• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أنا أناي

أنا أناي
مأمون أحمد زيدان


تاريخ الإضافة: 21/2/2017 ميلادي - 24/5/1438 هجري

الزيارات: 7515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنا أناي

 

أقف الآن هنا

بين زاويتينِ باردتين

جليد، ثلج، هواء يعوي

يجوح، يهز ويهتز

بين رمانتين وحنظلتين

بين زهرِ لوز

زهر شوك وصبار

أقف

لأرقبَ المدى

يتسع ويضيق

يصفو ويتعكر

أرى السحب

تتبادل مواقعها، تتداخل

تتشكل، تتكتل

تنسحب وتنفصم

سوداء أحيانًا

كحزن وردةٍ يتيمة

بيضاء في أحيان

كفرحة ذئب

في فمه فريسة

تتلوَّى، تطفح عيناها

برعب وفجيعة

♦ ♦ ♦

أنا الآن

بين ذاتي وذاتي، وذاتي

أبحث عني

عن ذاتي التي كانت ذاتي

عن ذاتي التي بين يدي

عن ذاتي التي هاجرت

هجرتني فهجرتها

عن ذاتي التي تنتظر خلف السنين

عن ذاتي الملوِّحة

بالغربة والاغتراب

♦ ♦ ♦

خطوة هنا

لأمي

خطوة هناك

لأبي

رابية يفتتها الوقتُ

يسحقها الدهر

خطوة لأختي

لأخي

يأكلها شفق نهم جائع

خطوة لي

لي أنا

مرصوفة فوق موج من شذا

فوق بحرٍ من مدى

تتقدم

تحثُّ خطاها نحو هاوية

ترتفع فوق هامة جبل

تسقط في دائرة من هلام

كثيف

كضباب يتكالب على ذاته

يتحول دخانًا

بلا نارٍ أو نور

خفيف

مثل ريشة نعام أو طاوس

تتمزق من ريح صحراء مغبرة

♦ ♦ ♦

كم بحثت عن الموت

في قواميس النهاية

في أسرار بلاغة الزوال

في أدغال العتمة

وغابات الضياء

مدفوعًا برغبة الاندماج

في مفردات الغامض المجهول

بلونِ فراشة كحلية

مهروسة الجناح

بشوق المتيم

كنت أبحث

عن رؤيتي ورؤاي

عن ينبوعي المغلق

عن خطوتي وخطاي

عن هجرتي من ذاتي

إلى ذاتي

من وطني المتخم بالطين

والحمأ والصلصال

من زهرة الأقحوان في ظل زيتونة

إلى زهر حنون ودحنون

يلتقط الشمس

من مغربها

مشرقها

من مغاربها

مشارقها

ليحشرها

في صياح ديكٍ مخضل بالندى

هديل حمام يتنفس الصبح

حقل شعير

ينام في الفضاء

يلتحف الليلَ

يتدثر الأسحار

غزالة حبلى

سليلها يشي بها[1]

♦ ♦ ♦

لم أكن أعلم يومًا

كيف أبدأ

وكيف أنتهي

البدايات تتداخل

في النهايات

ظل أو ظل لظل

شبح في مرآة لا تطيق ذاتها

ولا تعشق الأشباح

بيداء تغطس في بيداء

رمل بيدِ ريح هوجاء

ماء في منخل أو غربال

صدأ على أسنان الزمن

ألم في رأس المكان

هروب من ناي حزين

يشدو لخراف السهول

فتثغو

فرحًا أو حزنًا

♦ ♦ ♦

قيل:

كنت يومًا عدمًا من عدم

غيبًا مخبأ في جرة طين

مجهولًا أكلته النار

تحول نثارًا

ابتلعته عواصف وهج

فتلاشى كتلاشي التلاشي في التلاشي

كائن أو شبه كائن

ذوبته شموس

شيء من شيء يتشيأ

ومتشيئ لا يعلم عن تشيئه شيئًا

كشيء خارج من اللاشيء

شيء يسأل عن شيء في اللاشيء

والشيء يعوي، يجوح

يبحث عن شيء في الشيء

♦ ♦ ♦

بحث في البحث

عن بحث

كنت فيه يومًا

صليل سيف

أو ركوة بئر

شعاع جديلة

يحملني إلى ذاتي

إلى أنا

إلى أناي.



[1] السليل: صوت الغزال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة