• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

العم حلمي بائع البطاطا (قصة قصيرة)

العم حلمي بائع البطاطا (قصة قصيرة)
حسن عبدالموجود سيد عبدالجواد


تاريخ الإضافة: 2/2/2022 ميلادي - 29/6/1443 هجري

الزيارات: 3383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(العم حلمي بائع البطاطا)

قصة قصيرة

 

كم كنا نَطرَب حين يصدَح بصوته المبحوح العذب:

(مشويييييااااا يا بطااااطاااا)، ليعطينا بالقليل من القروش، ألذ أكلة تقينا بردَ شتاء قحافة، ذات بيوت الطين والقش والبرد المقيم، كانت عرَبته البسيطة التي يدفعها أمامه مصدر بهجة وسعادة غامرة لأطفال قحافة الصغار وكبارها على وجه السواء.

 

بجلبابه الواسع وعمامته التي تخبئ رأسًا يملؤه الشعر الأبيض، وشعيرات بيضاء نافرة متناثرة في وجهه المعروق

وساعديه المفتولين اللذين يدفع بهما العربة في قوة وعزيمة وإصرار: (مشويييييااااا يا بطااااطاااا).

 

ويجتمع الصغار حول عمهم الطيب الكريم، يُخرج الطفل قروشه الخمسة من (السيالة)، ويعطيها للعم حلمي في فخر وكأنه سيظفر بدجاجة أو بطة مشوية، مِن يَدِ عمِّنا الكريم، ثم يعود الطفل ممتطيًا جريدته التي جعل منها حصانًا يجر خلفه خطًّا طويلًا في أرض قحافة، وخطًّا أطول من الغبار في سمائها.

 

يعود الطفل بورقة عم حلمي الممتلئة بكرمه وطيبته وبطاطته، يعود لأخوته الصغار، فيفترشون الورقة

أمام المنزل تحت شمس الشتاء الناعمة، فتتبادر الأيدي للوجبة الشهية التي تُمتِّع الأفواه وتدفئ البطون.

يمر العم حلمي كلَّ يوم وقد يمر يومًا بعد يوم، يحمل صوته الدفءَ لنا، ويخترق دخان عربته كلَّ نافذة

وبابٍ وأنف.

 

رحل العم حلمي، ولم تَعُد عربته تجوب شوارعنا الضيِّقة، امتلأت الشوارع بالدكاكين الحديثة والحلوى والشكولاتة، لكننا ما زلنا نَحِنُّ للبطاطا ونشتاق لصوته الذي ما زال ملء الأذن والذاكرة:

(مشويييييااااا يا بطااااطاااا).

رَحِمَ الله العم حلمي، وأسعَده كما أسعد أطفال قريته البائسين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة