• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أشأم من الدهيم

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 29/6/2010 ميلادي - 18/7/1431 هجري

الزيارات: 9333

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان يومُ "أقْطَانِ سَاجِرٍ" يومًا لبني ثَعْلبة بن بكر على بني تَغْلِب، وذلك أنَّ كَثِيفَ بن حُيَي بن الحارث من بني تغلب - أغار على بكر بن وائل، فقتل وأسَر، فلحقه مالكُ بن الصامت - واسمه زيد بن عوف بن عامر بن ذُهْل بن ثَعلبة، وأمه كُومة - وعمرْوُ بن الزَّبَّان في خيل من بكر.

 

فاقتتلوا قتالاً شديدًا، كان من نتيجته أنْ أُسر كَثيف، أَسَره مالك وعمرو، واختلفا وتلاحَيا في أسره؛ كلٌّ يدَّعي أسْرَه، وكان عمرو بن الزَّبان سفيهًا، فقالا: نحكِّمُ الأسير.

 

فحكَّما كَثيفًا في ذلك، فقال كثيف: "لولا مالك لأُلْفِيت في أهلي، ولولا عمرٌو لم أوسَرْ" فغضب عمرو بن الزبَّان، فرفع يده فلَطَم وجه كثيف، فغضب مالك وقال: "أتلطم وجه أسيري"؟!

 

فاشترى مالك نصيب عمرو بمائة من الإبل، وأعتق كثيفًا؛ لِلَطْم عمرو إياه، فقال كثيف: حلَفْتُ بما لبَّى له كلُّ مُحْرِم، يا مالك، أمَا ودِينِ آبائِك، لا أحِلُّ حلالاً ولا أحرِّم حرامًا، ولا يمسُّ رأسي غُسلٌ، حتَّى أُدْرِك ما صنع لي عمرو، أمَّا أنت فقد استوجبت المنَّة عليَّ.

 

ومضت الأيام، وكَثيف يترصَّد عمرَو بن الزبَّان ورهْطَه؛ علَّه يصيب منه غِرَّةً.

 

وخرج عمرو بن الزبان في ستَّة نفَر من قومه يريدون إبِلاً ندَّتْ لهم، فوجدوها ونتَجوا ناقةً، ونحروا ولدها.

 

فأبصرهم وهم يَأكلون "خَوْتَعةُ" رجلٌ من غُفَيلة، فطار إلى كَثيف بالخبر، فركب في التوِّ في أربعين فارسًا حتى أتاهم فأخذَهم أخْذًا، فعَلِم عمرو بن الزبان أنَّ كثيفًا يريد إيَّاه.

 

فقال كثيف: يا عمرو، أتذْكُر لَطْمتي؟

قال عمرو: نعم، وما خَدُّ بَكْريٍّ هو أعزُّ من خدِّي ولا أفْضل، فدُونَك فاقْتَد مِن عمِّك، وإن شئتَ مِن أخَوَيَّ.

فماذا كان الجواب؟

كان جواب كثيف: بل إنِّي قاتلك.

 

فقال عمرو: لا تكن مبادِرًا بالبَغْي يا كثيف، وخذ الحق، ولك فداؤنا.

قال: لا، بل أقتلهم معك.

 

فقال عمرو: إذًا؛ يَطْلبك مَن هو أشدُّ عليك مني، وأَطْلَبُ بثأره.

فقال كثيف: "ذاك ما ذاك" فذهب مثلاً.

 

رَكِب كَثيفٌ رأسَه، وقتَلَهم جميعًا، وجعَل رؤوسَهم في غِرَارة علَّقها في عُنق ناقة لعمرو بن الزبان تُدْعَى الدُّهَيم، وأطلقها.

 

وفيها تقول العرب: "أشأم من الدُّهَيْم" مثَلاً، و"أثقل من الدهيم".

 

وصلَتِ الناقة الشُّؤْم إلى مَضارب الزبَّان؛ لِتَبْرك مع نُوقه، وفي الليل أَشْعَل راعي الزبان نارًا، فلمَح على ضَوئها ناقةَ عمرِو بن الزبان، فعرَفها، واستغرب ما عليها، فقال للزبان: لعلَّ عليها بيضَ النعام اصطاده بَنُوك.

 

توجَّه وسيِّدُه إلى الناقة لِيَجد الرؤوس الستة وقد عُلِّقت بغرارة، ووُضعت على عنقها.

 

فصاح الزبَّان: يا لَبَكْر!

فاجتمعت عليه بكر، فلما نظر إلى الرؤوس قال: "آخر البَزِّ على القَلُوص" فأرسلها مثَلاً.

فهاج الناس عليه، ولَبِثوا حِينًا لا يَعرفون مَن قَتلهم، ثم سألوا الناس عنهم، فعرف أنَّ مَن دلَّ عليهم "خوتعة" وأنَّ كثيفًا مَن قتَلَهم.

 

فحلَف الزبان أنْ لا تَخْبو له نارٌ، ولا يَقْرب النِّساء، ولا يحرِّم دمَ غُفَيْلِي حتى يَدلُّوه على عدُوِّه كما دَلُّوا على بنيه، وحتى يدرك ثأره من تغلب.

 

وطال الانتظار عشر سنين، حتى إنَّ رجلاً مِن غُفَيلة يُدْعى "وَقْشًا" أتى الزبان ليلاً، فأخبره أنَّ عدوَّه بالأقاطن.

 

فقال الزبان: يا لَبكر، فاجتمع له ثلاثُمائة وستُّون فارسًا، وأَوْثَقَ وقْشًا، وحبَسه عند أهله.

 

ودَنا الزبان من بيوت أعدائه، فإذا هم ثمانون بيتًا، فكبَسَهم ليلاً، وأصاب ثأره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة