• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

نون النسوة.. النون الثانية: نون الغيرة

د. عبدالإله إيت الهنا


تاريخ الإضافة: 18/9/2017 ميلادي - 26/12/1438 هجري

الزيارات: 8794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نون النسوة

النون الثانية: نون الغيرة


إن في قصة إبراهيم عليه السلام ما يشِي بكون الغيرة خلُقًا لا يستثني الأخيار فضلًا عن غيرهم، امرأة صالحة لمَّا تلدْ بعدُ، رُزقت ضرَّتُها المرأة الصالحة ولدًا، فغلبتها الغيرة حتى طلبت من أبي الأنبياء إبعادَها وولدِها.

في ظني - يقول مسعود لصديقه عيَّاد - لقد كانت امرأة حكيمة، ثم استرسل في الكلام دون أن يكلِّف صديقه عناء الاستفهام: وذلك أن غيرةً من هذا القبيل قد تحمل المرأةَ الغَيرى على الظلم والأذى لضرَّتها، فهُديت لهذا؛ حتى تقطع ذلك عن نفسها.


أمَّا "عيَّاد"، فقد زمَّ شفتيه، وهزَّ رأسه قليلًا، ثم أطلق زفرة رفرفت لها أوراق الكتاب أمامه، ثم قال بصوت متهدج: لعلَّه! وصمت.

"عيَّاد" رجل تقتحمه العين، انحسر الشعر في جانبي رأسه، لا يُرى إلا حاملًا كتابًا في يمناه، لا يمتلك سيارة، ولا تظهر عليه نعمة، قد جاوز الخمسين أو يكاد... له زوجتان لم تُريا مجتمعتين قط إلا مرة واحدة، أشبه ما تكون بالمعركة الفاصلة بين جيشين عرمرمين، وقد كان "عيَّاد" هو الضحية؛ حيث تمالأتا عليه وطردتاه وكتابَه من البيت.


لم يجد من ملجأ إلا صديقه القديم الفقيه "مسعودًا"، الرجل الوقور، الذي يخفِّف عنه ألم الحياة كلما نزلت به نازلةٌ من النوازل.

في هذا اليوم قصَّ عليه مسعود قصص الصالحين من الأولين والآخرين، ولكنَّ "عيَّادًا" لا يزيد على القول عند نهاية كل قصة: لعله أو ربما، مطلقًا العنان لزفراته وآهاته، فـ "عيَّاد" لم يجد بعدُ بين كلِّ تلك القصص ما يماثل حاله، ولو أنه استقبل من أمره ما استدبر لكان له رأي آخر غير الرأي الذي صفعه به الفقيه "مسعود" يومَ شكا إليه سوءَ عشرة زوجه الأولى، فأرشده الفقيه إلى التعدُّد مخبرًا إياه بفوائده، زاويًا عنه تبعاته، وغير مراعٍ لحاله وشخصه، فاليوم "مسعود" يقول بلسان حاله: "ما قدو فيل زادوه فيلة" (مثَل مغربي يُضرب لمن كان في ورطة فأضيفت له أخرى).


وظلَّ يردِّد في سرِّه، في خلوته وجلوته، قولَ الشاعر العربي:

تزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرْطِ جَهْلِي
بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ
فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا
أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ
فصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي
تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ


نهض عيَّاد من قرب صاحبه دون أن ينبس ببنت شفة، تاركًا "مسعودًا" وراءه يحوقل، ثمَّ سار في طريق طويل لا يلوي على شيء، وفجأة سمع صوتًا شجيًّا يصدح مناديًا بالفلاح... دلف عياد مطمئنًّا بعد أن ألقى مجلة " سيدتي" وراءه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة