• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

كرة فوق الشجرة

د. سعد مردف


تاريخ الإضافة: 3/11/2022 ميلادي - 8/4/1444 هجري

الزيارات: 3621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كرةٌ فوقَ الشجَرةِ


تجمع الأولاد في الفناء، وبدؤوا يتصايحون، الكرة بينهم كانت هدفًا للجميع؛ ذاك يرميها لليمين، وذاك يرميها للشمال، وهي بينهم تروح وتجيء، تطير وتنخفض، وعيون اللاعبين الصغار تتنقل هنا وهناك، تكاد تغـادر الرؤوس خلف الكرة النطاطة!

 

يا لها من رمية قوية! حتى الحارس الرشيق "زياد" لم يقـوَ على صدها، وإذا بها تسكن شباك المرمى، ويقف هو منبهرًا أمام الصدمة الثقيلة، ولكن المباراة تتواصل، ويعود التنافس بين الفريقين كأشد ما يكون، ويعاود التلاميذ هجومهم، وتراجعهم، كما يسارعون إلى تقاذف الكرات بحماسة شديدة، وهم يستجيبون لأوامر المعلم بالكرِّ، والفرِّ، وفجأةً يرمي أحد اللاعبين الكرة، فتشق طريقها إلى الفضاء البعيد، ثم تنحرف كالنسر نحو الشجرة العملاقة، وتستقر في أعلاها بين الأغصان، والأوراق الملتفة حيث لم يعد أحد يراها.

 

أُصيب الجميع بالذهول، وسكت الملعب كله غير أن رؤوس الجميع تعلَّقت بالكرة، وهي تتطلع إلى المكان الذي استقرت فيه؛ حيث لم يعد بإمكان أحد أن يصل إليها، وانصرف التلاميذ منهكين إلى القسم، فقد انتهت المباراة بعد أن هربت الكرة من أقدام اللاعبين، وفضَّلت أن تختفي بسلام أعلى الشجرة الضخمة.

 

مضى الجميع، وتأخر زياد حارس المرمى، وأخذ يتفحص الشجرة كأنما يؤنبها لأنها سرقت الكرة دون وجه حق، وضمَّتها بين أغصانها، واتخذت وحدها قرارَ إنهاء اللعبة الممتعة قبل انتهاء الوقت الرسمي لحصة الرياضة البدنية، ولكنه أسرع إلى اللحاق بزملائه يائسًا من كل حلٍّ ممكن لهذه المعضلة.

 

انغمس التلاميذ في الحصص الدراسية، وانشغلوا عن أجواء اللعب، فقد مضى المعلم يحكي لهم قصةً طريفةً عن المثابرة، وكانوا ينظرون إليه ويستمعون بدهشة، غير أن زيادًا طلب الإذن بالخروج إلى دورة المياه، فأذِن له المعلم، ثم واصل حديثه المشوق، ولم يكد يكمل القصة حتى كان التلميذ قد رجع إلى القسم، وشعر أن نهايتها قد فاتته، فأحس بالأسف، ولكنه لم يخْفِ ابتسامته، وشارك زملاءه فرحة الاستمتاع بانتصار بطل القصة التي ختمها المعلم على صوت جرس الخروج، وهو يرن عاليًا في ساحة المدرسة.

 

خرج التلاميذ من القسم، ولكنهم وقفوا متعجبين وسط الرواق، فقد رأوا كرتهم الهاربة بجوار الجدار كأنها عائدة من سفر بعيد، وهي تنتظر خروجهم، فكَّروا في أن الرياح ربما ألقتها من أعلى الشجرة، أو ربما وقعت وحدها من بين الأغصان بعد أن غادروا الملعب، ولكنهم لم يجدوا جوابًا على تساؤلاتهم، وانصرفوا في خط مستقيم خارج المدرسة.

 

عندما كان التلاميذ يغادرون الفناء لم يفُتِ المعلم أن يلاحظ زيادًا بينهم، وهو يسير داخل الصف، وقد بدت أثوابه من الخلف في هيئة مزرية، لقد كانت مغبرةً، تعلوها الأتربة، وجزء كبير منها قد نالته تمزقات، وخدوش عميقة، كما لاحظ المعلم أن الجميع كانوا يرفعون أصواتهم، وهم يتحدثون عن عودة الكرة، أما هو فقد فضَّل أن يستمع إليهم، دون أن يعلق على كلامهم، لماذا يا تُرى؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة