• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

أينا يرحل أولا؟!!

أينا يرحل أولا؟!!
بندر بن عبدالله الثبيتي


تاريخ الإضافة: 17/10/2021 ميلادي - 11/3/1443 هجري

الزيارات: 2237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أينا يرحل أولًا؟!

 

"لا أستطيع أن أتخيل فكرة أنه قد يأتي يوم وأتحدث عن أمي بصيغة الماضي"! في غفلة تسارع العمر أجدني شاردًا عن هذه الحقيقة!

 

تنظر وتترقب أن يقر المولى عينيك بصلاح واشتداد عُودِ بنيك، لكن تقف هنالك مدهوشًا أمام خطوات أمِّك التي بدأ الزمن يقلل من تسارعها، ويكسوها العمرُ انحناء، ويصاحبها عكازها الذي ينبئك عن حقيقة تساقُطِ الحياة كأوراق الشجر! لا شيء يؤلمك وأنت تراها تفتح مخزن أدويتها، ولا تستطيع أن تعطيها من عافيتك وتكفيها أوجاعها!

 

كم من ذكريات تناثرت في ذكراها، صورتي وضحكاتي الطفولية التي تتكئ على عضد حنانها، لهوُ الطفولةِ الذي يرتع في ربيع ابتسامتها، تحتضنك كما لا يمكن لأي ذراعين احتضانك! وتسندك كما لا يمكن لأي قوة إسنادك! هي حصنك وحضنك وسندك وضماد جروحك التي لا يراها الناس!

 

بينما أنت في الساعات الأخيرة من الليل، تطفئ نور غرفتك لتبقى وحيدًا تحدِّق في متاهات الحضور والغياب فتسقط في فخ سؤالات الرحيل، ويبعثرك السؤال الذي تحاول تجاوزه: أيُّنا يرحل أولًا؟! أينا سيُكْلم ويوجَع الوجع الكبير؟!!

وإذا بكيتُ فقد بكيتُ مخافةً = من أن يكون لقاؤنا أحلامَا

 

أمي.. ماذا لو أخبرتك عن وحدتي الدائمة بدونك! يمضي الليل مختليًا بنفسي إلى ذلك الظلام الكحيل القاتم، مُشخصًا ببصري إلى السواد، تضج في صدري تناهيد غيابك، وصوت أفكاري وعقارب الساعة تتسابقان إلى حرماني من نومٍ دونما أن يصحبني فيه خيالك!

 

ارتحل إلى رزقي وأجدني مهشَّمًا في بعدك، أخوض يومي وألتمس بركات دعائك، ويصاحبني فيه اهتمامك، حين يصلني صوتك على بعد المسافة أجده جرعة أتعافى به من طعنات الزمان! أجدك في رنة هاتفي وإذْ بدعواتك وصوتك الرنان يأخذ بروحي وقلبي إلى السماء وكأن صوتك مزمارٌ يجوب الروح ينفث بتراتيله فؤادي المكلوم، وأستعيذ به من خيبات الأمل وعثرات الأماكن والوجوه! لا أقفل اللهُ لك بابًا ولا أُقفل عني إليكِ طريقًا!!!

متى أراكِ فيَومي كُلُّه نَضِرُ
يا جنَّةً من رُباها قلبيَ العَطِرُ
كتبتُ في صفحاتِ المجد رائعتي
بمثلِ نوركِ يا أمَّاهُ أفتخرُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة