• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

صغيرتي والشتاء

صغيرتي والشتاء
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 13/1/2022 ميلادي - 9/6/1443 هجري

الزيارات: 3266

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صغيرتي والشتاء

 

إنه كانون قبل الثاني في ثلثه الأخير ميقات أهل مصر في مبتدأ الشتاء وخبر المطر، وصغيرتي "ملك" التي كانت من قريب في حِجرنا المخضوض تتربَّع وتتهجَّى "فاتحة الكتاب والمعوذتين"، كبرتْ، وتوقيتُ خروجها من مدرستها الابتدائية قد حان ليواكب مواكب الطقس الجديد.

 

بادئ الأمر قلت: بَخَّة من مطر أو زخَّة منه سَرعان ما تنقشعان، فما زال للشمس سلطان من سطوع، برغم الغيوم الداكنة الزاحفة صوبَ قُرص الشمس لكسف ضيائها الممتد، والأرض العطشى تهتز وتربو؛ لتُشبِع الثغور والجحور، وبعضَ ماءٍ يغور، ولَما رأيت الأمر قد طال والسماء لا زالت تُقل سحبًا ثقالًا، أحسست الخطر من دَويِّ المطر إشفاقًا على "ساكنة اليسار" أن تتعثر في القدوم، أو يُعجزها المطر عن المَسير، فانتعلت نعلي، وخرجت بغير هندامي وقلبي من أمامي يبحث عنها!

 

حتى كانت المفاجأة أن أبصرتها على مَقربة مني بين أترابها وصُويحباتها يتمايلنَ تحت مِظلة السماء الممطرة، وضحكات البراءة مع وقْع المطر على الأرض يوحيان بلحن قديم لم أزَل أذكره منذ كنتُ في سنِّها أو يزيد، ويكأنه لحن الرخاء لعطايا السماء، فاتخذت موضعًا لأراها من حيث لا تراني، وأرسلت لها عبر أثير الهزيم ثلاثةً من سمع وبصر وفؤاد يحلقون من حولها وهي لا تدري، ولَما صار الأمر في مقتبل الجور، وتتالي زخات المطر، ومخافة أن تعْتلَّ ناديتها بلهفة:

ملك!


نظرت إليَّ وما انتظرت حتى تقابلني في منتصف الطريق، فضممتُها إليَّ وقبضتُ على كفِّها المبتل ذي الخمسة أصابع، أُعيذها بالله الواحد، وأنا أمتنُّ لرب السماء شكرًا، وأعاتبها برفق:

♦ لماذا لم تأتي مجرد أن أمطرت يا ملك!

 

♦ قالت وهي تضحك: اتفقت مع زميلاتي على أن نكون أول من يستقبل الشتاء يا أبي، أليس الشتاء بابًا من السماء كما علمتني؟!

 

♦ بلى جميل، وليس الجَمَال على شاكلة واحدة، بل الجمال من تداعيات السعادة والرضا. ابتسمت وهي تحدِّق فيَّ، وما زالت حبات المطر الصافية على جبينها وصدغها الكلثوم: لا أفهم، قلت: غدًا تكبرين وتفهمين أكثر مِن أبيك، والآن أسرعي حتى نأوي إلى بيتنا ليعصمنا من الماء!

 

تمت بحمد الله

إهداء إلى صغيرتي ملك وأختها مريم حفِظهما الله وسائر بنات المسلمين، اللهم آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- أحسنت والله تعجز الكلمات
خالد إبراهيم - Ägypten 02-02-2022 07:44 PM

أحسنت أستاذنا الغالي أسأل الله أن يزيدك ويكثر ممن هم أمثالك لا أجد جملا توفيك حقك ولا عبارات تصف جمال كلماتك ننتظر القادم وبشدة..

1- شكر
زينب قريل - السودان 14-01-2022 02:40 PM

يا لعاطفة الأبوة!
يا لسحر الحروف وهي تطاوعك : " فاتخذت موضعًا لأراها من حيث لا تراني، وأرسلت لها عبر أثير الهزيم ثلاثةً من سمع وبصر وفؤاد يحلقون من حولها وهي لا تدري "
حفظكم الله وأدامكم تحت مظلة السعادة الرضا ، وأبعد عنكم سوء الأيام وهناتها.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة