• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عندما نحب

عندما نحب في الله
أ. منى مصطفى


تاريخ الإضافة: 19/8/2023 ميلادي - 2/2/1445 هجري

الزيارات: 2420

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما نحب

 

جمعني بها القدر كسيفةَ البال حائرةً، تغور عيناها في محجرها، تلهو كثيرًا فتراها كأنَّما غَلَّفت بلهوها نزف قلبها، وتصمت طويلا فكأنما أسرارُ الكون حُملت في نفسها، ثم بين هاتين الحالتين تجدها تعيش اللامبالاة في أعظم صورها، فلا تكترث لنوح الوُرق ولا زقزقة العصفور.. تسير بين رفيقاتها لا يشغلها كحل العين ولا لمى الشفاة، ولا تكترث لخضاب أو سوار ... هكذا عهدتها... ومع تداخل الأحداث والأشغال نسيتُ أمرها!

 

وفجأة سمعت صوتها فتبعت الصدى لأطمئن عليها، فرأيت طيفًا لإنسان آخر غير الذي كان... رأيتُ جوريتين رُكبتا في وجنتيها، وشمسًا انعكست على جبهتها، ولؤلؤا منضودا في بسمتها، رأيت عينا لامعة كأنها بلورة السماء الصافية، رأيت قدًّا استعاد الحياة بعد ذبول، رأيت خشفا يلهو بين الربا فيسابق خفة النسيم ويغار منه أريج الزهور..، رأيت امرأة أحبَّتْ ... فنظرت إليها بابتسامة وإشراقة وجه وكأنني أقول لها: (إني ألحظك) لقد لمحت روحًا سرت في بدنك وعبَّق طيبُها أنفاسك، وثبت عطفها قدمك وبعث الثقة في نفسك!

 

تركت أوهامي وبعد سلام ملأ قلبينا سلامًا قلت لها: كيف أنتِ وما خبرك!؟

قالت: كنت حرة فأصبحت أسيرة، رابني الحديث لكنَّها فلسفة المحبين، قلت لها ساخرة: كيف ذلك يا سيدة هيباتيا ولا أرى في يدك قيدًا ولا في قدمك ثقلا!

 

ضحكت ضحكة حملت معها رقةَ الأسيل وصدى النهر وغنة الطفل، وفي خجل وضعت يدها على عينيها وانثنت للخلف تكمل لحن الضحكات ثم ألقت رأسها على كتفي في خجل... وبعد دقائق مرت سريعة أنظر إليها لأعيش بريق الحب في ملامحها التي تحاول عبثًا استجماع جدها لتقص علي الحكاية فقالت: كنتُ حرَّة أقصد بها أنني كنت أعيش كما يحلو لي، لا يوقظني أحد في الصباح ولا ينتظرني أحد في الليل، أفعل ما أريد عندما أريد، وكم كنت أنشط لا لأحقق شيئا أكثر من رغبتي في إخماد صوت القلب الفارغ المتألم ... وأرتب لقاءات مع الجارات والرفاق لأقاوم الشعور بغزارة دقائق عمري!

 

وكلما ضاقت علي دنياي بما رحبت وأوشكتُ على انقطاع النَّفس أخذت جرعة حياة من كتاب الله، أحفظ القليل، أرتل الكثير، أتدبر ما يقدره الله فأشفى، ثم أعود للكسل والتسويف فيخنق فراغُ قلبي أنفاسي فأرد لعلاجي ( القرآن ) وهكذا ... حتى جاءني ملاذي وموطني، رجل صالح يشرق جبينه بنور ربه، وتسمو أخلاقه بهدى نبيه، يحب الحياة فلا يسرف في تحريم وتضييق ويخاف الله فلا يغفل عن حقوقه... حملني على جناح المودة ودثرني برداء من أمان، لم أعد أشعر بطول الزمن أو قصره، كل دقيقة صارت في حياتي حياة، يعاملني كطفلة ويدللني كابنة، يطلب بلطف وعقابه بالنظر، يظللني بسعة عقله ويبهجني بظرف حديثه... للمرة الأولى تحيا الطفلة التي في قلبي حياة صراحة ووضوحًا بلا خوف أو احتراز، لم أعد أرقب رأي أحدٍ غيره، ولم أعد أنتظر ثناء إلا منه، صار أرضي وسمائي..

 

نظرت لها متهللة متفحصة وجهها فهربتْ من عيني خجلا وضحكتها تملأ الآفاق!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة