• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بين زمنين

أحمد بازز


تاريخ الإضافة: 5/6/2011 ميلادي - 3/7/1432 هجري

الزيارات: 5561

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من وقائع المنابر.. سلسلة قصصية

القصة الخامسة (بين زمنين)

 

راتبه الشَّهري غير محدَّد، وهو رهين بأن تجود سماء الجواد بالغيث، حتى تخرجَ الأرض من رحمها حبًّا، تدخل الساكنة إلى دهاليزها محاصيلها وللإمام منها نصيبٌ مقابل الإمامة والخَطابة، في بداية العقدة كان طيبًا مع الناس، حييًّا وقورًا الأمْر الذي جعَله بينهم محبوبًا، ما يتقاضاه منهم يسدُّ جوعته، بل قل: يحقِّق حدَّ الكفاف ويَزيد؛ إذ قد يفوق في مستواه المعيشي كثيرًا ممَّن يدفعون له.

 

اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى، هل هذا ما جعَل الإمام يتعامَل مع الناس بحُسن الخُلُق، ويَتنازل أحيانًا عن أحكامِ الدِّين، إذا سألَه أحدُهم يجيب:

افعلْ ما ترتاح له، أنت طبيبُ نفْسك، أنت معذور، الدِّين يُسر، لا عليكَ، إنَّه تنازل إلى حدِّ الموت، وبعد بُرْهة مِن الزَّمن ظهَر بصيصٌ من الأمَل بحيث التفت الوزارة الوصية بالقِطاع إلى أئمَّة المساجد لتحسينِ وضْعهم المادِّي جنبًا إلى جنْب مع الساكِنة؛ لكن الأمر الذي لم يكُن بالحسْبان أن الإمام منذُ أن تلقَّى أوَّل راتبه مِن البريد تغيَّر سلوكه، وتفجَّرتْ طاقة الشَّر منه فلم يعُدْ يحسن إلى المأمومين، بل أصْبح فظًّا غليظًا.

 

ربَّما أحسَّ الإمام أنَّه الآن أصبح كيانًا يتقاضَى مِن الدولةِ حدَّ الكفاف لذلك رجعتِ المياه إلى مجاريها؛ لذلك يُجيب على أسئلة الناس بالصواب:

هذا حرام لا يجوز، استووا، تقدَّم أنتَ إلى الإمام حتى لا يخالِف الله بيْن القلوب، أعِد أنت التيممَ فما فعلتَه فيه مخالفة.

 

لمست الساكنة في الإمام تغيرًا ملحوظًا وجفاءً في المعاملة؛ لذلك سحبوا البساطَ مِن تحته ممَّا يتقاضاه منهم، بل أرادوا أن يبْحثوا عن إمام آخَر فصلوا مؤقتًا خلفَه، والإمام لم يفهم أنَّه لا يحسُن به شرعًا أن يؤمَّ قومًا وهم له كارهون، رفعتِ الساكنة شكاوى إلى الجِهات المسؤولة، ورفع الإمام نفسه توسلاتٍ إلى نفس الجهات!

 

أمسكتِ الساكنة عن مساعدة الإمام، واكتفى هذا الأخير براتبِ الوزارة الهزيل، وآثر أن يصبرَ على مضض؛ لأنَّ تغيير المسجد بات صعبَ المنال منذُ أن صَرفتِ الوزارة رواتبَ قارَّة للأئمة، فلن يجد محرابًا شاغرًا، كما آثرتِ الساكنة بعدَ أن تتغاضَى عنه أنَّها لا تدفع له درهمًا واحدًا.

 

وأصْبح المسجد وأمسى يشكو فراغَه من المصلِّين إلى مولاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة