• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المقامة المراكشية

المقامة المراكشية
حفيظ بوبا


تاريخ الإضافة: 8/7/2024 ميلادي - 1/1/1446 هجري

الزيارات: 1325

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المقامة المراكشية


حكى حسين بن هلال، قال: سمرتُ بمراكش الحمراء، في ليلة قمراء، مع رفاق بلغاء، شربوا فنون الشعر والإنشاء، وبينما نحن جلوس في بيتنا الأمين، ننشد شعرًا كالسحر المبين، سمعنا صوت مسافر مسكين، يدمي القلوب ويُدمع العينين، فقمنا وفتحنا له الباب، وتلقيناه بالحب والتَّرحاب، فقال: إخال يا أصحاب، أنني بين أهلي والأحباب، قد ضايفتموني وأنا مجرد مسافر منتاب، فشكر الله لكم حسن أفعالكم، وبارك في أرزاقكم وصَدَقاتكم، وأعماركم وأعمار آبائكم، ويسر طريق أولادكم، إلى ما تبتغيه قلوبكم، وجعلهم مهتدين صالحين طائعين مطيعين، وأدخلكم الله جنته أجمعين، أبصعين أكتعين، بجوار أنبيائه وأوليائه وأصفيائه، فقولوا: آمين، فرددنا عليه: آمين آمين، ويسر الله أمرك، وفرَّج كربك، وهلم تناول طعامك، فقد أحضره الغلام لك، ووضعه أمامك، فبسمل الرجل محبورًا، ثم تناول طعامه مسرورًا، ولما فرغ من أكله، سألناه عن اسمه وأصله، فقال أنا البشير، من مدينة أكادير، وثمة عشتُ رَدَحًا غير يسير، في خير وتيسير، إلى أن غزتني نوائب الدهر، وحولتني من يسارٍ إلى فقر، آهٍ لقد ملكتُ مقهى وبيتًا ولكن هُدِّما، فسكبتُ عليهما دمعًا بل دما، واهًا لقد ضاع ما عشتُ به مُكَرَّما، فأمسيتُ فقيرًا معدما، وإن لي لأفراخًا صغارًا، لا أم ترعاهم، قد ضاع مرعاهم، وخاب مسعاي ومسعاهم، ثم إنه أجهش باكيًا، وأنشد بعد ذلك شاكيًا:

صروف الدهر لا تبغي سوايا
لقد زادتْ همومي وأسايا
أنا ليلى ودهري مثل قيس
يراني حِبَّةً دون البرايا


وما إن ختم حكايته حتى ذرفنا الدمع، وآلينا أن نرمم الصدع، فجَمَعْنَا له مالا، ليكفلَ عيشه والعيالا، ولما وضع المال في جيبه، حمد الله وصلى على نبيه، ثم أكرمنا بمدح وثناء، وودعنا بسلام ودعاء، فلما سار سرتُ وراءه إلى أن دخل غابة وخلع أهدامه، وأزال لحيته وشاربه، فقلت له: من أنت يا رجلُ؟ ولم فعلت ما فعلت؟ فرد عليَّ:

أُدعى بشيرًا غير أنيَ
منذر بالشؤم والنحوسِ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة