• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حوار تخيلي بين العز بن عبد السلام وبراجماتي

حوار تخيلي بين العز بن عبد السلام وبراجماتي
د. محمد أحمد صبري النبتيتي


تاريخ الإضافة: 7/8/2023 ميلادي - 20/1/1445 هجري

الزيارات: 2304

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار تخيلي بين العز بن عبد السلام وبراجماتي

 

طلب منا شيخي بدر الثوعي في أكاديمية مساق حوارًا تخيليًّا بين سلطان العلماء وبراجماتي كمهارة لتوظيف المقروء من كتاب القواعد الصغرى للعز رحمه الله، فاستجبتُ له -حفظه الله وجزاه عنا خيرًا- وقلت:

حوار تخيلي بين العز وبراجماتي:

البراجماتي: يا إمام، يقول أتباعك: إنك مركزي في نظرية المصلحة، أما أنا فمِن أتباع البراجماتية.

العز: براجماتية؟ ماذا تعني براجماتية؟


البراجماتي: أصلها من اللفظ اليوناني (براجما -Pragma).

العز: يا لك من مضيعٍ للأوقات! فَصِّل لي قولك، وإلا تركتك وحدك وذهبت للأقلام والصفحات.


البراجماتي: تعني هذه الكلمة العمل، فحقيقة كل المفاهيم عندنا لا تثبت إلا بالتجربة العملية.

العز: بيِّن لي أفكارَ هذا المذهب ولوازَمهُ؛ كي أفْهَمَه وأُحاكِمَهُ.


البراجماتي: الحقيقة عندنا نسبية غير مطلقة، ولا يوجد عندنا قوانين أخلاقية مطلقة، لا نهتمُّ بمصادر الأفكار؛ وإنما بنتائجها العملية، المصلحة عندنا الكسب المادي، المال عندنا كل شيء، الغاية عندنا تُبرِّر الوسيلة، فقد نبيح القتل والزنا وصولًا لمقصدنا.


هذه أفكارنا، وهي تشبه نظرية المصلحة التي تنادي بها.

العز: تبًّا لك سائر الدهر وملء الأكوان! ليس هذا يشبه شيئًا من نظريتي، فاسمع إذن من العز بن عبد السلام.


البراجماتي: قل ما عندك يا إمام.

العز: لعلك غرَّك يا براجماتي قولي في أول كتابي القواعد الصغرى: (والمصلحة لذة أو سببها أو فرحة أو سببها)[1]، لكنك بتَرْتَ كلامي بترًا، وقطعته عن سياقه قطعًا، فمثلك كمثل من قال: ألم يقل الله في كتابه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ [الماعون: 4] ولم يُكمِل الآيات.


لماذا لم تقرأ قبلها (فإن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب لإقامة مصالح الدنيا والآخرة ودفع مفاسدهما)[2]،ولماذا لم تقرأ بعدها: (والمفسدة ألم أو سببه أو غم أو سببه)[3]؟أخبرك أنا؛ لأنكم لا تشغلكم المفاسدُ ولا الأخطار؛ بل ما يشغلكم الوصول إلى النفع بأي وسيلة ولو كانت ذبح البشر كالخراف والأبقار، المركز عندكم هو الإنسان النفعي، أما المركز عندنا هو خالقنا المُنعِم عليك وعليَّ، المصالح عندكم دنيوية، وعندنا دنيوية وأخروية، اقرأ في كتابي: (وقد حث الرب سبحانه على تحصيل مصالح الآخرة بمدحها ومدح فاعليها، وبما رتب عليها من ثواب الدنيا والآخرة وكرامتهما، وزجر سبحانه عن ارتكاب المفاسد بذمِّها وذمِّ فاعليها وبما رتبه عليها من عقاب الدنيا والآخرة وإهانتهما)[4]، الغاية عندكم تُبرِّر الوسيلة ولو كانت جريمة، أمَّا عندنا فـ (للمصالح والمفاسد أسباب ووسائل، وللوسائل أحكام المقاصد من الندب والإيجاب والتحريم والكراهة والإباحة، ورُبَّ وسيلة أفضل من مقصودها؛ كالمعارف والأحوال وبعض الطاعات، فإنها أفضل من ثوابها)[5].


عندكم القوي يأكل الضعيف والغني يدهس الفقير من أجل المال، أمَّا عندنا فاسمع قولي بأُذُنك وافهمه بقلبك: (وأمَّا إطعام المضطرين ودفع الصوال عن الضعفاء وإنقاذ الغرقى وتخليص كل مشرف على الهلاك، كُلُّها أخروية لمن قصد بها وجه الله عز وجل ودنيوية المنقذ من ذلك الضرب، وأجور هذه الوسائل أفضل من مقاصدها فإن مقاصدها دنيوية فائتة وأجور وسائلها أخروية باقية)[6].


عندكم تفعلون الفواحش وتعلنونها كوسائل لمقاصدكم وتقتلون الأنفس لمنفعتكم بلا إكراه، أما عندنا فـ (لا يحل بالإكراه زنا، ولا قتل، ولا لواط)[7].

 

وعندي كلام كثير لكن ما قلته يكفي لمن عنده أدنى تفكير.


البراجماتي: إن كانت نظريتك كما قلت فتبًّا لبراجميتي وأهلًا بكلامك يا سلطان العلماء.



[1] القواعد الصغرى 32.

[2] القواعد الصغرى 32.

[3] القواعد الصغرى 32.

[4] القواعد الصغرى37.

[5] القواعد الصغرى 43.

[6] القواعد الصغرى 60.

[7] القواعد الصغرى 113.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة