• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الحذاء البني (قصة قصيرة)

أيمن عبدالسميع


تاريخ الإضافة: 5/4/2011 ميلادي - 1/5/1432 هجري

الزيارات: 8193

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كانت الشمسُ تنزِفُ صمتَها بلا هوادة، التقطَتْ أنفي رائحةَ البخور والبن المحمص، اليومَ أضحى عاريًا، الدروب ثعبانية، تتعالى أصواتُ المارَّة، ويتضاءل عواءُ السيَّارات تحتَ نداءاتِ الباعة الجائلين، كانت تأتي بالمهارة وعفوِ الخاطر، لها جاذبيةٌ تطربُ الآذانَ، وطبقات صوته تتراوح بين (السيكا) و(النهاوند) في الخُنِّ الصغير من الحارة، وقفتُ متأمِّلاً، التقت عيناي في شبقٍ بهفهفاتِ ألوان إيشاربات؛ أحمر، أصفر، أزرق، وأحذية وشنطًا، غسلت روحي بكَهْرمان السِّبح المعلقة، احتوتني الزحمةُ بين حناياها، وتفصَّد العرق من جبهتي، ما زال المكانُ يحمل عَبَقَ الدفءِ والطمي، والتاريخ، سادني ارتباكٌ وأنا أمسك بها، هي تحفة!

 

إنها حقًّا جميلةٌ جدًّا، وعلى المقاس، فَقَدَمُ أمِّي مقاس 42، أتذكَّر ذلك منذ العام الماضي، عندما أحضرتُ لها حذاءً بُنِّيًّا.

 

• بكم الحذاء يا ريس؟

• بعشرين جنيهًا.

 

• تمشي بخمستاشر؟

• الله يبارك لك، هات الفلوس.

 

أخرجْتُ حافظةَ نقودي في غِبطةٍ، هذه (الفرمة) ستعجب أمي.

 

• تفضل يا أفندي.

 

رحت أعد الجنيهات بداخل المحفظة، وفجأة توقفتْ أناملي عن العدِّ، وصَمَتُّ، ثم أخذتُ طريقي دون أن أعطي البائع اهتمامًا كان البائع مُمسكًا بالكيس الذي وضع فيه الحذاء، ثم راح ينادي عليَّ:

• يا أستاذ! يا أستاذ! لَم أعطِ البائع اهتمامًا، وأخذتْ دموعي تتساقطُ كأنها الشلال، وهمهمت بحُرقة وبكلمات غيرِ مرتبة وتمتمت عندما تذكرتُ أنَّ أمي ماتت الشهر الَّلي فات!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أبكيتنى
محمد صادق عبد العال - مصر 24-07-2011 06:32 PM

الاخ الكريم :أيمن
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قرأت قصتك القصيرة الجميلة حتى وصلت الى العبارة (أنَّ أمي ماتت الشهر الَّلي فات!) تحركت بي الشجون والأحزان فوالله الذى لا إله غيره لقد حدث لى مثل هذا الموقف المؤثر المٌبكى بعد رحيل أمى بشهور قلائل
لقد صدق شوقى حين قال هذان فى الدنيا هما الرحماء
ومقولة الشريف الرضى فى رائعته ( ركض فى الأحشاء فى رثاء أمه فاطمة بنت الناصر
كان ارتكاضى فى حشاكى مسبباً
ركض الغليل عليكى فى أحشائى
شكرا لك ويرحم الله أمى ويسكنها فسيح جناته ويقر عينها برؤيا موضعها من الجنة قولوا آمين .........
أخوكم فى صحافة الالوكة البريدية
محمد صادق عبد العال مصر دمياط

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة