• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بوابة وحيدة

ناصر الحلواني


تاريخ الإضافة: 11/1/2011 ميلادي - 5/2/1432 هجري

الزيارات: 4794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفَ الأمير على سور مدينته؛ يَمشي بفَخْرٍ، ويذكر حروبًا خاضَها الأجداد، وفي مخيلته أجسادُ جنود منثورة على الرُّبا والسهول المحيطة بمدينته الصغيرة، قاتَلوا دفاعًا عنها، فماتوا دونها، ولَم يَدَعوا لعدوٍّ أن يَهْنَأ بالمرور عبر أسوارهم.

 

وفي مواطن موتهم نبتتْ أشجار مدهامَّة الْخُضرة، غنيَّة بالثمار والظلال، يراها أيتامُهم وثكلاهم صباحَ مساء، وحين يَأْمن أميرُهم نأْيَ الخطر عنهم يدعوهم إليها، يخرجون عبر البوابة الوحيدة للمدينة؛ يبقون يومهم تحت أشجارهم، يذكرون فداءَ الأحباب، ويُطْعَمون من جناها الحلو، ويَمرح الأولاد، وتَروي كلُّ ثكلى شجرتها ببعضٍ من دموع باقيات، ويعودون.

 

يبتهج الأمير بحال رعيَّته السُّعداء بالسلام وعَدْله فيهم، وبفَخْرهم بسورهم الحصين، وصلادة بوابتهم الفارهة والوحيدة، ومَحَبَّتهم لأميرهم، القائم على أسوارهم يتفقَّدها، وعلى حياتهم يتعاهَدها.

 

وذات مساء غابَ قمرُه عن السماء، وغامتِ النجوم في كَنف الفضاء، عادَ الأمير مِن جَوْلته اليومية، يهجع في هدوءِ المطمئن، فيما تطفو أحلامُ الآهلين على سطح الليل كقِطَع من نسيجٍ ذي تلاوين.

 

وفي الطُّرقات المنورة بحبَّات ضوء خافتة، يَسري شبحٌ، يستتر بالسكون الغامر، وطمأنينة السادرين في منامهم.

 

يختمر بعباءة سابغة، وفي قَتامتها تبدو لمعة عينين وجلتين، يقترب منَ البوابة السامقة في وحدتها، لا يشعره الحراس القليلون في سُباتهم، يرفع المزلاج الحديدي بيد عاتية القوة، فتنفرج البوابة بقدر ما يمرُّ شعاع ضوءٍ، فما تلبثُ أنْ تنفتحَ بقوة بقدر ما يمرُّ الجيش المتربِّص وألْسنة النار اللاهية في رؤوس مشاعل الغُزاة.

 

ينجرفون بسرعة، كسيل يسري في مسراه، يضعون نارَهم في كلِّ الفراغات المتاحة بالمدينة، وفي حوائط البيوت المعمولة من أشجار الأحباب، وفي أحلام أمير لَم يُمْهِلوه ليستيقظ، وفي أوصال الشبح المنثورة تحت أقدامهم خلف البوابة الوحيدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مثل يقول
شرحه - أرمينيا 11-01-2011 08:02 PM

اللي عندو غير باب الله يسد عليه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة