• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

أيام في السودان

أ. د. محمد حسان الطيان


تاريخ الإضافة: 1/1/2011 ميلادي - 25/1/1432 هجري

الزيارات: 8178

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ولقد سألتُ عن السَّماحةِ والنَّدى
وعن المروءةِ في دُنا الإنسانِ
فأجابَني أهلُ الحِجا بلسانِهِم
كلُّ الفضائلِ أصلُها سُوداني

بهذين البيتين للشاعر الأردنِّي "أحمد الجدع"- ختمتُ تحيتي وشُكري للأمسية الشعرية، التي أقامها على شرف زيارتي للسودان الحبيب معالي الأستاذ السموءل خلف الله وزير الثقافة، ومعالي الأستاذ الدكتور عصام البشير الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري بالسودان، وحضرها وجوهُ القوم وكبراؤهم ووزراؤهم وشعراؤهم، والتمعت فيها شُهب، وأضاءت فيها نجوم، وتبدَّت فيها كواكبُ تنشد من الشعر أجملَه، ومن الأدب أجزلَه، ومن البيان أحلاه وأفضله.

 

وقد خصَّتني شاعرة السودان المتألقة روضة الحاج بقصيدة عن دمشق الغالية، نزلت مني منزلةَ الماء العذب من شاربٍ ظمآن، وتتابع الشعراءُ يتحفوننا بأطايب الكلام وأفانين الشعر، إلى أن ختم الدكتور عصام البشير بكلمةٍ فذَّة جمعت بين البيان العالي والشعر السامي، وكان أروعُ ما جاء فيها قصيدة (علَّمتني الحياة) للشاعر المصري النابه مصطفى حمام.

علَّمَتني الحياةُ أنيَ إنْ عِش
تُ لنفسي أعِشْ حَقيرًا هَزيلا
علَّمَتني الحياةُ أنِّيَ مهما
أتعلَّمْ فلا أزالُ جَهولا

 

كان ذلك في ختام الزيارة التي نعُمت بها في الأسبوع المنصرم للخُرطوم، بدعوةٍ كريمة من منتدى النهضة والتواصُل الحضاري بالسودان. وذلك من أجل العربية... نهوضًا بها... وعلاجًا لأدوائها... وتمرُّسًا بطرائق اكتسابها.. وعرضًا لبعض جمالياتها... وإحياءً لذكرى نخبةٍ من أعلامها.

 

كنتُ أقضي سَحابةَ يومي في تدريب الإعلاميين في دورة حملت عنوان "العربية... وطرائق اكتسابها" وقد رعاها وافتتحها وزيرُ الإعلام معالي الدكتور كمال عبيد بكلمةٍ نفيسة، عرض فيها لأهمية اللغة في دنيا الإعلام، وخطورة التعبير والمصطلح الإعلامي، وضرورة توخِّي الحذَر في تعريب كثيرٍ مما يُصنع من مصطلحاتٍ في مؤسسات الإعلام العالمية، لما لها من أثرٍ في المتلقِّي سامعًا كان أم مشاهدًا أم قارئًا.

 

والحق أني فوجئت بعدد الذين حضروا الدورةَ وتابعوا دروسها وشاركوا فيها مشاركةً فعالة، إذ تجاوزوا التسعين، بين مُذيع ومقدِّم برامج وصحافي ومُراسل وغير ذلك.. وهم يمثِّلون كما قيل لي أربعًا وعشرين مؤسسة إعلامية، فيها القنواتُ الفضائية، والصحفُ اليومية، والإذاعاتُ المختلفة، والمجلاتُ الدورية، ووكالاتُ الأنباء.

 

وقد لفت نظري بالإضافة إلى العدد الكبير غير المتوقَّع حرصُ المشاركين على المتابعة، ورغبتُهم الحقيقية في الفائدة، وكثرةُ أسئلتهم وتنوُّعها، وحَدْجُ أبصارِهم حَدجًا قال فيه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: "حدِّث القومَ ما حَدَجوكَ بأبصارهم - أي: ما أقبلوا عليكَ ورمقوك - فإن رأيتَ منهم فتورًا فأمسك". وأشهد أني لم أرَ منهم فتورًا ولم أضطَر إلى الإمساك عن الكلام طيلةَ أيام الدورة.

 

وأنا أحمَدُ لهم واللهِ كلَّ هذا، كما أحمَدُ للسادة المسؤولين في منتدى النهضة وفي وزارة الإعلام رعايتهم وإشرافهم وعنايتهم ومتابعتهم، فإن الله يزَعُ بالسلطان ما لا يزعُه بالقرآن.

 

وكان من جميل صنيع مدير إدارة النهضة في المنتدى الأستاذ أحمد عبد الرحيم، أن ألحَّ عليَّ منذ أشهر في إعداد كتاب يناسب هذه الدورة، ويحمل عنوانها نفسه: "العربية... وطرائق اكتسابها" فكان له مني ما أراد، ثم سهر على تحريره وتدقيقه وإخراجه وطبعه، فجزاه مولانا الجليل عني وعن العربية خيرَ الجزاء وأوفاه.

 

قلت: كنت أقضي سحابةَ يومي في دورة الإعلام هذه، حتى إذا أقبل الليل، كنت على موعدٍ مع حُشود جماهيرية جمعها حبُّ العربية.. وحبُّ كتابها الخالد.. وحبُّ أعلامها ورجالاتها.

 

ففي يوميَ الأول ألقيتُ محاضرة بعنوان "من أعلام المدرسة الشاكرية" في جامعة الخُرطوم، عرضت فيها لأديب العربية الكبير وحارسها الأمين محمود محمد شاكر، وصديقه الرائع علامة السودان الأستاذ الدكتور عبد الله الطيِّب، وتلميذَيه النابهَين النابغَين علامة الشام الأستاذ أحمد راتب النفاخ، وعلامة مصر الأستاذ الدكتور محمود الطناحي، عليهم رحماتُ المولى سبحانه. قدمني للمحاضرة الأستاذ الدكتور الصدِّيق عمر الصدِّيق، مدير معهد عبد الله الطيِّب، وعقَّب عليها العلامة الدكتور الحِبر يوسف نور الدايم، رئيس مجلس أمناء منتدى النهضة والتواصل الحضاري، بكلام ماتع عن شيخه وشيخ علماء السودان العلامة الراحل الأستاذ الدكتور عبد الله الطيِّب رحمه الله وطيَّب ثراه.

 

وفي يومي الثاني ألقيتُ محاضرة بعنوان: "الإعجاز البياني.. من جماليات لغة القرآن" في قاعة جمعية القرآن الكريم، توقفتُ فيها عند بيان القرآن في نماذجَ من آياته؛ مستشهدًا بما يناسبها من دُرَر الشواهد وبديع القول لدى علماء البلاغة والإعجاز. عقَّب عليها الأستاذ محمد خضر الإعلامي المعروف والشاعر المنشد المشهور.

 

وفي يومي الثالث ألقيتُ محاضرة بعنوان: "كيف ننهض بالعربية.. المخاطر والعلاج" في قاعة المؤتمرات بجامعة إفريقية، قدمني لها الأستاذ أحمد عبد الرحيم المصري الأزهري مدير إدارة النهضة في المنتدى، وعرضتُ فيها للتحديات والمخاطر التي تواجه العربيةَ اليوم، لأخلُصَ إلى جملة من السبل المقترحة لمواجهتها ومعالجة أدوائها وعللها. وعقَّب عليها الأستاذ الدكتور عبد الرحيم علي، مدير معهد الخُرطوم الدولي للغة العربية.

 

وكانت الأمسيَّة الشعرية التي بدأتُ بها حديثي في مساء اليوم الرابع الأخير.

 

بقي أن أقولَ:

إن فرحتي بلقاء نخبةٍ من أهل العلم والعربية في هذا البلد الطيب- تولَّوا التقديم لهذه المحاضرات والتعقيب عليها- لا تقلُّ عن بهجتي بما لقيتُه من إقبالٍ على هذه المحاضرات، فقد سعدت بلقاء قومٍ أولَوا العربيةَ كلَّ عنايتهم ورعايتهم واهتمامهم ومحبتهم، تَخِذوها أغنيةً يترنَّمون بها.. وأنشودةً يردِّدونها.. وعلمًا يتداولونه.. وشعرًا يتناشدونه.. وأدبًا يجمع بينهم وبين كلِّ محبٍّ للعربية.

إنْ نفتَرِقْ نسبًا يُؤَلِّفْ بيننا
أدبٌ أقَمناهُ مُقامَ الوالدِ

 

فلكلِّ هؤلاءِ شُكري وثنائي، والشكرُ موصولٌ لمنتدى النهضة والتواصُل الحضاريِّ بالسودان على ما يضطلع به من اهتمامٍ بالفكر الإسلاميِّ بيانًا وتأصيلاً، وبالمنهج الوسطيِّ المنضبط تفعيلاً وتوصيلاً، وبالتفاعُل الإيجابيِّ بين الحضارات الإنسانية تعارُفًا وتعاونًا، وبسبل النهوض بهذه الأمة علاجًا وإحياءً.

 

والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير لصاحب الموضوع
ايمان عادل - العراق 09-01-2011 10:23 PM

اقدم شكري وتقديري إلى صاحب الموضوع وإلى الكلام القيم الذي قدمه بسلاسة وفكرة رائعة جدا أخي كاتب الموضوع أتمنى الاستمرار بهذا المستوى الرائع والجميل في تقدم مواضيعك وأفكارك الرائعة...

إيمان عادل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة