• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أيكة العنب في ذكر الشارب والشنب - من ترسل المحدثين عبر موقع (Facebook)

د. أحمد كمال محمد ، د. محمد عبدالنبي


تاريخ الإضافة: 3/7/2017 ميلادي - 8/10/1438 هجري

الزيارات: 7368

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيكة العنب في ذكر الشارب والشنب

من ترسل المحدثين عبر موقع (Facebook)

 

(1)

كتب صاحبنا الدكتور محمد عبدالنبي على صفحته إلى صديقنا الدكتور بيومي طاحون - وقد أعفى شاربه - يقول:

♦ ما أجملَكَ في الشَّنب! يا مدرِّسَ الأدب، لو رآكَ صاحبُ "العنب العنب العنب"، لغنَّى لكَ أغنيةً في الشَّنَب، يا صديقي الحبيب، ويا صاحبي الأديب، "نيولوك جديد"، وجمالٌ فريد، وضحكةٌ جميلة، وأخلاقٌ أصيلة، لكَ في قلبي نصيبٌ ونصيب، وأنتَ منِّي قريبٌ وقريب، إنْ طأطأْتَ الرَّأسَ في ضحكٍ ومزاح، فأنتَ عالي الرَّأسِ في جِدٍّ ونجاح، أيا ابنَ طاحون، أنتَ جوهرٌ مصون، ودُرٌّ مكنون، وجهُكَ مشرقٌ أقمر؛ فكيفَ تُطلِقُ على نفسِكَ الفتى الأسمر؟! كيفَ وأنتَ أبيضُ القلب، نقيُّ الحب؟! حفظَكَ اللهُ يا دكتور، وجعلَكَ دائمًا في سرور، ونعمةٍ لا تبور.

 

(2)

وأجابه أحمد كمال بقوله:

صديقي العزيز محمد بك عبدالنبي، أيُّ فضل للشَّنب؟! حمل ونصَب، مأمورٌ في السُّنن بحفِّه، غير مأثورٍ جميلُ قولٍ في وصفِه، لو كان خيرًا لاستغنى به قيس عن اللِّحية، وما كان شراء الأنصار إياها له غاية الأمل والمُنية، ولو أنَّ صاحب العنب، غنَّى لصاحبنا وصاحبك في الشنب، لكسد سوقه، وبارت بضاعتُه، وأُغلق حانوتُه، وأُعد تابوتُه، واكتسب عداوة نساء الأرض، وعداوة نِصف الرجال أو ثلثيهم مِن ذوي الطول والعرض.


بيد أنَّ حبَّ الشيء يُعمي ويصم، ويورد المادحَ مِن حيث لا يدري مورد الذَّم، وقد أحببتَ - كما أحببنا - أبا طاحون، فباركتَ شنبَه الميمون، ولعلَّك نسيتَ أو أُنسيت أنه مِن قَبلُ ربَّاه ثم ألقاه، ولعله معاوده مِن ذلك ما يعادوه، فما عساك تقول إذ ذاك، وقد بلغتَ في مدح الشَّنب منتهاك؟


والحق أنَّه ليس السر في الشَّنَب، وإنَّما في المحيَّا الذي حمل الشَّنب؛ وذلك أن نفس أبي طاحون الرضيَّة، وفطرته النقيَّة، انعكست على محيَّاه وضاءة يعرفها مَن آخاه، وابتسامة يلقاك بها حين تلقاه، ولِين جانبٍ لِمن قصده وإن كان عاداه.

وأنت أيها الفقيه، الفصيح النَّبيه، لا تجِدْ في نفسك مِن قولي، فقد أنطقَتْني الغيرة؛ إذ أوقعتَني في الحيرة؛ وذلك أنِّي منذ عشرين حجَّة مطلقٌ شنبي ولم أحظ فيه مديحه بنظم من الشِّعر أو نثر من الخُطَب، وعلى كل حال: لي ولأبي طاحون الشنب، ولك العنب! نل منه منتهى الطلَب، وهي في آخر الأمر لمن غلب.


(3)

فعاد محمد عبدالنبي معلقًا:

تعليقي ليسَ مجاراة، وردِّي ليسَ مباراة، وكيفَ لِمْثلِكَ يا دكتورُ أنُ يُجارَى؟! أو يظن ظانٌّ أنَّه يُبارَى؟ ولكنْ أقولُ واللهُ المستعان، ومَن استعانَ بغيرِه لا يُعان:

♦ لمَ قصَرْتَ السُّنَّةَ في الشَّاربِ على الحَف؟ ولمْ تنقلْ ما جاءَ من رواياتٍ بالحرف؟ أوَمَا علمْتَ أنَّه قد جاءَ النَّص، على أنَّ من السُّنةِ القَص؟ أوَما قرأتَ أنَّ عمرَ كانَ له شاربٌ قدْ طوَّلَه، وكانَ إذا كربَه أمرٌ أمسكَ شاربَه وفَتَلَه، وفي هذا الذي ذكرْتُه عدَّةُ أسانيد، ويكفيكَ من ذلكَ ابنُ عبدِالبرِّ في الاستذكارِ والتَّمهيد، ثمَّ لو غنَّى صاحبُ العنب، ما أرادَ في الشَّنب، فهل تظنُّ أنَّ سوقَه تكسدُ وتبور، أو أنَّه سينفضُّ عنه الجمهور؟! لا واللهِ فإنَّما هي أذواقٌ، ولكلِّ فكرةٍ مُحِبٌّ ومشتاق، وذَوو الشَّنبِ محبوبونَ مِنْ كثيرٍ من النِّساء، وسَلْ في هذا من النِّساءِ مَن تشاء، وما زالَ الشَّنبُ رمزًا لبعضِ الفضائلِ في العُرْف، ولعلَّكَ تُسلِّمُ بذلكَ يا ذا النَّحوِ والصَّرف، وليسَ كلامي هذا ضبطًا لمسألةٍ فقهيَّة، ولا لقاعدةٍ نحْويَّة، حتَّى أحقِّق، وأدقِّق، وأوثِّق، ولولا أن يُقالَ: ولَّى ابنُ عبدِالنَّبيِّ وهرب، أو لم يردَّ وفي عدمِ ردِّه سوءُ أدب، ما رددتُ بحرف، ولمنعْتُ بياني من الصَّرف، وإنَّما هو حسنُ أدبٍ وامتثال، ومعرفةٌ لقدرِ ابنِ كمال، أسألُ اللهَ أن يبارِكَ فيك، ويكرمَكَ وأهليك، وأن يباعدَ بينَكَ وبينَ كلِّ ضرٍّ بُعدَ إبليسَ عن الجنَّة، والشِّيعةِ عن السُّنَّة، ولتعذرْني فإنَّما أنا بينَ يديكَ طالب، ولا شكَّ في أنَّ الأستاذَ غالب.

 

(4)

فعاد أحمد كمال بالقول:

صديقي العزيز الأديب الأريب محمد عبدالنبي.

سلام عليك..


اعلم أرشدني اللهُ وإيَّاك إلى الصواب، وهدانا إلى المستحق مِن الأعمال حسن الثواب، أنَّ سكرة العنب أذهلَتْنا عن الحَق، فخالفنا الأصلَ في النطق؛ وذلك أن الشَّنب في أصله غير ما ذكرنا، والمعتمد فيه غير ما اعتمدنا؛ فالشَّنبُ في قولٍ تحزيز الأسنان، فتبدو مثل السنان، أو هو منها الصفاءُ والنقاء، والرِّقةُ والاستواء، وقيل: هو برد الريق، ساعة إطفاء الحريق؛ ولذا قال المتنبي، راثيًا أخت خير أخٍ وبنت خير أبِ:

يَعلَمْنَ حينَ تُحَيَّا حُسنَ مَبسمِها ♦♦♦ وَلَيسَ يَعلَمُ إلَّا اللهُ بالشَّنَبِ


وغير ذلك من المعاني كثير، ولكلٍّ منها من الشواهد الجمُّ الغفير.

وليس في المأثورِ تخصيص نِسبته للنِّساء أو للذكور، ويفسِّرونه في كل موضع بما يلائم السياق، ويليق به من المعاني الرقاق.

وقد جرينا في حوارنا من ذكر الشنب على اصطلاح المحدثين، وهو مجازٌ واهٍ غير متين، وقد ذكر في الوسيط أنه استعارَة، وليس عليه أدنى أَمارة، إلَّا أن يكون مسوغه مجاورة ذلك الشعر، لموطن الشنب وهو الثَّغر.


واعلم سدَّد الله قولك، أنْ ليس هذا زمان الفخر بالشارب، وأنَّ الفضائل التي زعمتَ دلالته عليها باتت من البائد الذاهب؛ وإنَّما الفضيلة في هذا الزمان للدرهم والدينار، واليورو والدولار؛ فقيمة كل امرئ ما يملكُه، يمهد به سبيله إلى المجد فيَسلكه، وقد قال الأمير منذ وقت غير قصير:

ولا مَجْدَ في الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَالُهُ ♦♦♦ وَلا مالَ في الدُّنيا لِمَنْ قَلَّ مَجدُهُ


أسأل اللهَ تعالى أن يجنِّبني وإياك الزَّلل، وأن يرزقنا السداد في القول والعمل، وأن يباعد بيننا وبين النار، وأن يجعلنا من المتَّقين التاركين عملَ الفجَّار، إنه هو العزيز الغفَّار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة