• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رعاة الإبل وجمالية التعامل والتربية

رعاة الإبل وجمالية التعامل والتربية
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


تاريخ الإضافة: 20/1/2022 ميلادي - 16/6/1443 هجري

الزيارات: 4621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رعاة الإبل وجمالية التعامل والتربية

ضللنا الطريق في الصحراء في محاولةٍ لربح الوقت واختصار الطريق إلى وجهتنا، وقُدِّر لنا أثناء ذلك أن نمرَّ براعي إبل، نزلت من السيارة للسؤال عن الطريق، نصحني بالرجوع أدراجي وأخبرني أن وجهتي قريبة، ولكن الطريق إليها شاق، وسيارتكم بسيطة لا تقوى على الطرق الوعرة، أدركت أن أقرب الطرق هي السلامة ولو كانت بعيدة ... ليس هذا هو موضوع التنبيه، ولكنه ضروري لاستحضار سياق الكلام.

 

أعجبني سمته وبساطته، ورغبتُ في الاستمرار في الحديث معه؛ علَّني أعرف أكثر عنه، وهو منهمك في جمع الإبل لأجل العلف، وقد بسط نطعًا كبيرًا على الأرض، وأفرغ فيه حشف التمر ونواه، كعلف للإبل، سألته: لماذا العلف؟ ألا ترعى الإبل بمفردها في الفيافي؟

أجابني بأنه الجدب والجفاف ولا تجد ما ترعاه، أو بالأحرى لا يكفي لها، وأنه يشتري العلف بكذا وكذا للقنطار الواحد، فقلت: كان الله في عونكم مع مشقة الرعي، تحتاجون كذلك لمشقة شراء العلف، وهل يساعدكم أحد في شراء الأعلاف؟ أجاب بالنفي.

 

ذهب عني، وأخرج لنا حليب الناقة في قارورة، وقال: هذه خذوها معكم؟ ضربت يدي في جيبي لأستخرج الثمن، قال: لا يمكن أبدًا أن يتحدث الناس أنكم مررتم بي، وبعت لكم اللبن، قلت في نفسي: لله ما درها من خلق الكرم!

 

طلبت الماء للشرب حتى أبقيَ ما لدي تحسبًا لطوارئ الطريق، أخرج مزادة (وعاء الماء) كبيرة، أفرغ لنا منها الماء، وقلت: من أين تحصلون على هذا الماء؟ قال: من بئر كذا توجد على مسافة من هنا، وماؤها أحلى من أي مياه معدنية أخرى تشربونها أنتم، وصدق فعلًا، وليس من ذاق كمن قرأ أو سمع.

 

سألته عن جمل كبير مربوط من رجليه الأربعة، ومستلقٍ على الأرض، قال: هذا كبيرهم لقد هاج وماج، وتعدى على باقي الجمال، وأراني آثار عضاته على الجمال الأخرى، وقال: هكذا نفعل به، ونتعبُه قليلًا حتى يعود إلى رشده، تفكرت في (البيداغوجيا الفارقية)، وهل يصلح مثل هذا الفعل مع التلاميذ الهائجة والمشاغبة داخل أقسامها؟ لإرجاعها إلى رشدها، فأسقطت طريقة الربط بالحبال؛ لأنها لا تجدي نفعًا إلا في الحمقى، وأبقيت على نظرية الإتعاب، والتعب هنا في المجال التربوي بمعنى التكليف، وملء الوقت للتلميذ، وعدم ترك الفراغ؛ فهناك ينمو الطغيان والهيجان الذي يصعب بعده ضبطه.

 

ألحَّ علينا بالمكوث لأجل الغداء، وأنه سيصنع لنا خبزًا معدًّا على حصى الحجارة المحمية، وسيذبح لنا جديًا إن رغبنا في البقاء؛ إكرامًا لنا، شكرناه على كرمه، رغم حداثة اللقيا به، ولكنها صفاء الفطرة، وبساطة العيش، ونقاء السريرة.

 

قبل وداعه طلبت منه أخذ صورة معه، فوافق مسرورًا، ألح عليَّ بأخذ هاتفه للزيارة المقبلة، ودَّعناه في سلام، أرسلت إليه خطبة مسجلة لاختبار تعامله مع الوسائل الحديثة، رد عليَّ برسالة صوتية شاكرًا، أيقظ فيَّ همَّة الدعوة في الجبال والهضاب العليا والبعيدة بلغة القوم، ما دامت الوسائل متوفرة، فهل من مشمِّر؟ والله المستعان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة