• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

درس في الصرامة والإنصاف (قصة قصيرة)

درس في الصرامة والإنصاف (قصة قصيرة)
عبد النور الرايس


تاريخ الإضافة: 10/12/2024 ميلادي - 8/6/1446 هجري

الزيارات: 769

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

درس في الصرامة والإنصاف

(قصة قصيرة)


لا أدري لِمَ تهجُم عليك بعض الذكريات في وقت دون وقت، وفي حال دون حال، كأنها تمتحن ذاكرتك، أو تعيدك إلى مواقفَ كنتَ تظُنُّ أنها طُوِيَت في غياهب النسيان.

 

أذكر ذات صباح تنفَّسَ الصُّعَداء بعد ليلٍ مَطِير، كنت حينها في الثانوية، وتغيَّبتُ مع مجموعة من التلاميذ عن حصة الإسبانية، لم يكن غيابًا مقصودًا، ولكنَّ المطرَ الغزير والظروف القاسية دفعتنا إلى ذلك، ولأن النظام صارم، توجَّهت إلى مصالح الإدارة؛ كي أحصل على ورقة الدخول.

 

هناك، وجدت سي مصطفى، كان واقفًا كعادته، بهيبته المعهودة، وعينيه التي تشع صرامة، لم أكن بحاجة إلى شرح طويل؛ فحالما رآني أدرك مرادي ومقصدي، وقبل أن أنْبِسَ ببِنْتِ شَفَةٍ، بادرني بقوله: "ما لك هنا؟" حاولتُ بكل هدوء أن أشرح موقفي، وبعد أخذٍ وردٍّ وكثيرٍ من الاستعطاف، رفض أن يمُدَّني بورقة الدخول، قال لي بحزم: "هؤلاء زملاؤك قد صرفتُهم جميعًا لإحضار أولياء أمورهم، النظام نظام، ولا أستثني أحدًا".

 

كنت لحظتها في قمة الإحباط، ولم أفكر مليًّا قبل أن أقول: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، ظننت أن هذا الاستشهاد كافٍ لإقناعه بأني طالب مجتهد، وأن اجتهادي يشفع لي لأحظى ببعض الامتيازات التي لا ينالها غيري، لكنَّ سي مصطفى كان له رأي آخر.

 

فما إن انتهيت من عبارتي حتى ضرب النافذة في وجهي بشدة، حتى كاد زجاجها ينزلق من مكانه، لم يكن ذلك تهديدًا، بل كان تعبيرًا عن موقف صارم أراد أن يوصله لي بوضوح: "النظام لا يحابي أحدًا".

 

عُدتُ أدراجي في صمت، مشحونًا بمزيج من الغضب والإحراج، لكن مع مرور الوقت أدركت أن موقف سي مصطفى كان درسًا لي أكثر من كونه عقابًا، كان يريد أن أفهم أن الاجتهاد الحقيقيَّ لا يُقاس بالكلمات أو الادعاءات، بل بالالتزام والمسؤولية.

 

رحم الله سي مصطفى، فقد كان في صرامته عطاء، وفي حزمه حكمة، ولم أكن أعلم حينها أن ذكراه ستبقى محفورة في ذهني كأحد معلمي الحياة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة