• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

فوضى المشاعر

فوضى المشاعر
حمزة حرب الرقب


تاريخ الإضافة: 28/9/2011 ميلادي - 29/10/1432 هجري

الزيارات: 27054

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حيث كانت النِّهاية، يجب أن تكون البداية، درسٌ متواضع من أكاديميَّة الحياة، التي لا تملُّ من رَفْدنا من الدروس؛ لتقوية مناعتنا؛ لِمُواجهة كلِّ ما هو آت، حكمةٌ أخرى جادت بها الحياة عليَّ، ألا وهي أنَّ الحالة لا تبقى على حالها أبدًا، فتتأرجح الحالة هبوطًا وصعودًا إلى أن تلقى مصيرها الأزلي، ألا وهو الزوال، ذاك ما حاول الشاعر أن يُقْحِمه بيننا، حينما قال:

 

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلاَ يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ

 

لَم أظنَّ أبدًا أن ذاك التغيُّر بما فيه من هبوطٍ وصعود وتأرجُح، يحمل في طيَّاته وباءً لتهاجر مُهلكاته إليَّ دون سابق إِذْن، وتسري مسرى الملعون في دمي، وتحط رحالها دون ترحيبٍ أو حتَّى قبول، فما كان لي سوى أن أُباشر بإقراء ذاك الضيف المُقحم، فلست أنا إلاَّ مأمورًا ينفِّذ ما يُمليه عليه ضميره ومنبته الطيب بتفانٍ وإخلاص.

 

خِلتُه كباقي الضِّيفان؛ يَطْمع في كرم مُضيفه ببضعٍ من الزاد؛ لتيسير مظانِّ سبيله، غير أنه قد نَزع عنه كسوة الحياء، فما أشبهه بدِيَكة مروٍ! ظننته سيرحل ويُتابع ما عهدت عنه من حبه التنقل، إلاّ أنه ما أحب الاستقرار قط إلاَّ عند زيارته الغير ميمونة لي، إلاَّ أني لم أُظهر له ذلك، فبِقَدر تعرِّيه عن الحياء كنت مبالغًا في التزيُّن به تزيُّنَ البكر لحظة زفافها.

 

استطعت أن أستَرِق لحظاتٍ أنفرد فيها ونفسي؛ لنتناقش فيما تركَه حتى اللحظة ذاك الوباءُ، فأشارت عليَّ بأن أرضى بالواقع؛ فما أُعانيه ليس سوى تأثيرات بدائيَّة، ويجب أن أكون أكثر صلابة، ورُبما قسوة؛ فما سيُحدثه بك الزائر من تقلُّب وتخبط في مشاعرك أعظم، وذاك الذي حدث حديثًا.

 

حاولتُ أن نتكاتف أنا ونفسي، التي وبفضل ضيفنا الكريم تخلَّت عني! وأضحيتُ أنا بالنسبة لها هباءً منثورًا، تساوَتْ عندها الأمور؛ تصدُّ كلَّ من يلجأ إليها؛ عدوًّا كان أم حميمًا، لكنني لم ألبث إلا وأسحب طرفي ذاك الشرخ؛ علَّه يخرُّ بداعي الحنين، لم أكن إلاَّ مجتهدًا في توسُّلي إليها، ورجائي، مبينًا لها - وهي خير من تَعْلم - بأن حيلتي قد خارت، ووهني ضعُف، فإذا كنتِ لا تزالين تؤمنين بالرؤوف فالأقربون أولى بالمعروف، غير أنه قد "أسمعت لو ناديت حيًّا".

 

بين المحبَّة والكره أحاسيسُ، منها الأرقى، ومنها الأدنى، أحاسيس تآمرَتْ نفسي في نسجها، لم أعلم أيّ نوع إليه تنتمي تلك الأحاسيس، عجزت أيَّما عجز عن فهمها وتحليلها، لا أعلم ربما أيضًا مصدرها، ربما لا أريد أن أفهمها، أو أُجهد نفسي في تفسير مكنوناتها، ربما... لكني أقرُّ باضطرابي، بل تخبُّطي في الشعور، أو الاستشعار بمادة الحياة.

 

منهم مَن يوهمك بفتنة الدنيا الفاتنة، ويقنعك بالعيش مدى الحياة، منهم أيضًا من يُفزعك وبشدَّة مِمَّا آلت إليه الأمور في زماننا المغمور، إلى أن تشعر بأنك تموت حسرةً كلَّ يوم: "أوَّاه"، منهم من تسهل مهمته في مزاولة مهنته كسفيرٍ لإبليس ليزرع فيك أحاسيس التحرُّر؛ لتكتفي بالقول: "إنَّ الله غفورٌ رحيم"، "هيهات"! منهم من يقتادك إلى ميادين التدبُّر والتفكر، ويغرس فيك أحاسيسَ تَنْزع الغشاوة عن عينيك.

 

منهم ومنهم، فكثيرةٌ هي هالات الأحاسيس، لكن ما يُزعجك حقًّا هو أن ترى ذاك يتحدَّث عن منطق الواقع، وآخرًا عن واقع المنطق، وهو يتحدَّث عن فلسفة العيش، وهم عن عيش الفلسفة، أوَّاه أيتها المشاعر أوَّاه!

 

أحيانًا أشعر بأني قويٌّ إلى حدِّ القسوة، وتارة أحسُّ بأني طيِّب إلى حد السذاجة، مرارًا يهفو بي الحزن إلى أدراكٍ غامضة، تجعلني كما الطِّفل الصريخ أحتاج لأي حضن دافئ، لا يهم مَن هو صاحبه، بقدر ما سيرميه عليَّ مِن حنان، وفي بعض الأوقات تتطوَّر الأمور لأشعر بأنِّي أحتاج إلى أن أقبض يديَّ على البشرية جمعاء؛ لأطمئن أنَّهم بخير!!

 

صدِّقوني وبعيدًا عن الانحياز أنني ومنذ زمن بعيد أُقاوم فكرةَ أن ما يجري في هاته الحياة حُلمٌ طويل، لا يريد صاحبه أن يستيقظ.

 

تاهت مشاعري بين معرفة قيمة الموجود إلى أن يُصبح مفقودًا، وبين الانتظار والتهافت لحدوث حدث ما؛ فما إنْ يَحدث، يُحدث تكديرًا وضنكًا غريبًا عجيبًا ممُلاًّ.

 

أين تاهَت تلك اللَّهفات والأشواق؟ أتكذب هي أيضًا؟ لماذا كانت إذًا؟ ولماذا لا أشعر بقيمة المحسوس الملموس إلاَّ حين يُمسي ذكرياتٍ وآهات؟

 

أجهدَتْني تلك الأحاسيس، فاقت كلَّ المقاييس، صدقوني أنني أشعر بأنني أُحبُّ الناس جميعًا، وها أنا - ذاتي - أكرهم جميعًا بعد برهةٍ من الوقت، أشعر أني لست أنا!

 

أشعر بأني... لا أدري، أشعر بأني لا أشعر! نعم، لا أشعر!! تبًّا وسُحقًا لتلك المشاعر، أبعد هذه السنين من معاشرتي نفسي أجهل ماذا أريد؟!

 

في الحقيقة لا أعلم، ربما نعم، وعلَّه كان بلى، لكنني أعلم أمرًا واحدًا، هو أنِّي أهيم في "فوضى المشاعر".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- المشاعر المبعترة
فردوس - المغرب 21-06-2017 02:08 AM

نحن نولد نعيش نتخبط في الحياة تغرينا المغريات نفرح نحزن نضحك نبكي نتغير بتغير الأحداث لكننا أحيانا نضيع ولا نجد أي استفسارات
المشاعر كيف نعرفها وكيف نضبطها
ممكن أن نهتم بشخص وبعدها أن نفقد إحساساتنا
أهذا أمر طبيعي
كيف لنا أن نتغير كتغير الليل والنهار
كتغير الشمس والقمر
هل هناك طريقة لنعرف مشاعرنا ونضبطها كي لا يجرفنا تيارها

5- رد ..
زائر - Sudia 12-12-2015 07:04 PM

انزع الفوضى تلك بداخلك بكل ما أوتيت ..

4- شكر وعرفان
صدى الآلام - الأردن 31-07-2012 08:34 PM

أخت أمينة ..بارك الله في دعواتك أشكركِ عميقاً
أخ علاء .. لم أبحث عن سبب الفوضى لكن أشكرك جزيلاً
أخ خالد ..أشكرك على اهتمامك وبارك الله فيك

3- تلك المشاعر ليست ملكا لنا
خالد السعادة - jordan 12-07-2012 11:01 AM

ما نخوضه من تجارب في الحياة هو الذي أدى تلك الفوضى والتخبط .. ولكن علينا أن نضبط تلك المشاعر بمعايير تكون قريبة للعقل قبل القلب...
وأنا اشكرك على تلك الكتابة الرائعة.. ولكن ما عليك إلا أن تصبر لعل بعد ذلك فرجا قريبا..ومن باب المحبة اسأل الله العظيم أن يفرج عليك...

أخوك خالد السعادة..

2- رسالة إلى من فقد الإحساس الجميل
علاء أبوعابد - الأردن 02-12-2011 11:54 PM

هذه الفوضى وما تعانيه من ضياع وتيه لس إلا بالبعد عن السبب الرئيسي لوجود الإنسان ألا وهو العبادة والانشغال بأمور الحياة الدنيا وما بها من مشكلات تسرح أبصارنا للابتعاد عن الفجر القادم على حين غرة.

1- إلى عودة
أمنية محمد السيد 02-10-2011 04:44 AM

أسأل الله أن يجعل لك - بما سطرَّت هاهنا- رجوعًا قريبًأ، وأن يجعل كلماتك لك نورًأ، فلنبتعد عن التيه ولنجتنب النظر إلى الهاوية فهى تنظر للأطهار كما ينظرون هم إليها،،

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة