• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

زيارة (قصة قصيرة)

زيارة (قصة قصيرة)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 29/9/2022 ميلادي - 3/3/1444 هجري

الزيارات: 4536

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيارة

 

لا أدري لِما كان مِطواعًا لي هذه المرة، غير رافض أو نافر كسابقات عروضي، حالما ناشدته تغيير الأمكنة التي نرتادها للتَنَزُّه والمسامرة، لكنه لم يفضِ لي ذلك الانصياع بشكل تام فقال مشترطًا:

• تلك وكفى!

• لك ذلك.

 

انطلقنا حتى إذا التقينا غلامًا، فسأله من باب الهزل كعادته:

• هل تعرف لأيٍّ تؤدي هذه الطريق؟!

لم يجبْه الغلام لكنه ابتسم، فرجع إليَّ بنفس الهزل: وأنت ألا تدري؟!

 

فلم أُزْرِ فَعلته تلك، ومازحته صابرًا:

• مفاجأة يا صاح، فلا تتعجل!

• فما رأيك لو تضع عصابةً سوداء على عيني لا ترفعها حتى نَلِجَ المكان الذي أشرت علينا به!

• ليس لهذا الحد؛ ضحكنا وربَّت كلانا على كتف أخيه.

ولما لم يكن بيننا وبين ذلك المكان إلا خطوات، حتى كانت نسائم الهدوء والسكينة تخامر رأسه المثقلة من ضجيج المدَنيَّة وصخب المَرْكبات؛ فعمدنا لمصطبة متواضعة أمام باب من أبواب تلك البيوت المتراصَّة المتناصَّة، فجلسنا وألْحَاظُ عيني تراقب ألحاظ عينيه، متوقعًا زجرة منهـ أو نفرة، أو أي اسم من أسماء المَرَّة التي قد تقلب موازين الصفاء ومواقيت اللقاء لغير رجعة، لكنه جلس وصمتُ البقعة الجديدة يقهره وربما ينهره، ولا يُظهِرُه؛ مَعرَّة أن أعيره بأفضلية اختياري عن اختياراته، ويتعجب:

ما هذا المكان؟ وما بال سكانه؟

 

لوَّحت للافتة تعلو سقوف تلك البيوت، قائمة على عُمد من حديد، مخطوط عليها تحية القدوم فتمتم بها، حتى غلبته السكينة، فهمَّ غير مكترث بحضوري، ودلف بين الشوارع والحارات يتهجى اللافتات، وتواريخ الولوج لتلك البيوت، ويمسح بكفيه الناعمتين على أسماء قاطنيها، وما زالت عيناي تراقبه، ولا أظهر بما يفعله انشغالًا، حتى اختفى حينًا من الوقت، فجال خلال صدري شكٌّ أنه قد غادر، لكنه عاد غير معتاد الطباع والمِزاج، ساكن الأوصال، يضم جناحيه إلى صدره من الرهبة، وقد زعزعت ريح المهابة أشجار مزاحه، ثم نظر لي نظرة أرهبتني، وقد قبض على متْني:

• كم أنت غير مخلص يا صديقي الصدوق!

 

• وقبل أن أنطق بأداة الاستفهام والاستنكار قلت لنفسي: مهلًا، لكنه أعادها ثانية بصوت خفيض لم أعهده؛ فقدمتُ وجهًا لمتعجِّب منتفِض، وجعلت من إيماءات وجهي رسالةً تحمل أداة الاستفهام تلك، وإن لم يتحرك بها لساني ليعجَّل بها، فكررها:

• بالتأكيد لست مخلصًا يا صديقي؛ إذ تتريَّض بتلك البقعة كل يوم مرة أو مرتين دوني، وتنعم بهذا الصفاء وتلك الأريحية وحدك.

 

أضاءت مسارج الفرحة وجهي القديم، وقد فضحت الإشراقة شمسي، وقلت بثقة:

• كم ناشدتك مصاحبتي ومرافقتي، لكنك لم تُبْدِ لذلك دليلًا، فقال قولًا ما زلت حائرًا فيه، ذاهلًا في تصويره ومعانيه، وكلي عجب وغِبطة، وأنى لمثل ذلك الماجن اللاهي أن يطاوعه البيان حتى فاض عليه بتلك الصورة البيَّنة والرد الجهيز، وأنا من يطوف ويروح، ويجيء بالغدو والآصال ناحية تلك البقعة المنسية؛ حيث قال:

وهل تُسأل الأشجار عن مواقيت سقياها، أو تستأذن الناس حين تؤتي ثمارها، أو تُخرِج مرعاها؟!

 

فأردت أن أقتص لبراعتي قبل أن نغادر، أو أُجهز على هذا الجديد الذي طرأ على من لم يناقشني يومًا فيما أكتبه، أو أطلع في كتب البيان:

• من الممكن أن تصنع هذا الصمت وتلك السكينة أينما كنت.

 

فأشار نافيًا هادئًا ومبتسمًا:

• بالتأكيد لا، فصمتٌ مطبوعٌ ليس كمثله المصنوع... أفهمتَ؟!

• أقعدني بيانه عن المسير، وذلك التغيير؛ فقلت منتصرًا لذاتي متَّكئًا على عصاي:

• طال بنا المكوث، فهيا بنا نرحل.

• قال: فمتى سنعود؟

• غِيض الشغف عندي بعد فيض، فقلت: غدًا أو بعد غد.

• اتفقنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة