين أبنائها؛ ليظهروا أنهم حُماتها الأشاوس.. سِرتُ أَهيم في الطُّرقات لا أَعقِل لي طريقًا، وكذلك إخوتي، بعضُهم صار مِن جنود الخوَنة؛ خوفًا من سُيوفهم، أو طمعًا في عطاياهم، وجلُّهم صاروا مثلي - قبل أن أُفِيق مِن أثر الصدمة - هائمين مُنكسِرين، خائفين مِن الأعداء!

 

كنتُ دائمًا أفكِّر كيف استطاعوا أن يَطمِسوا ضوء الشمس، وأن يَقتلوا البدر في كَبِد السماء؟!

 

كلما أشرق بدر في لَيْلنا، تآمَروا عليه، وجعلوا عِرْضَه ودماءه كَلأً مُستباحًا، فقط يُطلقون عليه كلابَهم التي لا تَكِلُّ ولا تَمَلُّ مِن النُّباح؛ حتى يَطمئنوا أنهم دنَّسوا عِرضه وسفكوا شَرَفه!

 

وهكذا صارت دماء إخوتي بعد موت أمي.. رخيصةً لا تُساوي شيئًا.. كنتُ أتذكَّر قيمةَ دمائنا حين حياتها، كان كل ما تَفعله أن تُنادي على إخوتي: أدركوا أخاكم أو أختكم، جاهدوا الأعداء، إنْ تنصروا الله يَنصركم ويُثبِّت أقدامكم؛ فيَكسو الأرضَ اللهيبُ، ويدوِّي صليل السيوف كالرَّعد الرهيب، فتَعلو هاماتُنا، ويَذل الأعداء مهما كانت قوتهم؛ فلم نكن نَعرف حين النداء إلا شيئَين: النصر أو الشهادة.

 

كيف جعل الخونةُ بعد كل هذا العزِّ والفخر مجرَّد ذِكْر أمي سُبَّة وعيبًا؟! أهي الحماقة، أم الجهل، أم الخيانة؟! لا بدَّ أنها تَختلِف الأسباب، ولكنها تَجتمع في كثير منهم.

 

ولكن بعد كل هذا الزمن، فوجئتُ أنا وإخوتي، ومَن خانوا وباعوا، ومَن هاموا وهانوا، أن كل بدر مِن إخوتي دنَّسوا شرَفه، ما زال نجمًا ساطعًا في السماء، وأن كل القيم التي بثَّتها فينا أمي - وظنَّ الخوَنة، وظنَّنا معهم، أنهم قتلوها - ما زالت حيَّةً تَنْبِض، وازدادت بريقًا ولَمعانًا، اكتَشفنا أن كلَّ ما فعله الأعداء والخوَنة قد ذهَب جُفاءً كالزَّبَد.

 

فتجمَّعنا أنا وإخوتي، وعُدنا إلى قَبْر أمي لنُحْييَها، نُحيي العزة والكرامة والإيمان، موقِنين أن أمي ستعود، وها أنذا عائد مِن حيث أتيتُ!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الأمة العربية
راتب حماد - مصر 26-11-2012 11:13 AM

جزاك الله خيرا أستاذ عبد الحميد ، أظن أنك تتحدث عن الأمة العربية أليس كذلك ؟ قصة رائعة وأسلوب جميل ... وفقك الله .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة