• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

آلو.. الحق في الصحة

آلو.. الحق في الصحة
سواري العروسي


تاريخ الإضافة: 13/10/2021 ميلادي - 6/3/1443 هجري

الزيارات: 2308

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آلو ... الحق في الصحة


رن هاتف السيد مدير المستشفى الجامعي ...


• آلو ...


• معكم وزير الصحة ...


• نعم نعمسيدي، لتطمئن سيادتكم،هو الآن داخل المستشفى، وكل شيء على ما يرام، لقد تم إبلاغي بأن سيادتكم سيتصل بي، أنا في الخدمة.


كان الوقت منتصف الليل حينما أدخلت سيارةُ الإسعاف المريض إلى المستشفى الجامعي على جناح السرعة، الإداريون والأطباء وحراس الأمن استُنفِروا، بسرعة تحلَّق بعضهم حول المريض الممدَّد على سريره في المصعد، عند وصوله إلى جناح مرضى القلب والشرايين، بدأ العمل: قياس ضغط الدم والسكر، فحوصات للعينين والأنف ولأماكن مختلفة من الجسم، أُخذت عينات أخرى من دمه وأظفاره ومن أشياء أخرى، نُقل سريعًا لوضع تخطيط كاشف لنبضات القلب ... أُعيد إلى غرفته من جديد، وطُلب من غير الطاقم الطبي الإخلاء، بال المريض دون مشاكل ... باختصار، الأمر تطلب معرفة سبب تدهور صحة الرجل الفجائية، الشيء الذي حتَّم استدعاء اختصاصيين، بداخل الغرفة كثر اللغط، وتداخلت الأصوات، أصبحت الحركة دائبة بالجناح، وغرفة المريض مكتظة، يصعب الدخول أو الخروج منها، أطلقت جُلُّ مصابيح غرف الجناح أنوارها ليتتبع المرضى مشهدًا غير مألوف، تبادل أصحاب الوزرات البيضاء النظرات والاستشارات، فتقرر برئاسة السيد المدير إلحاق المريض بجناح العناية المركزة.


قالت عيون المرضى الشاحبة في صمت: "يا ريث مثل هذه العناية تشملنا"!


• آل آ .. آلو سيدي الوزير


• نعم سيدي، لقد قرر الفريق وضع السيد المريض تحت العناية المركزة، وأَعْطَيتُ التعليمات لكل العاملين بالمستشفى بأن السيد المريض والد صديقكم المحترم ضيف كريم، وعليه، يلزمنا توفير أفضل الاستقبال والترحاب لأهله وأحبابه ولكل الأصدقاء.


• نعم سيدي، نحن في الخدمة، أربعة وعشرون على أربعة وعشرين، هذا واجبنا، كن مطمئنًا.


أغلق مدير المستشفى هاتفه النقال،ومسح ببصره من تحت نظارته الطبية وجوه أفراد الفريق وخاطب الجمع قائلًا: "الأمر في غاية الأهمية كما سمعتم، إن السيد الوزير يضع كل الثقة في طاقمنا، بإمكانه كما تعرفون تخصيص أفخر غرفة لمريضه في أكبر مستشفى بالعاصمة أو بالخارج، لكنه فضَّل طاقمنا وهذا فخر لنا ولكم، لنكن في المستوى رعاكم الله، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه".


في طريق خروجه صادف السيد المدير أحد المرضى يدب في الجناح، وكيس بلاستيكي متدلٍّ ومشدود إلى حزامه وذراعه بأنابيب شفافة، بدا له وكأنه يريد استكشاف الموقف، لم يكن هذا الأخير محظوظًا؛ حيث لم يسبق وأن سمع عن هذا المسؤول الذي استوقفه ليسأله عن سبب تواجده خارج الغرفة، أجاب المريض بعفوية بأنه سمع ضجيجًا غير عادي، ويريد معرفة ما يقع، انتفض المدير في وجهه ونهره بقسوة بالغة، وعبر عن انزعاجه من "قلة حياء المريض"، ومن تهاون الممرض العامل بالجناح لتَرْكِهِ المرضى يتجولون ليلًا بحرية، أرغى وأزبد وتحوَّل من الرجل المؤدب صاحب الصوت الرقيق إلى رجل بالصوت القاسي كسجَّان أخطر المجرمين: "عُدْ مكانك وإلا طردتك من هذا المستشفى"، قال وهو يدفع المريض من صدره بالاتجاه المعاكس للذي كان يسلكه، فرمل المريض برجليه لمقاومة الدفع الخشن، مال على جدران الجناح، لم يمتلك توازنه فوقع على الأرض ممددًا على الزليج الأبيض، اصفرَّ وجه المريض وبرد جسمه، وبدأ يرسل شخيرًا، أخرج المدير هاتفه النقال من جيبه، نزع نظارته عن وجهه، تردد السيد المدير، ولم يعرف كيف يواجه الموقف، أمر الممرض بالتدخل لإنقاذ الموقف، وتسلل هاربًا وابتاعه الممر خارج الجناح.


رن هاتف السيد المدير من جديد ...


• آآلو آلو سيدي، إيه، أنتم سيادتكم صديق ... والدكم بخير، فقط بعض الالتهابات بالجهاز الهضمي سبب ورمًا صغيرًا سنستأصله حالًا، الأمر يتطلب عملية جراحية بسيطة، اطمئن سيدي، الوالد والوالدة وكل المقربين في ضيافتنا ولا نأمل إلا الخير.


• ...


• نعم ...


• إيه نعم ...


• وهو كذلك سيدي ...


• مع السلامة سيدي، مع السلامة مع السلامة، شكرًا شكرًا، العفو سيدي العفو ...

في رمشة العين وصلت التعليمات لكل العاملين بالمستشفى، وشاع بين المرضى بدورهم خبر أن السيد المريض ابن المنطقة، وأنه والد الشخص المتعدد المسؤوليات؛ لذا "فطبيعي" أن يتلقى عناية خاصة لا يحلم بها أي مواطن بسيط، السيد ابن المريض له أكثر من ثلاثة وظائف من داخل الدولة ومن خارجها وعلى المستوى الدولي، ولكل وظيفة صنبور ينزف أموالًا طائلة ضدًّا لقانون البلاد، لكل هذه الأسباب والصفات التي "قُدِّر" لها أن تجتمع في ابن المنطقة، الأكل والشرب لا مشكلة، يُهيَّأ وفق طلب المريض، ولا مشكلة بتاتًا إن أدخل الأهل قصعة الكسكس، وبرفقتها صينية الشاي الملتفة أكوابها حول برادها الفضي اللامع.

في غضون أسبوع، صحَّ المريض وخرج يمشي على رجليه ليجد سيارة الإسعاف في انتظاره، أوصلته في أمان إلى قصره الصغير وهو يشعر بانتمائه القوي للوطن.

 

في الصباح الموالي جاء أحمد بابنه للمستشفى، كانت حالته خطيرة ومستعجلة، لكن نظرًا لكثرة المرضى حُدِّد موعد استشفائه للسنة القادمة، جلس الرجل القرفصاء صامتًا أمام باب البقال، وعيناه مسمَّرَتان إلى ورقة نقدية كان يعبث بها بأصابعه المشققة، استفاق من غفوته، وسأل ورقته إن كان من عداد المواطنين.

 

بعد شهر أُخبر البقال بفراق ابن أحمد للحياة.

 

وتبقى الصحة للجميع إلى إشعار قريب ...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة