• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رسائل إلى من يهمه الأمر (2): غارقة...

رسائل إلى من يهمه الأمر(2): غارقة...
فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 2/3/2022 ميلادي - 28/7/1443 هجري

الزيارات: 2076

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسائل إلى من يهمه الأمر:

2- غارقة...

 

الركام يتناثر ويغطي مدى البصر أمامها، هل حدث ذلك فجأة أم كان البناء يتصدع ويتشقق يومًا بيوم دون أن تلقطه عيناها؟ لا تتذكر على الحقيقة، عليها أن تعمل جهدها وتربط أحداث الأمس بسابقها لعلها تصل إلى حقيقة ما حدث، ولكن ماذا يفيدها ذلك الآن وقد فقدت كل شيء..

 

الآن يفيض البحر وتسرع الأمواج إليها ثائرة وتكاد تبتلعها في جوفها، فهل من مغيث؟

 

تتلفت حولها، تحد النظر وما من أحد! أين ذهبوا جميعًا، أين اختفى الجمع الذين طالَما عبروا هذا المكان غاديين ورائحين، لماذا تقف وحدها الآن، أما من أحد يبصر ذلك الموج المندفع.

 

تفقد قدرتها على الاختيار، تتصلب قدماها في المكان، يقترب الموج يحملها معه، تقاوم قليلًا ثم تترك زمامها للموج الغاضب، تشعر بالبرد يفتت عظامها، ثم يختفي الشعور رويدًا حتى تألف ما فيه، تدور معه في المحيط الشاسع بلا توقف..

 

تتخيل يدًا تمتد من بعيد، تتَّهم خيالها، لكن اليد تظهر بوضوح مع كل اندفاعة يدفعها فيه الموج إلى أمام، كأنها تسمع اسمها، لكن أصداء الماء المتلاطم تحجب عنها دقة السمع، لا بد أنها تهذي لطول الدوران في دوامة قاتلة قد تأخذها لأسفل في إحداها ولا تعود..

 

تزداد اليد وضوحًا، ترافقها الآن أخرى، تسمع أصواتًا قريبة، لكنها تسخر من خيالها الجامح، تمتد أياد أخرى، تظن أنها تعرف أصحابها، نعم تعرفهم جميعًا، لو سمح الموج لي أن أرتفع أكثر أو أن يثبت قليلًا لرأيتهم هناك بوجههم المألوفة، غير أن غمامة القلق والألم تحجب صفاءها وراحتها، أهم هنا من أجلي حقًّا؟ لا لا أظن، فلست في ذاكرتهم سوى بقايا ذلك الركام وتلك البناية الموبوءة، فأنى يُهرعون إليَّ، وأنى يقبلون بوجوههم على غافلة مثلي..

 

وإن فعلوا فسأشير لهم الآن ليمضوا، لا أريدهم، لا أريد أحدًا منهم، فما عهدت منهم نَصفًا، ها قد تركونا للموج الغادر، فأنى يأتون الآن، فليأخذني الموج بعيدًا، وليلقني حيث يشاء، لا أريد سفنهم ولا أيديهم وإن امتدت بالحب والإشفاق، فقد ولَّى العهد وبعُدت الشقة، وإن الجسد الذي يغمره الماء الآن قد ضمرت فيه عضلة القلب، بل كادت أن تتحلل، وإن اليد التي ترتخي الآن قد ذهب ماؤها من قبل حتى يبست، وإنها الآن تسحبني وذلك الجسد المفرَّغ إلى قاع أشعر بهوله، كأنه عملاق سيطوي صفحة ممزقة ثائرة، هل سيسمعني أحد الآن إن ناديت؟ هل يرون ذلك العملاق الذي يتقدم، هل؟ هل؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة