• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أسرار واراها بكى

ضياء محمد فتحي


تاريخ الإضافة: 6/5/2010 ميلادي - 22/5/1431 هجري

الزيارات: 5977

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حدثَ أن رجلاً حكيمًا له قدرٌ ومنزلةٌ بين الناس اسمه "بَكَى"، بعد أن انقَضَى من عمره ثمانون عامًا أراد أن يحكيَ للناسِ أسرار شبابه ورجولته وصِباه، كارِهًا أن يموت وفي قلبه ما يُوارِيه عمَّن أعطَوْه الثقة، ويُقال: إنَّ كتبه جاوزت العشرين ألف كتاب، وطُلاَّبه من كلِّ البلاد، منهم مَن أصبح له شأن بفضْل أستاذه، ومنهم من اتَّخذه مثالاً يَحتذِي به، فألَّف كتابًا سمَّاه: "أسرار واراها بكى"، وجمع فيه كلَّ ما كان منه وعنه، وقال فيه الآتي:

"أنا الأخ السابع لإخوتي، ماتت أمِّي وأنا في طفولتي، أبي رجلٌ بين الفقر والغِنَى، لا هو بفقيرٍ لا يجد ما يُطعِمنا إيَّاه، أو غني مرفَّه لديه ما أغناه، كان لا يجبرني على شيءٍ، وترَكَني أفعل ما شئت، ولم أسمع منه في حياتي صدقًا أو فعلَ خيرٍ أو قولاً حسنًا، حتى طريق العلم لم يدفعني إليه، سوى دفع خفيف صرتُ به طالبًا.

 

وزادَ الطِّين بلَّة أن معلميَّ أوقعوا بي الأذى، فلا رحمة في قلوبهم ولا عقولاً تَسُوقهم ولا هم مثالٌ به يُحتَذى، في أيديهم عصا ثقيلة مُخِيفة، ولو دوني أي من الأطفال لكل طفل بكى، وجعلوا عيني أمام العلم مغلقة، كما أن قلبي كَرِه أن يكون عالِمًا.

 

ولم يسألني أبي يومًا: (ما حالك؟) بل كان قوله دائمًا: (يا أفشل أهلك)، فبغضته وخلعته عن قلبي، وصرت متمرِّدًا على كلِّ شيء من حولي، وخرجت عن طَوْعِ ربي، وأعجبَتْ وَسامَتِي غيري من بني جنسي فصرت شيطانًا في الأرض يَنشُر شرَّه وفساده، وحطَّمت قولاً تفنَّن فيه المزَخرِفون، كانوا يُثنُون ويمدحون، وكتبت بدلاً منه: أنا عبدٌ لنفسي، ونفسي تعبُد هواها!

 

وظللت على هذه الحال إلى أن أصبحت بين الشباب والرُّجولة، فوجدت نفسي تَمِيل ناحية الشِّعر فكتبته ونشرته، وأعجب الناسَ شعري، وقرأت في الكتب ودرستها فاستَقام عقلي واطمأنَّت نفسي، وتغلغل داخلي شعور بأنَّ كلَّ ما كان مِنِّي ليس فيه من الصواب شيء، فسامحت أبي على الذي كان منه، وكتبت أكثر من نصف كتبي تمجيدًا وتعظيمًا لربي وخالِقي؛ طمعًا أن يغفر لي ذنبي".

 

هذا ما كتبه "بكى" في كتابه، وكان آمِلاً أن مكانته ستجعل الناس يغفِرون له، وكانت قِلَّة تكرهه وتحقِد عليه، فوجَدُوا من ذلك فرصة لا تُرَدُّ، وذهبوا إلى ملك البلاد مجتمِعين، وطلبُهم أن يُقَام الحدُّ على "بكى" دون رأفة أو لِين، وكان قانون البلاد يقول بأنه يستحقُّ الموت، وفي النهاية حقَّقت هذه القلَّة ما سعَوْا من أجله، وأُصدِر حكمٌ بإعدامه بين حُشود من طلابه ليكون عبرة لِمَن يعتَبِر..

 

كانت تلك هي عاقبة بكى الحكيم على إفشاء سرِّه بعد أن ستَرَه الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- رد
أحلام - السعودية 10-05-2010 02:11 PM

حسناً أخ جميل...

ماهو الذنب هل لأنه أعترف أن معلميه قساة

وأنا أباه لم يجيد تربيته

3- لا تفشي سرَّا لأحد فيشمت بك أعداءك
سعد - السعودية 09-05-2010 12:54 PM

ما ستره الله عليك استره على نفسك ولا تفشي للناس سراً فإن السر إن تفشى شمت بك أعداؤك وتفرق عنك خلانك
وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
وإن كثـرت عيوبـك فــي البـرايـاوســرك يـكـون لـهـا غـطــاء
تسـتـر بالسـخـاء فـكـل عـيــبٍ يغطـيـه كـمـا قـيــل الـسـخـاء

حفظكم الله وبارك فيكم قصة مؤثرة

2- جميل
ميمي 07-05-2010 03:42 PM

الذي فهمته ياأحلام من قراءتي ان الانسان قد تأتيه لحظات ويخطأ وقد يذنب لكن الله رحمه وستر عليه ...فيأتي هو متباهيا فيفض ماستره الله
لكن فعلا تبقى هناك أسرار للفرد لما يبوح بها وهو يعلم لو باح بها لن تعود له بفائدة مرجوه وقد تكون مضارها أكبر
...
نسأل الله الستر

1- قصة جميلة
أحلام - السعودية 07-05-2010 10:47 AM

قرأت القصة ,أنا متشوقه للخاتمه

حسناً ما العبرة الموجده

فالعالم بكى لم يخطى أن تحدث عن أسراره

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة