• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

العم عبيد رحمه الله

العم عبيد رحمه الله
د. سليمان الحوسني


تاريخ الإضافة: 22/10/2020 ميلادي - 5/3/1442 هجري

الزيارات: 3931

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العم عبيد رحمه الله

 

بعض الأشخاص ينقطعون بموتهم من الذاكرة، ولا أحد يذكرهم إلا نادرًا، والبعض يبقى حاضرًا حتى بعد موته، نتيجة بصماته وأعماله التي كان يقوم بها، وهنا شجع النبي صلى الله عليه وسلم على الصالحات التي تنفع صاحبها في حياته وبعد الممات، فقال: « إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

ومن بين الأشخاص الذين اشتهروا في قريتنا "خوررسل" العم عبيد (رحمه الله)، حيث اشتهر بمساعدة الناس في قضاياهم، والترافع عنهم في المحاكم وعند القضاة، والدفاع عنهم في وقت لم تكن هناك مكاتب محاماة، وكان صاحب فطنة وذكاء وسرعة بديهة مكنته من البروز والظهور، والنجاح في العديد من المواقف، وكان الناس يأتون إليه من أماكن متعددة ليكون وكيلًا لهم.

 

وكان متميزًا بأسلوبه في الحديث والحوار، وعنده ملكة حفظ، وخاصة في الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية، والشعر العربي؛ مما جعله يتصدر المجالس واللقاءات.

 

وكان المأذون الشرعي في القرية، يعقد الأنكحة ويحضر المناسبات، ولا يتردد إذا طلب منه الذهاب والمشاركة في حل مشكلة، أو الإصلاح بين المتخاصمين، ويتمتع بشيء من الهيبة والوجاهة، حتى اختير وعيِّن وجيهًا ورشيدًا لجماعته في القبيلة ولأهل القرية.

 

وكانت لي معه عدة مواقف أتذكرها ولا أنساها:

1- غيرته وحرصه على القيم والآداب العامة، وبحكم أنه الرشيد فكلمته مسموعة بين جماعته ورأيه معتبر، فكان ينكر بعض المخالفات الشرعية التي تحصل في الأفراح أو غيرها.

 

2- وقف معنا مرة أمام المسجد ونحن مجموعة شباب صغار، وتواضع يتحدث معنا بأسلوبه الشيق، ويذكر لنا بعض الأشعار والحكم، فأنسنا بذلك وفرحنا وكان في العادة أن بعض الكبار لا يلقون بالًا بالصغار، ولا يعيرونهم اهتمامًا، فكان موقفه هذا مؤثرًا وباقيًا في الأذهان.

 

3- شدَّ انتباهي علاقاته وصلاته مع شيوخ القبائل والوجهاء والأعيان، وما يتمتع به بينهم من احترام وتقدير، وتبادل الآراء والمشاورات مع ما يحصل من الشدَّة أو الحدَّة في بعض الأحيان.

 

4- حضرت له وأنا صغير خطبة عيد في إحدى الساحات بالقرية قبل بناء المسجد، وكان خطيبًا مفوَّهًا متقنًا.

 

5- وصحبته مرة في زيارة شيخ القبيلة مع مجموعة من الأهل وكنت أصغرهم، فشد انتباهي حديثة مع الشيخ، واحتفاء الشيخ به وتقريبه في المجلس، والسماع منه، والأنس بكلامه.

 

6- مساعدته لي في الزواج من ابنته عندما تقدمت لخطبتها، فاستقبلني أحسن استقبال، وجمع بيننا وخاطبها لسماع رأيها، وكان أسلوبًا راقيًا ومميَّزًا في وقت ما كان يعوَّل فيه على رأي الفتاة كثيرًا، مما يدل على فقهه ورجاحة عقله، وأن الزواج يقوم على الرضا بين الطرفين، وكانت نعم الزوجة – رحمها الله وتغمدهما بواسع رحمته -، وأسأل الله أن يجمعني بها وبأبيها في جنات النعيم.

 

مرض في آخر حياته، وعانى من وجع في بطنه، استمر معه حتى توفي في العام 1989م، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة