كان هنا قبل قليل!!

كانَ واقعاً فأصبحَ ذكرى، كان (إسحاق بنات) شابًّا في كلّية التمريض، وسيمًا بديعًا..

ليس في قوله لَحْنٌ، ولمْ يتّبع بِدْعاً في جامعَته،

أحباؤه كُثر، وَرَاياتُه أكثَر،

كانَ يتغنّى بالقُرآن، ويرسم صورةَ انتصارٍ قادمٍ،

كان صديقي إسحاقُ نهاراً، كان كلمةَ عطاءٍ،

مضى وحيداً، ولمْ يسألْ أينَ الرجال؟!

لأنّه يعلمُ أنّ بعضَهمْ في ذاكرةِ مجدِ الأمّة، وأنّ بعضَهمُ الآخرَ لايزالُ يُغالبُ الحياة،

كان إسحاقُ صَباحاً عذباً، وزهرةً هادئةً...

جثمَ الصمتُ على الجميعِ وتفاجأَ الحُضورُ مِن حديثِ صديقي (عودة)، الّذي أيقظَ الجلسة مِن فَوْضَى دبَّتْ فِيها،

وأردف: نعمْ. رحمَ الله (إسحاق بنات)..

ثمّ دخلَ في صمتٍ عميقٍ كعُمقِ بئرِ جدّي في بيتهِ القديمِ.

لَمّا أعرفْ بعدُ، لِماذا ربطتُ بين ذكرياتِ صديقي (عودة) معَ صديقهِ إسحاق ببئر جدي؟!

هلْ لأنّهما أصبَحَا طللاً؟!

فأجبتُ نفسي:

لا، مِثل إسحاق وإخوانِه ليسوا طلَلاً!!

إنّهم واقعٌ يتجدّدُ في حبّهم لدِينهم، وعِشقهم لقُدسِنا، ووفائهِم لثَرى الحارثِ والجرّاحِ وزيدٍ و جعفرٍ وعبدِ اللهِ وخالد، وعكرمة ذاكَ العظيم،

لن يَفنَى إسحاقُ مادامَ هذا دربُه،

أبداً، لنْ يَفنَى.

فسلامُ الله عليكَ - يا إسحاقُ - في قبركَ

سلامٌ على روحكَ الطاهرةِ

وسلامٌ على صغيرتِك وزوجتكَ.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي