• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لقاء الأرواح

محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 13/4/2017 ميلادي - 16/7/1438 هجري

الزيارات: 6646

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقاء الأرواح


مباشرة بعد أن أطفأ المصباح، وتمدَّد على جنبه الأيمن يحدق في الجدار الغارقِ في الظُّلمة، تجترُّه لُعاعة الحزن الباقية من تشييع جنازة جدِّه لأمه بعد عصر اليوم - ذكَر أنه نسي هاتفه الذكي الباهظ بجوار شاهِدِ القبر وهو يلوك جملةً من الأدعية لجدِّه بالتثبيت والمغفرة!

انتفض من فراشه، أنار المصباح، كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل.


في الجانب الآخر من الغرفة أطَّ السرير الذي ينام عليه أخوه الأكبر، بعد أن تقلب عليه بعنف، هاربًا بوجهه إلى الجانب الآخر من لفحة الضوء.

• أطفِئ النور، دعنا نَنَمْ!

غمغم الأخير بتضجر بالغ.

تراجع (مراد) عن قرار الاستعانة بمرافقة أخيه إلى المقبرة، أطفأ الضوء بعد أن حمل الجاكيتة والجوارب والحذاء، وخرج من الغرفة.


شخير والده يندفع من زيق الباب الموارب، وضوء ثاقب ينبعث من عيني الهرة التي تقبع في ركن البهو، مع وخزات إبرية تنثرها على جسده نسائمُ قارسة، تتسلل من خلال خروق الزجاج المكسور في إحدى النوافذ، فتزرع فيه قشعريرة حادة، يقفُّ لها شعر جسده كله.


خرجت الهرة معه إلى فناء البيت، كانت تتمسح بساقيه، وتموء مواءً نحاسيًّا معصورًا، مدَّ قدمه ليدفعها برفق فعضَّته، وولَّت هاربة!

يحدث هذا منها لأول مرة بعد سنتين من حياتها في هذا البيت!


هاجس آخر كان يقتات على بُلغة الشجاعة التي بقيت معه، فيشعر أن ساقيه تحولتا إلى ماء، وأن قدميه تغوصان في تخوم سحيقة من الطين.


لقد سمع من الواعظ اليوم في مجلس العزاء أن الأرواح تلتقي ليلة الجمعة، فتتعارف، وتتواصل، ويسأل المتقدِّم منها المتأخر عن جديد الحال في دار الدنيا


لَمْلَم بقاياه المهترئة، خرج وصك الباب وراءه.
بعد ربع ساعة سيرًا رشَّت خلالها السماء رذاذًا رقيقًا، كان مراد في المقبرة.


ظلمة هذه الليلة مركزة بسبب الغيوم، والهدوء هنا يصوغ بأنامله البارعة أدقَّ أحاسيس الرعب، ازدرد بصعوبةٍ آخِرَ حفنة لعاب تجمعت في فمه، وهو يتسلل بين القبور.


رأى وميض هاتفه من بعيد بجانب القبر، لكن دون صوتٍ؛ إذ كان مضبوطًا على الوضع الصامت.

ما كاد يرفع هاتفه حتى وقع على وجهه فاقدًا للوعي؛ بسبب الانفجار الهائل لإحدى ضربات الرعد.


أفاق على ملمس يابس ليد تربِّت على كتفه
:
• أهلًا يا مراد.
• من أنت؟!
• أنا جدك! ألم تتعرف عليَّ؟! وهذه أمك التي ماتت منذ عامين، بجانبي.
• كذَّاب! جدي وأمي لم يكونا بهذا الشكل.
• أنت أيضًا لم تكن بهذا الشكل، انظر إلى يديك.
نظر مراد إلى يديه، ثم قلَّب نظره في المكان، فرأى أجسادًا خفيفة تسبح في الهواء!
• لقد كان الواعظ على حقٍّ إذ
ًا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قراءة واعدة وواعية
أبو أيوب - الجزائر 14-04-2017 07:38 PM

الأستاذة المحترمة
كالعادة.. قراءة واعدة، و واعية..
شكرا جزيلا لتشريفك نصي المتواضع بهذا الاهتمام..
بالتوفيق

1- لقاء الأرواح
Selma - Algeria 13-04-2017 11:04 PM

 

نشكر أولا الكاتب محمد جباري على تقديمه باقات متنوعة من شعر ونثر هادفين; أما هذه المرة فيظهر أنه يتطلع للجديد فقد قدم لنا قصة تصنف من أدب الرعب والتي يقدمها الكتاب عموما لهدف واحد وهو إرعاب القارئ وتخويفه ويقاس نجاح القصة بمدى فزع وهلع القارئ إثر قراءته لها; وهذا ما حدث لنا أثناء تتبعنا لرحلة البطل إلى المقبرة,
استعمل الكاتب في قصته ضمير الغائب والذي يعتبر أصلا ضمير الكاتب الذي أسقطه على الآخرين في تجربته القصصية الفنية, فربما أخفى الكاتب في قصته هذه ضمير المتكلم أنا لكي يحض بحريه الكتابة بكل عفوية ولكي يختصر على نفسه سؤال القراء أن كان ما كتبه عن نفسه أو أن كل ما تحويه القصة مجرد خيال, والخص فعل الكاتب وكل كاتب يستعمل ضمير الغائب في قول بلزاك أن أقصى درجة من الحرية هي حينما يكتب عن نفسه بلسان الآخرين, نوع القصة التي اختارها الكاتب المتألق محمد جباري هي من نوع خيال الرعب الخارق وهذا النوع هو واحد من الأنواع الأكثر شيوعا من قصص الرعب. هذه القصص تميل إلى التركيز على الكائنات أو الحالات التي توجد خارج نطاق البشرية. أشباح وحوش تقع في هذه الفئة، وخيال الرعب في هذه الحالة هو في كثير من الأحيان يتركز على الاخافة لأن بطل الرواية ليس لديه المعرفة اللازمة لهزيمة أو تجنب ما يحدث من أحداث خارجة عن نطاق الطبيعة البشرية. والكائن الخارق في كثير من الأحيان أقوى بكثير من البشر، على الرغم من كونه في كثير من الأحيان لديه نوعا من الضعف الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى سقوطه مثل. قصص مصاص الدماء، على سبيل المثال، تركز على الكائنات التي هي متفوقة في القوة والفكر في كثير من الحالات، لكنها ضعفت أو هزمت في ضوء الشمس. وكذلك هي أرواح قصة الكاتب محمد جباري تظهر وتتجمع فقط يوم وليلة الجمعة أما في باقي الأيام فلن يكون لها وجود فهي تضعف وتختفي أصلا مع بزوغ أول خيط من ضوء يوم السبت وكما نعرف أن كل القصص والروايات قد يكون لها زمان ومكان خياليين أو حقيقيين اما قصة الكاتب تلاقي الأرواح فلها زمان ومكان حقيقيين هو المقبرة وليلة الجمعة.
تعتبر قصة محمد جباري من نوع قصص الرعب النفسي والذي يتركز مكانه في معظم قصص الرعب في المستشفيات لكن قصة الكاتب ليست بهذا التركيز فرعب الشخصية الرئيسية في القصة لم يصل بها التوتر والرعب النفسي لدرجة تحول توتر ورعبه إلى مرض نفسي بل مجرد خوف شديد أدى به لأن يحس بأن عضة القطة كانت غريبة وأن عيونها كانت تبرق بطريقة غير طبيعية وربما خوفه الشديد أدى به أيضا إلى هلوسة بصرية أدت به لأن يرى صاعقة برقية أدت به إلى الإغماء أما القراءة العميقة للقصة فإنها تقول أن كل ما راود بطل القصة من أحداث فقدان الهاتف وذهابه إلى المقبرة ليلا لم يكن إلا حلما رآه بسبب تركيز خياله وكل وظائفه على مقولة شيخهم بأن الأرواح تلتقي ليلا لتتعارف, وكما ذكرنا ه سابقا أن الاحلام لها علاقة كبيرة بالواقع حيث إنه أثبتت الدراسات أن الإنسان أثناء نومه تصدر عنه العديد من الموجات الدماغية وهي المسؤولة عن تنظيم ساعات النوم وهذه الموجات تكون هادئة وارتفاعها عالي ولكن في لحظة سريعة وفجأة تتحول هذه الموجات لتصبح سريعة جدا وارتفاعها منخفض وها هي الحالة التي يظهر فيها الفرد وكأنه مستيقظ من النوم مع أنه نائم نوما عميق وهذا ما حدث مع بطل القصة الذي رأى أن جده يوقظه هذا من جهة ومن جهة أخرى ربما اشتياقه وحزنه على جده ما أدى به إلى تلك الهلوسات النظرية. 

 

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة