• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الكمامة الملغومة

الكمامة الملغومة
أحمد بلقاسم


تاريخ الإضافة: 14/11/2021 ميلادي - 9/4/1443 هجري

الزيارات: 2357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكمامة الملغومة


عند باب السوق التفت الدجاجة يمينا وشمالا لتتبين من ذا الذي يناديها في هذا الصباح الباكر، فلم تر شيئا، وهمت بولوج باب السوق دون أن ترد عليه، وفجأة أطلَّ من فتحة صغيرة لمكتب صغير محشور في زاوية ضيقة عند المصراع الأيمن للباب بخطمه ثعلب يافع وعيناه تلمعان بابتسامة ماكرة.

 

• صباح الخير أيتها الدجاجة المرقطة.

• صباح الخير أيها الماكر ماذا دهاك؟

• لو سمحت ماذا تضمين بين جناحيك؟

• لا شيء.

 

• أراك تتأبطين كيسا.

• ما دمت تعرف ما أحمل فلمَ تسألني أيها المتطفل؟

• إنه عملي يا سيدتي.

• أي عمل هذا الذي تتبجح به أمام الملأ دون حياء.

 

• كأني بك لا تصدقين انني أصبحت موظفًا يقعد له ويقام في الدولة؟

• أتعتبر مضايقة المتسوقين بأسئلة سخيفة وظيفة؟

• أسئلة تبدو سخيفة لكنها ضرورية بالنسبة لوظيفتي.

• وظيفة أساسها التطفل على الآخرين.

 

• ليكن في علمك بعد فوز حزبي في الانتخابات أسندت إلى شخصي مسؤولية الجبايات في السوق.

• قطع الله أصل الوظائف.

• ما علينا، إن كنت ستبيضين في رحاب السوق عليك أن تدفعي.

 

• كفى هراء، فأنا لا أحمل معي إلا كيسا فارغًا.

• ما علينا إذا وضعت أكثر من بيضة أعطيني واحدة، فأغمض عيني عن الأخرى لتتصرفي فيها هنيئًا مريئًا.

 

• أعمى الله عينك أيها اللص الثرثار، لقد أخذت من وقتي الشيء الكثير، قد ينفض السوق، وأقفل راجعة خاوية الوفاض.

 

• ما علينا، وأين تركت فراخك؟

• تركتهم في امان الله وحفظه عند جارتي الحبشية ترعاهم ريثما أعود إلى الضيعة.

 

• ولم لم يتكلف بهم أبوهم؟

• أبوهم مشغول.

• مشغول؟

• نعم مشغول فما الغريب في الأمر؟

 

• كل ما أعرفه عنه أنه مخلوق كسول، يقضي سحابة يومه في الاعتناء بعرفه قصد معاكسة رفيقاتك في المزرعة أليس كذلك؟

 

• كفاك غيبة أيها المخاتل.

• ما علينا كيف عثر على عمل في زمن أصبحت في فرص الشغل شحيحة؟

 

• إنه يشتغل ليلًا.

• آه فهمت تقصدين أنه أصبح حارسًا ليليًّا.

• إنه مشغول وكفى أيها الثرثار.

• هل ما زال المسكين يصدِّق أن الشمس لا تشرق إلا بصياحه؟

• أخذت من وقتي الكثير أيها المهرج؟

• أراك تخاطرين بحياتك.

 

• كيف أخاطر بحياتي؟

• ألم تلاحظي كيف يكمم الناس أفواههم؟

• لم يفعلون ذلك؟

 

• لمنع الكذب من التسرب من أفواههم.

• لِمَ لَم تأخذ أنت حذوهم فيستريح الناس من ترهاتك، كفاك مراوغة أجبني.

 

• أنا مسؤول كما ترين والمسؤول ينبغي أن يكون كلامه مسموعًا وواضحًا لدى العامة دون حجاب.

• لا أصدق قيد حبة قمح مما تقول.

 

• أنا أمزح معك فقط، الحقيقة أن الناس ترتدي الكمامة لسبب معقول.

• ما هو؟

• اتقاء خطر الإصابة من الفيروس.

 

• فيروس؟

• كأني بك تعيشين في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه، ألم تسمعي باجتياح فيروس كورونا العالم شرقه وغربه؟

 

• قرأت عنه في مجلة علمية وظننت أنه من صنع البشر ولا يصيب إلا البشر.

• خاب ظنك ففي خبر عاجل بلغني أنه يصيب حتى الحيوانات.

 

• هل صحيح ما تقول؟

• أنت عديمة الملاحظة، ألم تلاحظي أن الأبقار والأغنام تحرص على تكميم صغارها؟

• صحيح، ما العمل إذًا وأنا لا أحمل كمامة؟

 

• لا تقلقي يا مرقطتي، من حسن حظك أنني أحتفظ بواحدة للاحتياط، تعالي خُذيها.

• لا أعرف كيف أشكرك على هذا الجميل.

 

• انظري إنها على مقاس منقارك الذهبي، ستزيدك وقارا ووسامة.

• اعذرني عما بدر مني في بداية لقائنا.

• لا داعي للاعتذار هذا واجب المسؤولية.

 

تقدمت الدجاجة بخطوات واثقة نحو الثعلب الماكر، وما كادت تحني رأسها لترتدي الكمامة الملغومة حتى أطبق عليها الثعلب بين أنيابه، وأطلق ساقيه للريح قاصدًا مكانًا نائيًا، والمسكينة تبذل قصارى جهدها للخلاص من قبضته الحادَّة، وتصرخ متسائلة:

• إلى أين أنت ذاهب بي أيها الغدار؟

 

فيجيبها مستهزئا:

• لا تفزعي أنا ذاهب على جناح السرعة إلى مركز التلقيح ضد الفيروس.

• وأين يوجد هذا المركز؟

• قريب منك جدا جدا.

• أين أيها الوقح؟

• في بطني





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة