• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

فصاحة القهر

فصاحة القهر
د. زياد أحمد العبدالله


تاريخ الإضافة: 20/11/2021 ميلادي - 14/4/1443 هجري

الزيارات: 2554

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فصاحةُ القهر


هاتيكِ صك معيشتي، أطلقها صامتة وكأن طوق نجاته سطع من بين براثن الحياة السوداء بعد أن كان مغيَّبًا وراء بضعة أرقام لم تكن عادية كما يجب أن تكون، تناولتها المأمورة الحسناء من يده المرتجفة، وقد كادت بحالتها تلك أن تكشف سرًّا أضنى صاحبه لكتمه، نظرت تلك الحسناء إلى صك النجاة، رمقتْ، أمعنتْ، حدقتْ، ثم رفعتْ رأسها وكأني بعينيها تكذِّب الأرقام السوداء المدونة على صفحات تبدو بيضاءَ بنظر الجميع إلا صاحبها، فمحال على المَسُوطِ أن يرى السوط بلون برَّاق حتى لو كان كذلك، أو أن يُعجب بالسائط ولو بدا كملَكٍ في عيون الغير، أعجمتْ: أبهذه السرعة؟! فأومأ برأسه المثقل بكل تفانين القوانين أنْ "نعم"، وتقاطيع وجهه تجيب: لو بلغ أمركم لمحة بصر زمنًا لفُقْتُها سرعةً، تبادل معها صمتًا بليغ البيانِ، وشاركتهما بدوري تلك اللحظات مستشعرًا ألم التزييف القاهر ومرارة الخروج عن إطار أخلاقي لطالما دافعنا عنه وبذلنا - أو كدنا - كل ما نملِك لحمايته من عبث العابثين بكل ما هو نبيل أو أصيل، ولكن ما عسانا القول بعد أن استحالت الأرقام والتواريخ النائمة في ثنايا ما يسمى "جواز سفر" شبحًا يُخيم على بقايا خيوط أمل ما زال الغريق متشبثًا بها رغم وهَنِها، ما عسانا القول وبطون قواميس كل اللغات قد نضبت من أفعالها الآمرة لكثرة استخدامها في حق المأمور المسكين الذي يُمثل شريحة لامست بتشتُّتها أطراف الأرض وأصقاعها، وتكالبت عليه كلُّ شرور الهجرة والفاقة والألم، والهموم الملونة والمسؤوليات عديمة الرحمة، وعضته أشرسُ أسنان المؤامرات، متلاعبةً بأحلامه التي تبخَّر بخارها، لم يعد يريد أكثر من فتات يعتاش بها رُفقة براعم لم تتفتح زهورُها بعدُ، لتحتمل صنوف العذابات والآلام الخانقة، حتى ذاك الفتات أضحى حبيس تلك الأرقام المزركشة، أيا زمنًا قد فاق بقسوته جلَّ قصص الخيال بل كلها، ما أشد مخالبك التي طبعتها على أعناقنا الرقيقة، غادر صريع "جواز السفر" من ذلك المكان الكدر جريح الوجدان متمتمًا بأفصح ما يُفهم دون كلمة، أو حتى حروف واضحة، فتقاسيم القهر التي علت كلَّ حيز من وجهه الذي كان وضَّاءً في يوم من الأيام، غلبت كل فنون البلاغة تبيانًا، وألقت بفحول الأشعار صرعى عند أعتاب بابٍ كُتب عليه: "فصاحة القهر".

 

التوقيع: جواز القهر





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة