• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عودة الوعي

عودة الوعي
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 7/5/2017 ميلادي - 10/8/1438 هجري

الزيارات: 5377

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عودة الوعي

 

بينما يسيرُ متنزِّهًا مع أصدقائه، طعنَهُ أَحَدُهُم قائلًا:

• والدُكَ.

فيراه يتوكَّأُ منحنيًا على عصاه، تبرز لِحيتُه الشهباءُ، يدنو من الدُّكَّان، يلمحُه صاحب المحل فيفتحُ "القمطر"، يمدُّ يده المغلقة، يفرغُ ما بها من عارٍ وشَنارٍ بكفِّ الشيخ.

يدسُّ المسنُّ ما أخذ في جيبه دونَ أن يتبيَّنَ أنه قنبلة تنفجر في كبدِه.

استغرق هذا المشهد دهورًا رفصت رأسَ الابن، وطوَّحت بها إلى مَهَاوِي الفضيحة وميادين الجرسة.

 

يغرقُ في الصمت الصارخ بالجوى من نَتَنِ المشهد، أعشى الخُطى، تضطرمُ رأسُه بنيران مهولة، تكتسح خاطرَه معضلاتٌ مغلقاتٌ:

• كيف آل الوضعُ الاقتصاديُّ بأبي إلى هذه الدناءة؛ وأنا أكفيه كلَّ حاجته؟

• انظري يا أمي ماذا شاهد رفاقي؟ قتلني أبي! سوَّدَ وجهي! هل جوعان؟ هل عطشان؟ هل قصَّرْتُ في رعايته؟

• الأم: يا بنيَّ، لا تُحرقْ نفسَك هكذا، هوِّنْ عليكَ وعلينا، ما لنا بعدَ اللهِ غيرُك، فلا تكوينا بلهب كرامتك الدامية.

• وفجأةً وصل الأبُ العجوز.

• على الفورِ ينتصبُ له وحيدُه، وشياطُ دمِهِ يصفعُ وجهَ أبيه.

• تشحت؛ وتشنعني! هه؟! تستجدي البقالين وأنا كافيك؟!

يتغضّن وجه العجوز، ينحرفُ عن ابنه ليجلسَ القرفصاء ورأسُه بين يديه قد غشاه صمتٌ يستر مرجلَه المكتوم.

 

♦ يرفع صوتَه قائلًا:

• المسألة: أن مسجد النور الذي أُصَلِّي فيه يحتاج لمبة، فقالوا: من يتبرَّع بثمنِها.

• فقال البقال: أنا.

• وخاطبني مستسمحَني: مُرَّ على دكّاني.

• فحدث ما شاهدتَه ورفاقك.

أطبق الابن صامتًا مكشرًا.

يسحب كرسيًّا لتعليق لوحةٍ، وما أن صعدَ عليه حتى انزلقَ منه رأسُه مصوبًا للأرضية البلاط محدثًا رجَّةً عنيفةً أسقطته عن صهوةِ وَعْيِه.

 

تصرخ الأم هلوعًا في بعلها:

• دعوتَ عليه؟! دعوتَ على ابنِك وحيدِك!

فيقول الأبُ وريقُه محبوسٌ في شهقة صوته الأخن.

• لا، لم ولن أدعوَ عليه عمري كله.

ثوانٍ كالدهر، ألمٌ، وصداعٌ، ينهضُ ممتطيًا وعيه، قد عزم على نسيانِ الأمرِ كلِّه كأنه لم يكن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة