• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة جدًّا
مصطفى عطية


تاريخ الإضافة: 12/9/2012 ميلادي - 26/10/1433 هجري

الزيارات: 26417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصص قصيرة جدًّا


1- عامل

كان العامل الفقير يَفرح كثيرًا عندما ندْعوه للإفطار معنا في غرفة المهندسين، وكان لا يأكل كثيرًا؛ حتى يَهُمَّ بعمل الشاي لنا وله، لكن بعد فترة زاد فيها راتِبُه ورُقِّي إلى وظيفة مُراقِب موقع، صار لا يأتي إلينا إن دعوناه، ويأتي هو بعامل جديد إلى مَأدُبتِه.

 

2- ثورة

الجانِب الأيمن يَحمِل أكثر مِن الأيسر، والشوارع الشرقية مِن المدينة تفوح منها رائحة العرَق، وأَبنِيَتها وأسواقها فقيرة، بينما الشوارع الغربيَّة نظيفة، ويَقلُّ فيها المارة، ومُطلَّة على شاطئ البحر، والمدن الشرقية يَكثُر بها العشوائيات، والبشر ذوو السِّحَن الداكِنة المُطفأة، ويَصرخون بها: "سحقًا للملك"، بينما المدن الغربيَّة تَنتشِر فيها الحدائق، ويلاعب فيها النساء أطفالهنَّ في دَعة، وفي العاصمة الجميلة وقتَ أن كان رجل يبحث عن حقوق الفقراء الضائعة، كان حوله الأثرياء البيض المُنعَّمون يَهتفون: "يحيا الملك"!

 

3- برتقالة

كان يَقف على حيد الطريق بجوار محلٍّ للعَصير، بعد ساعتين قطعهما سيرًا على قدميه في حرِّ المدينة الغاصَّة بسُكَّانها بحثًا عن عمل، كان جبينه يتصبَّب عرَقًا، وكان يُفكِّر أن يُخاطِر بالجُنَيهين اللذَين في جيبه بشراء كوبٍ كبير من عصير البرتقال المُثلَّج الذي يحبُّه، لكنه وقف كالتِّمثال موليًا ظهره عَمدًا لمحلِّ العصير وكأنه في انتظار الباص، وبعد أقل من دقيقة حدث في عينَيه شيء غريب.. كانت سيارة نقْل كبيرة مُحمَّلة بثِمار البرتقال تمضي على الطريق من الجهة الأخرى، فسقَطتْ برتقالة كبيرة أمامه على الأسفلت، وظلت تجري بين عجلات السيارات المُسرِعة دون أن تُمسَّ، حتى جاءت إلى رصيف الطريق من الجهة الأخرى أمامه، وبسرعة مدَّ يدَه والْتقَطها.

 

4- غيرة

ورثتُ ساعة أبي بعد وفاته، كانت ساعةً ثقيلة الوزن وعتيقةً وذات عقْربَين اثنَين؛ أحدهما للساعات والآخَر للدقائق، وللحق لم تتوقَّف منذ يوم لبستُها في يدي، إلا أنها كانت تؤخِّر قليلاً، وكنت لا أشعر بأنها ذات قيمة تَجعلُني أُبرِزها في فخْر، كنتُ أُخفيها أسفل كمِّ القميص، ثم اشتريتُ ساعةً رقميةً جديدةً واحتفظتُ بالأولى في أحد الأدراج، ولدهشتي في اليوم التالي كانت الساعة القديمة قد توقَّفت!

 

5- سباق

كان زملاؤه في الفصل يَتسابقون في الجري، وكان يَتسابق هو مع أخيه الأكبر في القراءة، أيهما يُكمل قراءة الرواية أولاً، وكان البيت مملوءًا بالرِّوايات والكتب الأدبية الأُخرى، فكان لا يَتعب في البحث عما يَروي ظمأه للقراءة، وعندما شبَّ وصارتْ له اهتمامات أخرى لا يَجد لها كتبًا في البيت، مضى يُنقِّب في المكتبات وعند باعة الكتب القديمة، كان لا يَكفيه شراء كتاب أو اثنين في الموضوع الواحد؛ بل يَشتري بالجملة، وعلى قدْر ما معه من نقود، وكان لا يدخل مقصف الجامعة أو أحد المطاعم لتناوُل وجبة غداء؛ مِن أجل أن يشتري الكتب القديمة، صارت غرفته متحفًا صغيرًا للكتب، وكثرت حتى ضاقت بها غرفته، فصار يَحتفظ بها في صناديق كرتونية على سطح البيت، ومِن ثم كانت هناك كتب كثيرة لا يَعرف أنها لديه، فكان يَستسهِل أن يبحث على أرفف المكتبات العامة عن أن يفتح أحد صناديقه، ثم تعلَّم الإنترنت، وصار يُحمِّل منه كل ما يجده مِن كتب تروق له، ثم وجد برنامجًا ينسخ المواقع بكل محتوياتها فصار يستعمله، وينسخ مكتباتٍ كثيرةً حتى امتلأ جهازه، فاشترى قرصًا صلبًا خارجيًّا وعبَّأه، ثم آخَر وآخَر، حتى صار له درج كبير ملآن بالأقراص الصلبة الممتلئة، وفي النهاية كان يُفضِّل أن يُعيد تحميل ما يُريد عن أن يبحث في مكتبته الخاصَّة.

 

6- حذاء

أخيرًا بعدما جاءته علاوة جديدة، استجاب لرغبة زوجتِه واشترى له حذاءً جديدًا، وحتى إلى اليوم لا يَجد أنه في حاجة إلى حذاء جديد، فإن القديم ما زال -في رأيه- بحالة جيِّدة، وقد اعتاد عليه، ويعلم أنه لا تعتاد قدمه الحذاء الجديد سريعًا، وقبل أن تُلقي زوجته الحذاء القديم في صندوق الزبالة أخذه وأخفاه في ركن البيت، وبعد أيام ضبَطته زوجتُه مُتلبِّسًا بحذائه القديم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر لكم
احمد محمد الأصيفر - العراق 13-09-2012 02:25 PM

اشكركم على هذه القصص الجميلة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة