• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

البقرة ولدت!!

محمود سلامة الهايشة


تاريخ الإضافة: 23/11/2010 ميلادي - 16/12/1431 هجري

الزيارات: 9464

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ظلَّت البقرة "تحذق" بين آونةٍ وأخرى، تضرب الأرض بأَرْجلها، تهزُّ ذَيْلها، تنظر إلى مؤخِّرتها، ظلَّتْ على هذه الحال طوال الليل.

 

في الصباح:

بدأ يسيل من "حياها" إفرازٌ "رمي" كَرِيه الرائحة؛ مما أزْعَجَ جاراتها في الحظائر المجاورة والمقابلة لغُرْفتها الخاصة بالمزرعة، فجاء لها بقرتان منهنَّ، دخلتا عليها فوجدتاها في حالة عصبيَّة شديدة، فلما رَأَتا عِجْلها الرضيع بجوارها، عرفتا أنَّها ولدتْ ليلاً، فقالتْ إحداهما للأخرى:

• آه، ولدتْ مساءً ليلاً، لم تستطعْ إخراج الأغشية الجنينيَّة من رَحِمها؛ لأنها هزيلة وضعيفة؛ فهي أوَّل مرة تحمل وتَلِد.

• هذا أكيد ويُمكن أن ولادتها كانتْ مُتَعسِّرة، أو حدَثَ ضَعف واختلال للانقباضات الرحميَّة.

 

فصاحتْ بهم البقرة التي تتألَّم من شِدة التَّعب والإعياء:

• تتحدثان معًا وتتركاني هكذا!

 

فالتفتتا إليها تسألانها:

• هل تناولْتِ السوائل الدافئة بعد الوضْع؟

• لا، لَم أتناولْ أيَّ شيءٍ، لكنِّي أشمُّ رائحةً كَرِيهة جدًّا، ولا أعرف السبب، أخاف أن تكونَ من عِجْلي الصغير.

 

فردَّتِ الأولى:

• لا تخافي، لَمَّا طال احتباس المشيمة داخل الرَّحم، بدأتْ في التحلُّل.

 

فاقتربت الثانية منها ووضعتْ رأسها على جِسْمها:

• ارتفعتْ درجة حرارة جسمكِ.

• هيَّا نسعفُها؛ لأنها سوف تُصاب بالتسمُّم.

 

فصاحتِ البقرة المتعبة:

• سأموت.

• اهدئي، لَم يمرَّ وقتٌ طويل على الولادة، الخوف إذا مَضَى 48 ساعة، فالتأخير يُسبِّب انقباضَ عُنق الرحم، وتَعذُّر إخراج المشيمة.

 

فتركتاها وخَرَجتا، ذهبتِ الأولى وبدأتْ تبحث في مَخزن العَلَف عن حبوب فول فلمْ تجدْ، لكنَّها عثرتْ على حبوب شعير، فقامتْ بغَلْيها، فحملتْ هذا المغْلِي ووضعتْه أمامها لتشربَه.

 

أما الثانية، فأحضرتْ من صيدليَّة المزرعة، قامتْ بِحَقْنها تحت جِلْدها.


فسألتها الثانية:

• لماذا تحقنينها؟ يَكْفي مَغلي الشعير.

• الحقنة زيادة في الْحَيطة؛ لنساعدها على نشاط الانقباضات الرحميَّة.

 

• هذه حُقنة الهيبوفيزين؟

• لا لَم أجدْه، بل هي حقنة بها 5سم3 من لوبوسترة.

 

• أين الطبيب البيطري؟

• سيأتي حالاً، فهو الذي أعطاني الحقنة، طلب منِّي حَقْنها حتى يَصِل.

 

دقائق ودخل عليهم كبيرُ الأطباء البَيْطريين، وهو أكبر الطلائق الذكور بالمزرعة، قام على الفور بإزالة الأقذار وبقايا الرَّوث العَلِقة بالحيا والمناعم، بواسطة محلول مُطَهِّر "بوتاسيوم برمنجنات 1: 2000"، ثم طهَّر يديه وذِرَاعيه بعناية ودَهَنهما بالفازلين، أدخل يده بمنتهى الرِّفق في الرحم، وخَلَّص الأغشية من الفلفات الرحميَّة الواحدة تلو الأخرى.

 

فبدأتْ إحدى البقرتين بالاقتراب منه؛ لمساعدته في السحب، فقال لها:

• الْجَذْب دون عنف، الحذر؛ حتى لا يتمزَّق الرحم، أو يحدث نزيفٌ شديد.

 

بعد أن تأكَّد من سلامة الأغشية وعدم تمزُّقها، أو تَرْك جزءٍ منها داخل الرحم، غسَل الرحم بنفس المحلول المطهِّر الذي طهَّرَ به يدَه، دَفَع لبوس الإنتوزون داخل الرحم، ثم قال للبقرتين المعاونتين:

• تُحْقن في العضل لمدة ثلاثة أيام 5سم3 فيتامين أ د 3هـ.

 

• تمام يا دكتور، هل هناك أيُّ تعليمات أخرى؟

• تراقبْنَها، وتأخذن درجة حرارتها من وقتٍ لآخر، مع ملاحظة حالة الإفراز الرحمي.

 

• وماذا نقدِّم لها من طعام وشراب؟

• يجبُ أن يكونَ الأكل سهلَ الهضم نظيفًا، وتقدَّم لها الأعلاف الخضراء مع مُرَكزات الأعلاف؛ لتقوية الماشية، بالإضافة إلى الأملاح المعدنيَّة والأحماض الأمينيَّة.

 

هَدْهَد الطبيب على البقرة وهو يبتسم:

• حمدًا لله على سلامتكِ، أراكِ غدًا - إن شاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- جميلة جداً للى للزراعين والبيطرين
cow boy - مصر 23-11-2010 07:25 PM

ههههههههههههههههه
رائعة جداً .... بتفكرنى بكتابات الدكتور أنور السبكى .... سرد الأحداث المزرعية فى قصص قصيرة شيقة بسيطة على المربى والدارسين أيضاً .... بالمناسبة يا بشمهندس بقرة الحليب المحفوظ جميلة جداً وأسلوبك فى الكتابة رائع

2- شدني التعليق فقرأت المادة أعلاه
متابعة دائمة - المملكة العربية السعودية 23-11-2010 07:14 PM

تعليق الأخ في الاعلى دفعني ان اقرأ المادة ...ورجعت لمواضيع الكاتب وجدت أن لديه مواضيع تثقيفيه من ناحية الحيوانات ...ويضعها بقالب بهذا النوع كي يستسيغها القارئ وهذا هو هدف الكاتب توعوي لمن يمر بمثل هذه الحالة ...ليس بالشرط أن تكون لدينا نحن بقرات لكنها تفيد غيرنا لذا أجد ان الماده تثقيفيه

1- !!!
محمود - مصر 23-11-2010 06:44 PM

وماذا نفهم من هذه القصة!!!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة