• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سلة الوجع

سلة الوجع
صفية محمود


تاريخ الإضافة: 8/8/2022 ميلادي - 10/1/1444 هجري

الزيارات: 5273

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلة الوجع


ترى دمعَ صاحبه يسيل ممزوجًا بالمرِّ، كمَنْ أُريقَ منه كَأسُ السنين والعمر ولم يبْقَ له إلا العويل.

 

يُعبِّئ كلَّ ما اسودَّ من أيامه بسَلَّة الوجع! هذا فَقْدٌ، وهذا خِصام، وبعضُ خزي وعار، وهنا من سخر، وكل من ظلم، وفي القاع مَن كَذب وخدع، وفي السلَّة أيام مرض وعَوَز، وفيها سنوات تشريد، ووطن أسير، وشرف ذبيح، وفي السلَّة جُثَث من أمَل، وأمنيات مبتورة الساق والعُنُق.

 

إنها سلَّة العذاب والوجَع، وكلما خَلَت أيامُه من مآسٍ أفرغ محتوى سَلَّته القديمة أمامه وراح يسَوِّد بها مزاجَه، نفوسٌ عجيبةٌ لا ترى غير الغَمِّ، وإن أرادَتْ ترفيهًا فلا بأس بالهَمِّ.

 

إنها أنفُس كفورة، عمياء عن كل خير؛ لم تَرَ في السماء انفساحًا، ولكن ترى غَيْمَها، ولم تَرَ في اليَمِّ فيضًا وجمالًا، وكأنما لا سُقْيا فيه ولا سَمَك، ولا رحلة منعشة بقارب! إنما فقط تراه يَمًّا مُغرِقًا، وتلك القيم تراها مجحفة، وحُسْن الخُلُق تراه ضعفًا، والوصل إنْ بدا ترى بعده قَطْعًا، وهذا الوليد الصغير تراه يومًا بعيدًا جُثَّةً ستموت، وهذا الثوب البهي الجميل تراه يومًا سيهترئ ويُرمَى ويحترق، يا ربَّاه ما هذا الخرَق؟!

 

كلنا لدينا سِلال الذكريات، ولو أبقينا فيها كلَّ ألمٍ فات، وأعَدْنا تشغيل مُرَّ الذكريات وتجديد الحزن كلما بلي، وعزف مقطوعة الآهات سنتحوَّل بعد وقت لقنبلة تنسف أبراجَ الأمل، وتُدمِّر كلَّ عمل، أليس كُلُّ ألَمٍ يخفُّ بالاحتساب وذكر الثواب لمن صبر، فلا يبقى في سَلَّتنا غير عبرة من الحدث وأجر مدَّخر، فاثقب تلك السَّلَّة بالاحتساب، وذكر الجنة والغنى بها، فالدنيا للعبور والعمل والحبور في الجنة والقرار، فلا تُكثر الآهات وتجترَّ سُود الذكريات، وعِشْ مُفْعمًا بالأمل، ففي الغد لكل مؤمن عِوَض، وانشغل عما مضى من داكن الأحداث لما يأتي من وردي الجزاء، فالصبر ها هنا حتى تجني الأجر هناك، أم أنكم تظنُّون أنه لا شيء خلف الدنيا، وأنَّ فَقْدَها أُسُّ الضياع وكل البلاء، ومَنْ منا لا يعرف أنها لم تزن ولا حتى جناح البعوضة؟! فما الذي يفقده من ضاع منه جناح البعوضة، لو قيل له: سنعطيك بدلها جنةً كأضعاف الدنيا طولها وعرضها، اثقب بسيف الاحتساب سَلَّتَك، وخلِّصنا مما بها من صنوف الحزن المتراكم ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة