• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

كوثر

كوثر
أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم


تاريخ الإضافة: 6/8/2024 ميلادي - 30/1/1446 هجري

الزيارات: 1463

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كوثر


إن لصدى ضرب اليدين إيقاعًا يهُزُّ أركان القلب.

ولمدح اللسانين رِوًى للنفس المريضة العطشى كالماء العذب.

 

تُسارع النفس لما خاطه الثناء من ثياب.

ولجهلها جعلته الثواب.

 

ترد المدح قصدًا مرة، ومرة على استحياء.

حالها كشارب ماء البحر؛ كلما شرب ازداد عطشًا.

 

فالنفس المريضة تقيم العمل ظاهرًا مُقبلة على الله بوجهها، مُلتفتة عنه بقلبها.

 

فالقلب قِبلة، وللوجه قبلة ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ [البقرة: 148]، فإيثار العاجلة الفانية على الآخرة الدائمة، والنفس الأمارة بالسوء والقلب المريض تقود لمثل هذا.

 

وإن في سورة الكوثر علاجًا ناجعًا لهذا المرض، وقطعًا للعطش، وشفاء للداء.

 

فكأنها تقول: مهما عملت وقدَّمت ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].

 

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، وإن لم تصوب الجموع نحوك عينها.

 

وتثني عليك بلسانها.

 

ولم تُسِل الحبر في كتابها.

 

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] وإن لم تقف لك قدم وساق.

 

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، وإن لم تصطك يدٌ بيد من أجلك ومن أجل ما فعلت.

 

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، مهما تلهَّفت نفسك، وتعطشت لثناء الخلق.

 

فكله ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ﴾ [النور: 39].

 

قال محمد بن كعب القرظي:

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 1، 2] يقول:

"إن ناسًا يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله، وقد أعطيناك الكوثر، فلا تكن صلاتك ولا نحرك إلا لله".

 

ليكن شعارَك أمرُ الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:

﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

 

فلا تهتم ولا تحزن.

 

قال ابن عطية: "وفي إعلان النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المقالة ما يلزم المؤمنين التأسي به صلى الله عليه وسلم؛ حتى يلتزموا في جميع أعمالهم قصد وجه الله عز وجل".

 

وليلهج لسانك بقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة:

((وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين...)).

 

وكرِّر على أذنيك وصية النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس، اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل.

فقيل له: وكيف نتَّقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟

قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لِما لا نعلم))؛ [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

 

كأنها تقول ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] لترتوي من الكوثر لا ثناء البشر.

 

فلتصبر وإن هُضِمَ حقك؛ فعند الله وعد لك بقوله: ﴿ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].

 

﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] إشارة إلى أنك لا تتأسف على شيء من الدنيا كما ذُكِرَ ذلك في آخر «طه» «والحجر» وغيرهما، وفيها الإشارة إلى ترك الالتفات إلى الناس وما ينالك منهم، بل صلِّ لربك وانحر.

 

وفيها التعريض بحال الأبتر الشانئ الذي صلاته ونسكه لغير الله؛ قاله ابن تيمية.

 

ولْتَخَفْ مما خافه عليك محمد صلى الله عليه وسلم فقال:

((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟

قال: قلنا: بلى.

فقال: الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يصلي فيُزيِّن صلاته لِما يرى من نظر رجل))؛ [رواه ابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني].

 

فهذا الظمأ والجفاف لا يُروى ولا يُسقى إلا بالقصد الصحيح، واليقين العميق، والصبر ثم الصبر.

 

وانبِذ كلام الناس، واقصِدِ الإخلاص.

 

وألجم النفس بقوله صلى الله عليه وسلم: ((وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن)).

 

حتى تصل بنفسك العطشى، وروحك الظمأى الحوضَ الذي يُرَدُّ عنه أقوام؛ فـ((من ورده شرب منه، ومن شرب لم يظمأ بعده أبدًا))؛ [رواه البخاري].

 

فللنفس مفاوزُ ظمأ، وفَلَاة عطش، وصحراء جفافٍ، وشهوة للارتواء، وطمع في الثناء، لا يقطعها إلا من ركب الإخلاص، ولا يُطفئه إلا من شرب من الكوثر.

 

وقفة:

قال القرطبي:

"واختلف أهل التأويل في الكوثر الذي أُعطيَهُ النبي صلى الله عليه وسلم على ستة عشر قولًا...

 

العاشر: أنه نور في قلبك دلَّك عليَّ، وقطعك عما سواي".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة