• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الكتابة

الكتابة
أ. منى مصطفى


تاريخ الإضافة: 5/6/2024 ميلادي - 28/11/1445 هجري

الزيارات: 1194

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكتابة

 

تلك الساحرة التي كلما ظننت أنك لهوت عنها وسلوت بغيرها هاجمتْك أطيافُها وبثت فيك الأشواقَ حتى تهتز أواصرك شوقًا لأَنْ تأتيها!

 

بعدها تأتيك لحظة تشعر أنك كمن استبد به الجوع ولا فكاك منه فجعلك ثائرا بضعفك، فتأتي بالقلم لتسد به رمق عقلك وقلبك؛ فلا غيره يفعل!، وقد تجد ما تكتبه أو لا تجد ولكنك - لا محالة - واقع تحت سطوة الحرف.

 

الكتابة لدي هي صنو نفسي الذي يفهم تصريحاتي وتلميحاتي، فأكتب الجملة القصيرة جدًّا ولكنها تحمل من مكنون نفسي ما لا يحصى من الآراء والمشاعر خاصة تلك التي لا تجد لها صدى عند البشر!

 

عندما أقرأ ما كتبتُ سابقًا فكأنما أفتح جذاذات حفظت فيها أيامي، فأتصفح فيها مشاعري وأحداث حياتي، لأجد في كل جذاذة فرحةً أو خيبةً مخفية لا يصل إليها إلا من يزن الكلام ويقدر مراميه.

 

يتهمونني دائما بأنني أحسن الاستماع وأشارك بحماس في الرد والنقاش لكني لا أقترب من محراب نفسي، وأنا بالفعل كذلك، وكنت دائما أتساءل في نفسي: لماذا لا تشاركين الناس شكواك كما يفعلون معك؟

 

كنت أعلل ذلك بالخجل أو التعقل والحكمة.. كما كانوا هم يقولون، ولكني اكتشفت أن تلك الساحرة هي السبب، وقد كان من سحرها أن أقول كلَّ شيءٍ وكأنني في نظرهم لم أبح بشيء، فالكتابة رغم سطوتها وجمالها إلا أنها في الغالب أطلس آلامنا وآمالنا!

 

أحببتها، واعتادت صوتي وضحكاتي وأنيني، وكانت نعم الصديق الصدوق الذي تجده على مرادك في الفطنة والحذاقة وفي التغافل والاكتفاء به وحده.

 

حال بيني وبينها في الفترة السابقة حائل، ولكنها أبدًا ما غابت عن خاطري، وما مضى يوم دون أن أناجي طيفها، فأجدها جُبلت على أدبٍ جمٍّ؛ فكلما داعبتْ خيالي وشعرتْ بلهفتي عليها اكتفت بابتسامة رقيقة من بعيد، وكأنها تقول لي: أنا صنو نفسك ومكنون سرك لكني لن أثقل عليك، ولن أدع الطواف حولك لتطمئني أنني سأظل طوع راحتيك!

 

آه يا صديقتي: ربما لم أكن أغنى الناس بالنسبة لك، وربما قصّرتُ في أن أُلبسك ثوبك القشيب الذي تستحقين، ولم أتوجك بتاج الملوك المرصع بجواهر البلاغة ولآلئ البيان كما يليق بك، أعترف أنني كنت جادة معك ولم أجعلك تتراقصين بين يديّ فتنعشي خيال القارئ وتخففي عنه كما هو المعروف عن أسلوب النساء معك، وأعترف أيضا أنني كنت أُحمِّلُك همومي وهموم أمتي... ولكن حسبك يا حبيبةُ أنك كنتِ وستظلين صنو نفسي، ومتنفس قلبي ولساني، وأقرب لقلبي من قلبي!

 

أسأل الله في عليائه ألا يفرّق بيننا وأن يجعلنا دائما على مراده ويحُول بيننا وبين ما يغضبه ويغفر لي ما كان من جهل أو فهم مغلوط!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة