• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عش بعيدا عن الحب

مصطفى العادل


تاريخ الإضافة: 9/8/2017 ميلادي - 16/11/1438 هجري

الزيارات: 7825

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عش بعيدًا عن الحب

 

مهما كان المرءُ ومهما بلغ مِن النضج، فإنه يبقى جاهلًا لأسرار الحب، إنه الشيء الذي لا يُمكن لأحدٍ أن يتعلمه مهما كان، ولا أن يتحكَّم فيه كما يشاء، وكما أنَّ قلوبنا تتعلَّق بمحبوبٍ منذ النظرة الأولى، فإنه مِن حقنا أن نتساءل: ألا نستطيع أن ننسى هذا الحب أيضًا بشكل طبيعي؟!

 

كثيرٌ مِن الحب لا بد أن يجلبَ كثيرًا من المتاعب ولحظات قليلة من السعادة، لكن المرء بإمكانه أن يصنعَ مِن تلك اللحظات القليلة عالمًا لا يعترف بأحزان الحب، بل إنه مِن الطبيعي ألا يوجد إنسانٌ على هذه الأرض قد أسعده الحبُّ في كل شيء، فالذين يبتسمون دائمًا بسبب الحب إنما استطاعوا أن يتغلَّبوا على تلك المتاعب بمِنْظار الأمل والتفاؤل، ففتحوا المجالَ لتلك الأضواء الباهتة، التي صارتْ في آخر المطاف مصدرًا للنور في قلوبهم.

 

أغلى ما قد يملكه العاشقُ هو مفتاح الحب الطبيعي مع مفتاح النسيان الطبيعي، وإلا فسوف تصير حياتُه قطعةً مِن الوجَع.

قال لي ماجد يومًا: إنه لم يرها إلا قبل أسبوع واحد، ومع ذلك فقد استطاع قلبُه أن يقطعَ أشواطًا مِن حبها والتعلُّق بها، فصار قلبُه جزءًا ليس منه، صار قلبُه كحال أغلب المدن العربية اليوم بفِعْل قنابل الحب!

 

مِن سلبيات الحب أنه يسرقنا بالرغم مِن أنفنا ودون استشارتنا، يسرقنا حتى في الحالات التي نُدرك أن نهايتها قد تكون مؤلمةً، لندفع ثمن أخطاء الحب المستبد والمتسلِّط على قلوبنا.

ماجد أحبَّ بدون وعيٍ؛ فذاق الأمرَّين حينما أدرك أنه أخطأ الطريق إلى الحب، أو بالأحرى حينما أخطأ الحب طريقه إلى قلبه، ليجدَ نفسه سجينًا وأسيرَ أحزان لا تنتهي...، لكنه في النهاية نَسِي كل شيءٍ، وعاد إلى حالته الطبيعية.

 

عليك أن تُعامل الحب بنفس معاملته لك، فكما تمكنتَ مِن حبها والتعلق بها بكل سهولة، تستطيع نسيانها واتخاذ المواقف السليمة والجريئة في ذلك وأنت في قمة سعادتك، ولأن الحبَّ غالبًا ما يجهل مكانتنا في قلوب مَن نُحب، فإننا كثيرًا ما نجد أنفسنا مُعلَّقين بِمَن لا يُفكِّر فينا، والأمر أن نتعلَّق بمن سلم قلبه لغيرنا، مما يجعلنا في حالة احتراق لا يبذل فيها المحبوبُ أدنى جهدٍ لمكافئتنا.

 

الرجلُ بمعنى الرجولة هو الذي يَنحني أمام قلبه في هدوءٍ وسكينةٍ، ثم يعتذر على عَجْزه في الحصول على قلبٍ آخر يُقَدِّر حجم التضحيات التي يبذلُها لأجله، إنها الطريقةُ الوحيدةُ لإدراك حقيقة هذا القَدْر الذي يجعل كلَّ شيء قابلًا للتغيير والتبديل.

بعضُ الحقائق من هذا النوع ينبغي معرفتُها منذ البداية، حتى يأخذها المرءُ بعين الاعتبار؛ لأنه من الطبيعي مهما كانتْ درجة حبك أن تكونَ قابلة للبوار بعد زمن مِن الألم، وهو ما يجعلك أمام تحدٍّ أكبر خطورة في تجاوزك لتلك الخيبة وتخلصك مِن ذلك الوجع القاتل.

 

ذات يوم سألني أحدُ أصدقائي عن تهرُّبي من الحب، وتظاهري بالحياء والخجل أمام كل فتاة؟

فأجبته: إنني أتجاهل شيئًا أسعد به لحظةً فأبكي عليه برهة من الزمن، فكثير ممن تظاهروا أمامي قبلَ اليوم بأنهم امتلكوا قلبَ أنثى؛ تَبَخَّرَتْ أحلامهم، وماتت طموحاتهم خنقًا؛ لأنها في الحقيقة لم تكنْ سوى أحلام، وصرتُ طبيبًا لهم في مصحة النسيان، وأي حماقة قد أُصاب بها إن لم أستفدْ ولو درسًا مِن كل تلك الحالات؟

 

تجاهُلي للحب لا يعني أبدًا: أنني لا أكون سعيدًا بتصرفات إحداهنَّ، أو بسماع صوتها الشجي، لكن الواقع يُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ هذا القضاء العربي الذي لا ينصف المظلوم في أغلب قضاياه، لقد خشيتُ أن أكونَ أسيرًا في معركة حبٍّ يكون الحُكمُ فيها على الأسرى بالإعدام دون شفقة!

 

تعلَّم أن تجعل نفسك دومًا في موقع الضعيف، الذي يكون في حاجة لمساعدة الناس، حتى لا تجدَ يومًا نفسك في حالة احتضار فرديٍّ، فالناسُ مِن طبيعتها أن تحقرَ مَن كان دائم الحاجة إليها، ورُبَّ احتقار لك من أحدهم أشدّ مِن موت فردي بطيء، وما أقساها تلك اللحظة التي تحترق فيها وينظر إليك الناس في حالة انتعاش!

 

عليك لتسعد على هذه الأرض الحزينة الاحتفاظ بأسرارك العاطفية داخل قلبك، فلا معنى للحبِّ الذي يُنشر بين العالمين قبل تحقُّقه في الأصل، لا أنصحك حبيبي العاشق بأن تتجاهل الحب النقي الصافي بصفة نهائية، وإنما أدعوك لتجعل الحبَّ قضيةً لك وحدك؛ فالحبُّ حينما يشهر يكون في أوله تصرُّف مِن تصرفات الحمقى، وفي آخره وجَعٌ لن يعينك أحدٌ على تجاوزه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة