• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

ضل الطريق مجددا

ضل الطريق مجددا
سميرة البوبكري


تاريخ الإضافة: 17/10/2021 ميلادي - 10/3/1443 هجري

الزيارات: 2857

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضل الطريق مجددًا

 

نعلم يقينًا أن أقدارنا محسومة، وأن المولى تكفَّل بقلبِ ورزق المؤمن؛ حتى يطمئن ولا يحزن مما يلاقي من أهوال الدنيا.


لكنَّ شدة المصائب تجعلك تحكي لحظك وتندبه وتلومه، وهذا شأني وحظي، فلا شك أنه ضل الطريق مجددًا، ولربما وصل متأخرًا لحقل جني السعادة.


وحقل السعادة هذا فضاء تقتني منه حظوظنا ما تشاء من سعادة؛ لتعود بها لأصحابها ترسم البهجة والسرور على عالمهم.


وصل بطلي حفرة الكنز، وأتاني خاليَ الوِفاض يخبرني أن الكنز حقيقي لا أسطورة، هذا ما يفلح به، عندما وصل ساحة الحقل الذي يضم السعادة، وجد أن الكل انصرفوا ومعهم كل ما جاد به الفضاء من سعادة، فخجل أن يأتي من دون شيء، والسعادة هنالك - أو كما يسميه البعض حقل السعادة - هي نبات يقطف الزهر وتظل السيقان مجردة، وكانت هذه السيقان هي حمل بطلي مع بعض القشور المبعثرة بالحقل. ليته أتاني بالتراب، فلربما زرعتها لأُنشِئ سعادتي، لم يفعل ولا بأس؛ فلن ألومه، الكل يذمه في الأصل، فلن أزيد همه أكثر، أعلم أنه أراد إسعادي، فأخفى حملَهُ بكيس لأظُنَّ أن الحمل مكسب، أراد بهجتي، أفرح وبعدها أتقبل كما هو الحال دومًا، أصبح يفهم أسلوب حياتي وطباعي، لكن لو علم خبث الناس وحقدهم، ما فعل؛ وبينما بطلي في طريقه إليَّ محملًا بكيسه ذاك، ظنَّ الجميع أن الكيس ولهول حجمه يضم سعادة فوق ما استحق، وأن الزائد هو نصيبهم وقد انفردت به.


تُرى كيف لي أن أشرح لهم، وهم على يقين أن الحظوظ لا تأتي إلا بالسعادة، ولا يعلمون أن حظي هجين تعلَّم التمثيل لأجل أن يرسم البسمة على وجهي، ولو مزيفة، المهم أن يسعدني، فكرت مرارًا، وعلمت أن أفواه الخلق لا تغلق، فمضيتُ وتركتهم للخالق.


ومرت الأيام والحال ذاك، حتى أصبح المسكين رفيقًا لي، فلا أعلم أأندب تعاسته أم أني في ورطة، فأعتذر له، وأظنني سأعتذر، فأحيانًا أخاطبه بقلمي، فأسرد له انكسارات يومٍ كان صعبًا، ولحظات أبكتني، وأخرى فرحت بها، أحكي له عن صدف جمعتني بأناس، فاستغنيت بهم عن العالم، والأيام أبانت أن لا أحد يستحق وقتي، وأن الأولى أن أداريَ به أحزاني ولا شأن لي بأحد، وأحكي له عن زهرة وحليمة، وكيف أن الحب والحنان نهرٌ شرابه شافٍ، وترتوي به بمعرفتك لهن، ولا زلت أحادث رفيقي الحظ أحيانًا أخرى فأنظر إليه، وقد أصبح طيرًا أو أرنبًا، ولربما جعلت خطابي له دون حروف، فيصغي مسرورًا أينما أنظر هو معي، مهما بعدت فهو لا يهجرني، أستأنس بنسخ مبتسمة لأناس ليتهم رضَوا بنسخهم السابقة، فقد كانت الأجمل، وكنت وكأنني من فرحي بهم أطير بسماء مجالها خاص بي؛ لتذيقني الأيام ألمًا تقص به جناحيَّ لتطرحني أرضًا وحيدة من جديد؛ لأجد رفيقي مشفقًا حالمًا، وكأنه يطبطب عليَّ بكلماته: أن لستِ وحيدة، فحتى لو خذلكِ الكون تجدينني وطنًا، كلمات تعيد لي البهجة والسرور، فيرشدني تارة لكتاب ساحر بأفكاره وكلماته، أو لشريط يعيد لي بسمة سنين، ويختصر لي دنيا رخيصة لا تستحق دمعي، أو ذكرني برسالة من إحدى صديقاتي، وقد يغريني بكأس قهوة منعش ينقلني بدفْئِهِ لقمَّةِ جبل إفريست الرائعة دقائق عدة لأنزلق بزلاجتي عائدة مع آخر رشفة من كوبي اللذيذ.


لقد غفلت حقًّا عن صديق ورفيق لا يكل مرافقتي، ولا يمل سماعي، فخجلت من كلماتي الساخطة باستمرار، وتحسرت لندبه، وأدركت أني لم أكن يومًا وحيدة، وأن حظي لم يخطئ الطريق، إنما كان ينتظرني لأدرك الحقيقة يومًا، وأعلم أني لست بمفردي، وأني تعلقت بتوافه من أشياء وأشخاص لا يذكرونني إلا حينما يتركهم الجميع.


إليك يا بطلي تعلمت الدرس، أنا لست وحيدة، ولم أكن كذلك، ولديَّ حظٌّ أجمل من القمر، لا يكل، ولا يمل، ولا يخون، هو رفيقي وبه أكتفي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رأي عن القصة
عبد الصمد - المغرب 26-10-2021 10:57 PM

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
رائع وفقكم الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة