• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سلسلة القصص الواقعية لتعزيز القيم الإسلامية: ابنتي حورية

سلسلة القصص الواقعية لتعزيز القيم الإسلامية: ابنتي حورية
افتتان أحمد


تاريخ الإضافة: 23/11/2024 ميلادي - 21/5/1446 هجري

الزيارات: 1782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة القصص الواقعية لتعزيز القيم الإسلامية
(ابنتي حورية التي ولدتها أمي)

 

قصة حقيقية من الواقع تمثل لنا الصبر والتوكل والاحتساب، والعوض من الله عز وجل.



لم أشعر يومًا بالحزن والفقد والهم كيوم وفاة أختي (حورية)، نعم إنها (حورية) تربية يدي أنا أختها الكبرى؛ ولكنها تمثل لي ابنتي الصغرى، ابنتي التي ولدتها أمي.

 

مررت كثيرًا بالفقد قبلها؛ فقدتُ أبي وفقدتُ أمي، وكنت دومًا المؤمنة الصابرة المحتسبة الأجر والثواب، وفقدتُ أخي الأكبر بعد أختي الصغرى؛ ولكني ذقتُ طعم الفقد الحقيقي يوم فقدت (حورية)، جعلها الله حورية في الجنة، كثيرًا ما نعتني أصحابي وجيراني: (إيمان) اسم على مسمى، فكنت أحب اسمي كثيرًا، وأرجو الله أن يزيد إيماني يومًا بعد يوم.


عندما تزوجت تأخرت في الإنجاب لسنوات وسنوات، ذهبت إلى الكثير من الأطباء، وأجمع الأطباء على عدم وجود الأسباب المانعة من الإنجاب، فاحتسبت الأمر لله تعالى، وشعرتُ أن كل الأبناء أبنائي، فكنت أحب أبناء الجيران والأصحاب والأقارب، وأتفقد أحوالهم، حتى كل طفل لا أعرفه أبتسم له وألاعبه، وشعرت أنهم أبنائي جميعًا، ألحَّتْ عليَّ صديقتي المقربة (فيروز) أن أزور الأطباء مرارًا وتكرارًا عندما رقَّت لحالي وحال أمي واشتياقها لترى أحفادي قبل أن تدركها المنية؛ ولكني أخذت قرارًا، واحتسبتُ الأجر والثواب، ولم أطرق أبواب الأطباء.


اتصلت بي (فيروز) على غير عادتها تقول لي: سامحيني يا إيمان؛ لم أكن أعرف، لم أكن أفهم، حكمت بتفكيري السطحي المادي، ولم أفكر أبعد من ذلك.


فيروز: رأيتك في المنام أمس يا إيمان، وكأن القيامة قامت، وسمعت من يقول: إنك من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وعندما مسكت الجوال كي أتصل بك، وإذا بي عيني تقع على تغريدة عن السيدة عائشة أنها لم تطلب الولد ولم تطلب من حبيبها رسول الله أن يدعو لها بالولد؛ بل كانت الصابرة المحتسبة، وكانت أمًّا لجميع المؤمنين، وكثيرًا ما سألها الصحابة وتعلموا منها.


إيمان: ولكن هذا ليس معناه أننا لا ندعو الله، فزكريا دعا الله رغم كبر سنه وعقم زوجته.


فيروز: نعم؛ ولكنه دعاه خفيًّا.


إيمان: وحتى إن دعونا جهارًا، المهم ألا نعترض على قضاء الله، ونرضى بالقضاء والقدر.


وانتهت المكالمة، وفرحت كثيرًا بالرؤيا التي قصصتها فيروز عليَّ، وشعرت بالسعادة تغمر فؤادي.


الحقيقة كان وقتي مشغولًا جدًّا، ذكرت لكم أني أحب الأطفال كثيرًا؛ ولكني أيضًا أحب العجائز، وأعتني بهم، فكمْ قضيت ليالي وسنوات وأنا أمرض أبي، وأدعو له، وأكون بقربه، وأذهب إليه يوميًّا في المشفى، وبعدها في البيت حتى لقي الله، وطويت صفحته، ولكن ذكراه لم تطوَ من قلبي.


وبعده أمي الغالية في مرضها، وقد كنت الوحيدة التي أفهمها، وأفهم كلامها، وطلباتها، وحركاتها وسكناتها، رحمها الله رحمة واسعة.


وبعدها حماتي رزقها الله بعشرة من البنين والبنات؛ ولكن عندما مرضت وتعبت فى مرضها الأخير جاءت إلى بيتي أنا، واختارتني دون بناتها وباقي أبنائها، وشعرت أن هذا فضل كبير من الله عليَّ، والحقيقة كنت أسمع كلام المرضى والعجائز، وأحاول دومًا أن أريحهم -بمن فيهم حماتي طبعًا- وكنت أسرح لها شعرها، وأدلك لها رجلها، وأمشطها، وأقص لها شعرها، وأخضبه بالحناء، وأعطرها، وأهتم بمواعيد الدواء، والتغيير على الجروح، وبما إني طباخة ماهرة كنت يوميًّا أسألها عما تحبه وأعمله، فضلًا عن اختراعاتي في الأكل والحلويات، وإن كنت لا أملك الوقت؛ لأنها دومًا تنادي عليَّ وتريدني بجانبها، وتنتهز فرصة من يزورها لتشكو له مني، ومن أفعالي، وأنا أضحك من كل قلبي، فهي حقًّا عجوز؛ ولكنها بقلب طفل بريء يريدني بجانبه.


وأخت زوجي امرأة عجوز لم يرزقها الله الولد، فأقامت عندي حال مرضها، وظلت ببيتي أراعيها وأخدمها، الحقيقة كنت أعيش في هناء وسعادة غامرة، وأشعر أن هذا فضل كبير عليَّ من الله، وثواب اختصني به.


أختي (حورية) في أواخر العشرينيات تزوَّجت، وأنجبت بنتها (جود)، وكانت تعمل، وكنت أنا بمثابة أمها، أنصحها وأتفقد أحوالها، قررت (حورية) أن تفطم ابنتها، وهذا من ترتيب الله الحكيم اللطيف بعباده، وكانت (جود) قد قاربت السنتين، وبعد الفطام بأحد عشر يومًا ماتت (حورية) في غيبوبة سكر عالية، ماتت فجأة وتركت فلذة كبدها (جود) طفلة صغيرة لم تتجاوز السنتين، أظلمت الدنيا في عيني، ولم أجد سبيلًا، شعرت بألم يعتصر قلبي، دعوت الله من كل قلبي أن يثبتني، (حورية) ابنتي و(جود) نعم أنا خالتها والخالة أم، وقد كانت (حورية) دومًا توصيني بـ (جود)؛ ولكن لم أكن أظن أنها ستتركنا وحدنا.


مررت بسنوات صعاب بعد (حورية)، وبعدت عني (جود) الصغيرة لظروف عائلية، وكان لا يجف لي دمع، ولا يسكن لي ضلع، وبفضل من الله ونعمته ردها الله لي يوم بلغت من العمر خمس سنوات، فأشرقت الدنيا في قلبي، واهتز قلبي فرحًا وطربًا، ولمعت عيني، فوجدت (حورية) صغيرة أمامي تفتح لي قلبها وتحتضنني.


أما زوجي الحنون (سعيد) - فقد أسعده الله- فأحب (جود) حبًّا جمًّا، وكاد أن يطير بها فرحًا، فكانت هي النسمة التي تلطف بها قيظ أيامنا، وكانت هي الزهرة التي تتفتَّح كل يوم أمامنا.


ووجدتني أدرس وأذاكر وأتعلم، وأقرأ في التربية والتعليم والتحفيظ مرورًا بدروس العربية إلى الخط والرسم، إلى الأعمال اليدوية، إلى حفظ القرآن، إلى تعليم الرياضة والسباحة، وشعرت أن الله يربت على قلبي، فاللهم أنبتها نباتًا حسنًا، واجعلها خير خلف لخير سلف، وأرجو منكم أن تدعو جميعًا لـ (جود) ابنتي، فاللهم تقبلنا وإياها في الصالحين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رد
فاتن أحمد - مصر 26-11-2024 12:12 PM

جزاكم الله خيرا
على المرور والتعليق الطيب.
الحقيقة لم ألتزم التكلف أبدا في القصة فهي قصة واقعية بكل تفاصيلهاوأحداثها وسمات أشخاصها.
بارك الله فيكم وشكرا لنصيحتكم.

1- جهد رائع
محمود - Egypt 24-11-2024 11:00 PM

قصة جميلة
لولا تكثيف التركيز على القيم بشكل مباشر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة