• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حكمة العجوز (قصة قصيرة)

نشأت ماهر طنطاوي


تاريخ الإضافة: 3/1/2011 ميلادي - 27/1/1432 هجري

الزيارات: 13531

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان الجوُّ ممطِرًا شديدَ البُرُودة، وكنتُ مَحشُوًّا بعددٍ هائلٍ من الملابس، وبالرغم من ذلك كنتُ أحسُّ بشدَّة البرد.

 

سرتُ في طريقي للمنزل، كنتُ قادمًا من المكتبة، وكرهت بصراحةٍ أنْ أركب المركَبة؛ لأنِّي أحبُّ المشي؛ ولأنَّ الطريق يَكاد يكون خاليًا من المركبات مرَرتُ بجوار النهر، وكان شديد الجمال في ذلك الوقت، فالقطرة من المطر تَهبِط على صفحاته، وتُكوِّن موجات تتداخَل مع بعضِها في شكلٍ هندسي جميل، وبعد ذلك مرَرتُ بجوار حديقة، وفجأة!

 

وقفتُ مكاني مذهولاً؛ وجَدتُ سيِّدة عجوزًا بجانب سور الحديقة، لو لم أنظُر تحت قدمي لتعثَّرتُ في جسدها النحيف الهزيل، وقفتُ متسائلاً: ماذا تفعلين هنا؟!

 

كان هذا نداءً داخليًّا في نفسي لهذه السيِّدة التي تَتجاوَز الستِّين من عمرها، وتَجلِس في هذا المكان، والأعجب من ذلك أنها كانت تلبَس ثوبًا أسود مهلهلاً يستر جسَدَها الذي يرتَعِد من شدَّة البرد، وبجانبها بعضُ عبوَّات المَنادِيل الورقيَّة، فلمَّا رأتْني واقِفًا أمامَها مَدَّت يدَها بعبوَّة مَنادِيل وكأنَّها تقول: "ساعِدني، ربنا يكرمك"، فَهِمتُ هذه الكلمة بصعوبةٍ من خِلال مَقاطِع متعدِّدة، واضطراباتٍ جمَّة مُتَلاحِقة من أسنانها المنكسرة المُرتَعِدة من شدَّة البرد، وهنا انحنَيْت وأمسَكتُ بعبوَّة المناديل وأعطَيْتُها ثمنها، وهنا تَبادَر إلى ذهني هذا التفاوُت الرهيب بين هذه السيِّدة العجوز وبين ذوي سنِّها؛ بل وبيني أنا أيضًا!

 

ما السبب في أنْ تجلس هذه العجوز المسنَّة في ذلك المكان؟! هل العَيْب فينا نحن الشباب، أم العَيْب في المجتمع، أم في الحكومة، أم فينا جميعًا؟!

 

وكأنَّها سمعَتْ تساؤلاتي، فأجابَتْني بنظرةٍ قاتلةٍ للفُضول، مليئةٍ بالأَسَى والحزن وكأنها تقول: السبب في زمنٍ لا يَرحَم مَن لا يملك مالاً، ومَن لا يملك قوَّة، أصبَحَ المال فيه كلَّ شيءٍ، وأهمَّ شيء، فامتلأت القُلُوب بالجَشَع فعميت البصيرة، وتبلَّدت المَشاعِر والأحاسيس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- كل شيء بات قاسي
شعاع ضوء بارق 04-01-2011 02:17 PM
دنيا بها عجب عجاب ..لانملك إلا أن نقول ربنا رقق القلوب وأهدها.
1- حسبى الله ونعم الوكيل
ابراهيم على - مصر 04-01-2011 08:05 AM

يسم الله والصلاة والسلام على رسول الله رغم كلمات هذه القصه القليله وأحداثها التى نرى أكثر منها فى شوارعنا وهذا لا يخفى على أحد إلا أن عينى عانقتها الدموع لا أدرى لماذا ربما لأنى اعتبر كل عجوز هى أمى ولكن لا أستطيع أن ألقى اللوم على جهه أو شخص لأن اللوم على مجتمع للأسف أصبح بلا روح أى روح الدين الإسلامي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة