• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

من أقاصيصي (3)

فريد البيدق


تاريخ الإضافة: 29/3/2011 ميلادي - 23/4/1432 هجري

الزيارات: 5092

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(18) الناس الكهربا

بعد صمت مؤلم خرج حرفها:

 

• في قريتي تستعمل النسوة الاكتشافات العلمية في إنتاج تكنولوجيا أدبية تعبيرية مفادها الكناية عن صفة، ووسيلتها التشبيه البليغ.

 

فاجأه الحرف، نظر إليها .. هم بقول شيء لكنه أمسك .. عدَّتْ ذلك إذنا بالاستمرار:

 

• كيف؟

انكسرت نظرتها إليه، وتابعت:

 

• عندما تردن وصف امرأة أو فتاة بالسرعة في إنجاز المهام يقلن: فلانة كهربا.

 

شاع هذا التعبير وانتشر، وأصبح من كنايات قريتنا، ودخل عرف الرجال.

 

نظر إليها دَهِشًا ناشرا الاستفهام حوله .. استشعر الخطر في حرفها .. استمرت كلماتها غير ملتفتة إلى ما أظهره:

 

• لكن هل اقتصرت الكهرباء على ذلك فقط؟

 

أجابت نفسها بسرعة:

• لا.

 

فسَّرت جوابها بسؤال جديد:

• كيف؟

 

أجابت سؤاليها:

• هناك نمط من الناس يعاملون نمطا آخر من الناس على أنهم كهرباء، لا يُرون وليس لهم وجود إلا أداء المهام التي تطلبها الفئة الأولى كما أنك لا ترى الكهرباء لكنك تضغط الزر فتعطيك الكهرباء النور.

 

• ما هذا؟

نطقها وقد تحفز جسده من استرخاءته .. نظرت إليه طويلا، ثم قالت:

 

• لا، ليس كما تخيلت؟

• وماذا تخيلت؟

• لا بد أنك تخيلت أنهم السادة غير الدَّيِّنين والخدم، أو أنهم أرباب العمل غير الدَّيِّنين وموظفيهم، أو ... لا، لا.. إنهم أناس من طبقة النمط الكهربائي الذي ليس له حقوق ، وإنما عليه واجبات فقط.

 

أحست شفتاه تحاولان الانفراج فعاجلته قائلة:

• لعلك تسأل عن السبب قائلا: ولماذا؟

 

أحست حيرة صمته، فتابعت:

• ولعلني أجيبك بأنه النفسية الأنانية التي لا ترى إلا الذات، وتحدد مواقفها وأفعالها في الحياة من الأشياء والأشخاص بناء على ما يُحقَّق للأنا الخاص بهم.

 

نظرت في الفضاء الضيق، واستأنفت:

• ولعلك بعد أن عرفت السبب تسألني: لماذا هذا الحوار؟

 

نظر في وجهها محاولا قراءة سِنِي حياتهما .. راح بعيدا .. عاد بوجه رأته خاليا، فقالت:

• وأجيبك من دون اتهام: أنا أبوح.

• ...

 

• ولعلك تستمر في سلسلة أسئلتك غير المجابة: ولماذا تبوحين؟

• ...

 

• ولعلني أقول: إنها الحياة. ثم لعلني أسكت!

 

(19) ضوضاء

تطلعت إليه في دهشة، وقلت:

• هل أخطأت التعبير؟

 

التقط القلم الذي كان قد ألقاه منذ برهة من فور سماع ما قلت .. نظر إلى الورقة قبالته، قال:

• الاسم والعنوان والسن!

 

قلت: ألم تسمعني؟

 

ألقى القلم مرة أخرى .. نظر إليّ في ضجر قائلا:

• ليس الوقت طويلا، فالتزم وأجب!

 

قلت: أخبرتك أنني أشعر برأسي، وهذا لم يحدث قبلا!

• قال: سمعتك!

 

• قلت: لم تجبني!

 

• قال: أنحن في مناظرة؟ إن الأمر له ترتيبه، ولا بد أن نمر به!

• ...

 

• الاسم والعنوان والسن!

• ...

 

• وقتك يمر، وهناك آخرون ينتظرون!

 

• أريد الاطمئنان؛ فإحساسي برأسي يؤلمني!

 

• أريد البدء!

 

(20) بين الصفوف

تصفحت الوجوه، لم تجد وجه أبيها .. جرت بين الصفين مضطربة .. وقفت، لم تجد أباها .. نفذت إلى الصف المتقدم، لم تجده .. بكت:

• بابا!

 

جرت بين الصفين، علا صراخها:

• بابا!

 

نفذت إلى صفه .. احتضنت ساقه وهو يركع.

 

(21) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

تلفت حوله متأملا مساحات المسجد .. استشعر طمأنينة الاجتماع على الطاعة .. أخذته كلمة الخطيب "كان الإمام مالك إذا أقبل رمضان يترك التحديث، ويقول: رمضان شهر القرآن" .. أخذته الكلمة ..

 

واصل الخطيب "وكان هذا شأن غيره من علماء الحديث كالزهري" .. تحسس مصحفه .. قام إلى صلاة القيام مستبشرا بما انتواه.

 

(22) وطـر

وقفت يده في منتصف امتدادها إلى الكتاب ذي الثلاثين مجلدا .. حاول تحريك قدميه .. امتدت يده .. قرأ جزء الفهارس .. أخرج المال من ثنية ورقة طلبات الزوجة والأولاد .. حمل الكتاب .. تحركت قدماه مقلبا همه بين الكتاب والورقة.

 

(23) حكومة

أنزل يده عن جرس الباب .. ابتعد عن الباب .. الحمى والحماة وأهل زوجه ينتظرونه، تقدم من الباب .. إنهم سيحكمون العرف في نزاعه مع ابنتهم .. ارتد .. مضى عن البيت وهو يقرأ ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة