• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مأساة تجتر نفسها (قصة قصيرة)

مأساة تجتر نفسها (قصة قصيرة)
ميسون سامي أحمد


تاريخ الإضافة: 4/10/2023 ميلادي - 19/3/1445 هجري

الزيارات: 1995

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مأساة تجتر نفسها (قصة قصيرة)


بعد عودتهما من مشوار أو واجب قد قضياه معًا رجعا وهما يتشاجران كعادتهما، وكل واحد منهما حرفيًّا يريد الفتك بصاحبه من شدة التجاوزات والنكد والعبوس، أوقف السيارة ونزل منها لشراء بعض الأغراض من السوق ونزل الأولاد خلفه.


وقفت السيارة بالمصادفة أمام المطعم، كانت جالسة تمسح دموعها وهي تشعر بالحزن والأسى على نفسها، وعلى عمرها الذي سينقضي مع هذا الشخص، ارتاحت لأنه نزل من السيارة لتتنفس الهواء بعيدًا عن إزعاجه لها، وتجلس مع نفسها قليلًا تعيد ترتيب أفكارها، نظرت فرأت أبًا رجع من العمل، كان يبدو أنه ليس كبيرًا في العمر ولكن الزمن قد طبع آثاره الموحِشة على شعره ووجهه وملابس العمل الرثة، وكان يمسك بيد شاب في مقتبل العمر ويتكلم معه بحرارة واهتمام كبير، وكأنه يريد الطيران به، أو الصراخ في الناس بأن هذا ابني، سندي.


على الرغم من مرور سنوات طويلة على هذه الحادثة لكنها ما زالت ماثلة في ذاكرتها وكأنها قد حدثت من قريب، استنتجت من الحوارات التي دارت بين الابن والأب والشخص الذي يبيع الدجاج المشوي أمام المحل أنها المرة الأولى التي يكسب فيها الابن مالًا من عمله في البناء، والأب فرح بهذا الإنجاز، وبهذه المناسبة الكبيرة والعظيمة جاء الأب مباشرة من العمل هو والابن ليشتري الدجاج المشوي ليحتفلا بذلك مع الأهل.


هنا فكرت ساعات وأيامًا في الابن هل سأله أحد عن اهتماماته وطموحه، عن آماله ورغبته في الدراسة ودخول الجامعة، نعم لا مانع من أن يعمل الابن ويعين والده -وهذا هو المفروض- وكثير من الأبناء يعملون ويحققون توازنًا بين الدراسة والعمل ويحققون النجاح في كلا المجالين، ولكن هؤلاء قلة وهم أصحاب الهمم العالية، أما الغالبية فهم من هؤلاء الذين تسحقهم عجلة الحياة وهذا هو النمط السائد.


راحت تُفكِّر: سيأتي يوم ما -وهو ليس ببعيد- على الابن الذي يعمل في حمل أكياس الأسمنت ونقل الأنقاض على ظهره سيأتي يوم ما ويتزوَّج ويرزق بالأبناء وهو أيضًا سيزج بهم إلى ساحة العمل مقابل الأجر اليومي الذي سيحصلون عليه، وسيكون فرحًا بذلك غير آبه بمستقبلهم ولا تخطر الدراسة على باله، فالمدارس لها أهلها ونحن فقراء نريد أن نأكل ونعيش، سيجد لنفسه الأعذار ويبرر لها؛ حتى لا يشعر بالذنب.


هنا فكرت لو أنها تركت زوجها ماذا سيحصل لأولادها، رُبَّما سيرميهم إلى السوق لكسب الرزق، وهم سيتألمون، وربما لن يتحملوا قسوة الحياة، قررت الاستمرار مع هذا الزوج البغيض من أجل أبنائها؛ لتحرس مستقبلهم قدر ما تستطيع إلى أن يجعل الله لها مخرجًا، وسيعتمد الأولاد على أنفسهم يومًا ما، عندها سيكون الانفصال سهلًا وليس له آثار خطيرة على الأبناء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة