• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

كالمرآة المجلوة: (استعد قلبك من جديد)

كالمرآة المجلوة: (استعد قلبك من جديد)
فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 2/2/2025 ميلادي - 3/8/1446 هجري

الزيارات: 760

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كالمرآة المجلوَّة: (استعِدْ قلبك من جديد)

 

تنمو وأنت ترى أفراد البيت الواحد قد اختلفوا، وقد مضى كلٌّ في طريق، كلٌّ يريد أن ينال لذة وسرورًا لا ينقطعان، وأن يقطف ثمرة يجد حلاوتها فيتنعم بها، ولا يَدَعها تُفلت لحظة، تلتفت إليهم فتذكرهم قليلًا، فيعِدونك أن تهدأ ثوراتُهم، وأن يعودوا إلى البيت بين حين وآخر يُزيلون ما تعلق به من غبار، ويعيدون ترتيبه كما تحب، فتسكت عنهم آملًا في الوفاء.

 

تسمع لَغَطهم بين حين وآخر فتتغافل وتعتاد، حتى حين يوجعك الصَّخب، تضع أحجارًا تفصلك عنهم، وتظن بأنك ناجٍ، وأنت في جوف بئرك قد سقطت.

 

يعود الطنين فتشتكي، وتكثر السقطات والطرقات الموجِعة، وتسمع تلاومًا فتغض طرفك كأنما لستَ مَعنيًّا بشيء، ثم تجيء الوقائع المتعبة، وتشتعل انتفاضاتٍ تذكر اسمك وترجو حضورك، وتسلمك واحدة لأخرى، تتأمل حينها أن تجِدَ في البيت نصيرًا فلا ترى، تمد يديك فلا ينالك إلا صفق الريح، وتنطق فلا يتصاعد إلا الغثاء، وتكتب حرفًا فيأتي هزلًا، وتعزم على سفر فتتفرق صحبتك، وتنقلب مركبتك، وتُلقيك مهانًا ذليلًا في أسوأ بقعة.

 

تأتيك إشارات الطريق يقرؤها العابرون، فتراها سوادًا لا يَبِين منها شيء، وتفتح عينيك لتبصر موضع أقدامك، فلا ترى إلا الضباب يتغشَّاك ويؤخرك دهورًا.

 

وتنام على شوك يمزق أحشاءك، ينال منك الكدر، وينهشك الخوف، ويدفعك الغضب يمنة ويسرة في هوان يكبر يومًا بعد يوم.

 

وتظن بالبيت مقامك، فإذا بك مسلوب لا تملك موضعًا، وتصيح بأعوانك ترجو غوثًا، لكن الكل أمامك قد لبس القيد وأحكمه، يلتذ به حينًا ويلعنه حينًا، وتُغمض عينيك ترجو أن يكون الكل سرابًا، ثم تذكر تلك المضغة بالداخل، تسألها، فيجيئك الجواب موجعًا، لقد تركتها تجف ويذهب ماؤها، ثم تتلوى من الألم، بل وصببت عليها سيل الغفلة فخنقتها.

 

لقد كنت تعلم أن مكمن الداء هناك، مثلما أنه منبع الراحة والنجاة كذلك، لكنك تركت أعوانك يتيهون في الطرقات، فتخطَّفتهم رياح الغفلة العاتية، فتركتهم أسرى المعارك المتتالية.

 

ها أنت تُحِسُّ بوخز الإبر في كل مكان، فهلَّا تفقَّدت جنودك، هلَّا وقفت على باب كل واحد منهما وكسرت قيده، لقد انطلقوا من عندك وعادوا إليك محمَّلين بأثقال تحجب عنك الأنوار، فهلَّا حررتَهم.

 

ولتعُدْ للبيت الفسيح الذي تركته مشاعًا؛ فقد ضاق بكتائب جندك، أصدِر أمرك ليعود السلطان لبيتك، لا يتفرق جهدك، لا تسمح بمغادرة الحصن قبل أن يتلو جندك قسمَ وفاء ملزمًا، لا غيبة في الطرقات، ولا هزل في وسط السيل المغرق.

 

أسمِع قلبك أنك آتٍ، ستغلق آذانك وستكف يداك وبصرك عن سوق الغفلة، وستفتح أبوابًا أخرى يدخل منها الضوء المشرق، ستُزيل بصبرك آثار العدوان المنتفش بأرضك، ستُعيد ترتيب الغرفة بعد الغرفة، وسيتسع القلب ويسمح للنور بأن يتخلل كل الأجزاء؛ كي تنظر عيناك فتُبصر ما كان قبل غمامًا.

 

كي تنعكس الرؤية على مرآة ناصعة مجلوَّة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة